"صوف تحت حرير" مسلسل اجتماعي كويتي لا يخلو من الإثارة بقلم: ناهد خزام

  • 9/14/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

صوف تحت حرير مسلسل اجتماعي كويتي لا يخلو من الإثارةاستطاع المسلسل الكويتي “صوف تحت حرير” أن يلفت إليه الأنظار عند عرضه في الموسم الرمضاني الماضي، ليعيد الاعتبار من جديد إلى الأعمال الخليجية الاجتماعية بسياقه المختلف وطابع الإثارة الذي غلب على مسار أحداثه.العرب ناهد خزام [نُشر في 2017/09/14، العدد: 10751، ص(16)]خيوط درامية متشابكة تجري أحداث المسلسل الكويتي “صوف تحت حرير” الذي أعيد عرضه مؤخرا على قناة “أو إس إن” الإماراتية، بعد نجاحه في الموسم الرمضاني المنقضي في قالب اجتماعي يسلط الضوء على مشاكل الشباب والأسر في المجتمعات العربية، ومنها قضية العادات والتقاليد، وتأثير ذلك على الحياة الاجتماعية. والمسلسل من إخراج محمد دحام الشمري وتأليف إيمان سلطان، وتلعب فيه الفنانة الكويتية إلهام الفضالة دور البطولة إلى جانب نخبة من الفنانين الآخرين من بينهم خالد أمين وعبدالله الباروني ومرعي الحليان ولطيفة المجرن وحمد إشكناني وأحمد السلمان وفوز الشطي. ويعيد العمل المخرج محمد دحام الشمري إلى الشاشة الدرامية من جديد، وهو الذي أثرى الدراما الخليجية بالعديد من الأعمال المتميزة التي كان من بينها “اللقيطة” و”التنديل” و”عرس الدم” و”لهفة الخاطر” ومسلسله الأخير “في أمل” الذي عرض عام 2015. يذكر أن دحام الشمري عرض له أيضا خلال الموسم المنقضي مسلسل “كحل أسود قلب أبيض” خلافا لمسلسل “صوف تحت حرير”، وأول ما يلفت الانتباه إلى أعمال الشمري ذلك التنوع في الكادرات والتوظيف الجيد لأدوار النجوم المشاركين في العمل، وهو يضع نصب عينيه دائما الابتعاد عن النمطية التي يُزج فيها بالممثل في أدوار بعينها ويدفعه إلى طرق أنماط جديدة ومختلفة عما اعتاد الجمهور رؤيته فيها. كما استطاع الشمري عبر مشواره الإخراجي الذي بدأه كمساعد مخرج في تسعينات القرن الماضي الابتعاد قدر الإمكان عن المبالغة في أداء الممثلين من دون تهويل، وهو ما يساعد على إبراز القدرة الأدائية لهم، ما أفرز العديد من المواهب الشابة والواعدة على يديه. ويدور مسلسل “صوف تحت حرير” حول ليلى التي تلعب دورها الفنانة الكويتية إلهام الفضالة، والتي تحب ابن عمها منذ صغرها متغاضية عن عيوبه وسلوكياته السلبية، لكنها حين ترتبط به لا تستطيع تحمل طباعه القاسية وأنانيته فتصر على الانفصال عنه، ثم تنتقل إلى العيش في الإمارات وتتزوج من ابن عمها الآخر راشد الذي طالما أحبها، غير أن الصراع لا ينتهي بينها وبين زوجها السابق يعقوب الذي يلعب دوره الفنان خالد أمين، لتستمر الصراعات والمفاجآت، وتتداخل الخيوط الدرامية لتضفي على العمل طابع الإثارة والأكشن أحيانا.التناقض بين الأفعال والقناعات والتردد بين أنواع مختلفة من المشاعر المتضاربة هما سمة شخصيات المسلسل وتطل الفنانة إلهام الفضالة في المسلسل بشخصية مركبة، إذ تدفعها كل هذه المتغيرات التي تتعرض لها إلى تغيير نهجها في التفكير والنظر إلى الأمور، والتغيرات التي تطرأ على شخصية إلهام الفضالة هي سمة غالبة على عدد من الشخصيات التي يحتويها المسلسل، إذ يلعب العمل على إعادة النظر في مسار الشخصية سلوكيا واجتماعيا. والإشكالية الغالبة على سياق العمل تتمثل في إمكانية التغير نتيجة الضغوط التي يتعرض لها الأشخاص، وكيف أنها قد تدفعهم إلى مراجعة مواقفهم ليتحول بعضهم من النقيض إلى النقيض، وربما استقت كاتبة العمل إيمان سلطان عنوان المسلسل “صوف تحت حرير” من وحي هذه الإشكالية المحورية، فالتناقض بين الأفعال والقناعات والتردد بين أنواع مختلفة من الأحاسيس والمشاعر المتضاربة والمتناقضة مع الطباع الغالبة هما سمة الكثير من شخصيات المسلسل. وبين الأدوار المميزة في المسلسل دور الفنان الإماراتي مرعي الحليان، الذي يعود هو الآخر إلى الدراما الخليجية بعد انقطاع وتفرغ تام للمسرح والأعمال الدرامية المحلية، ويلعب دور الأب “أبوحمدان”، وهو رجل يتصف بالإفراط في الطيبة ما ينعكس على تعاملاته مع الآخرين، وخاصة مع أبنائه الثلاثة، وأكبرهم مهرة التي تؤدي دورها الفنانة نسمة مصطفى، وهي فتاة متفوقة في دراستها ويعتمد عليها والدها في الكثير من الأمور لرجاحة عقلها، كما يقول، لذا يأمل أن تتولى ذات يوم إدارة أعماله بعد الانتهاء من دراستها، وابنه حمدان المشاغب الذي يضعه في الكثير من المشكلات، وابنته الصغرى التي تتسم بالتهور. وفي حين يحاول الأب تقويم سلوك ابنيه المشاغبين تأتيه الكارثة من قبل ابنته الكبرى، إذ تنقلب حياته رأسا على عقب حين يتفاجأ بأنها متزوجة من دون علمه. ويجسد الفنان خالد أمين شخصية يعقوب، وهو زوج ليلى الذي ضيق الخناق عليها ودفعها إلى طلب الطلاق منه، ويظهر يعقوب في بداية الحلقات كشخصية انتهازية واستغلالية لكل من حولها، ولا يستثني من ذلك زوجته وأسرته، ولكن بعد أن تتركه زوجته يعود إلى نفسه ويكتشف ما اقترف من جرم تجاه كل من أحبوه فيراجع نفسه من جديد في محاولة لإصلاح ما أفسده. ومن بين الأدوار الناجحة في هذا المسلسل يأتي دور الفنان عبدالله السيف الذي يؤدي شخصية “ضاري”، فهو بعيد عن أدواره النمطية السابقة والتي غلب عليها الطابع الرومانسي، ومن الأدوار التي تجاوزت النمطية كذلك يأتي دور الفنان أحمد السلمان الذي يؤدي شخصية غانم، وهي شخصية طيبة تبتعد إلى حد ما عن أدواره الأخرى التي اتسمت بالشر. وهناك أدوار أخرى كان لها حضور لافت كدور الفنانة لولوة في تأدية شخصية الفتاة الفضولية التي تهوى المشاركة في سباق السيارات، وكذلك دور الفنانة فوز الشطي التي تقدم شخصية نادية بأبعادها المتناقضة والتي تجمع بين الغيرة والشر والحقد.

مشاركة :