يعلو صوت المشادات الكلامية بين بعض الصائمين والباعة في الأسواق وربما في محيط العمل وبين السائقين في الشوارع والتي تصل أحيانًا حد الاشتباك بالأيدي والشجار وتبادل الشتائم والسباب وبعض الألفاظ النابية التي تخدش الحياء والذوق العام والعديد من حالات نفاد الصبر وضيق الخلق، كلها الظواهر المصاحبة لصوم البعض في رمضان مما لا يليق وطبيعة هذا الشهر الكريم «المدينة» تجولت في شوارع مدينة أبها قبل موعد الإفطار بدقائق، لرصد حياة هؤلاء الرجال الذين يعملون وقت المغرب ولا يفطرون مع عائلاتهم، ولا تعرف الوجبة الساخنة طريقًا إلى بطونهم، فقد اكتفوا ببضع رشفات من الماء أو العصير، والإفطار على بضع حبات من التمر من أجل القيام بواجبهم في خدمة المواطنين والمقيمين. فطورنا بالشارع النقيب عائض مرعي القرني بدوريات منطقة عسير قال: إنه يقوم بجولة بسيارة الدورية في شوارع مدينة أبها للاطمئنان على حركة السير وأن أفراده في مواقعهم وأضاف أنهم يعملون بنظام الوردية ويكون الدوام 6 ساعات، وأضاف أننا نؤدي واجبنا في الحفاظ على الأمن والنظام خلال رمضان، ونكتفي بالإفطار على الماء أو العصير أثناء العمل في الشارع، ثم نفطر في منازلنا بعد انتهاء الدوام.. وأشار إلى تعاطف بعض المواطنين مع رجال الأمن وقت الإفطار حيث يدعونهم لتناول الإفطار، ولكنهم لا يستطيعون تلبية الدعوة لظروف العمل، ويكتفون بما يقدم لهم من عصير وحبات (السمبوسة) والتمر. وأضاف: إننا نستقبل السائقين بروح رمضانية طيبة ولا نختلف أو نتعصب على أي مواطن خلال الصيام. وقال: إننا نفطر في الشارع، خاصة الافراد الذين يقفون في مناطق حساسة، لمنع دخول السيارات إلى منطقة الأسواق الشعبية حتى لا تتسبب في ازدحام الشارع وإرباك حركة المرور. لا يغادرون الموقع وأشار إلى أنهم لا يغادرون مواقعهم نهائيا وإن كانوا يستطيعون ترك المكان لمدة ربع ساعة فقط للإفطار وأداء صلاة المغرب ثم العودة إلى العمل مرة أخرى وأوضحوا أن رجال المرور يفطرون بعد أذان المغرب بربع ساعة عندما تخف حركة السير تمامًا، ويذهب الجميع لتناول الإفطار في منازلهم. وعبروا عن أملهم في أن يعي بعض السائقين الذين يتصرفون بعصبية وخاصة عند اقتراب موعد الإفطار أن رجال المرور صائمون أيضا، ويقومون بواجبهم ويفطرون في الشارع. وأهابوا بالجميع التقيد بالأنظمة المرورية وخاصة حزام الأمان الذي يحد من الوفيات والإصابات بشكل كبير. انفلات الأعصاب علي سعيد القحطاني تحدث بألم وأسى عن ظاهرة انفلات الاعصاب ما قبل الافطار وكونه يحاول تلافي الوقوع في شراكها من خلال إنجازه للأعمال قبل المغرب بوقت كاف ليتسنى له الوصول سالمًا منها بإذن الله كما تطرق إلى هول ما يشاهده من حوادث أليمة في تلك الاثناء وعن الحلول المناسبة اوضح أنه لا بد من وضع عربات أمنية قرب الإشارات الرئيسة والتي تشهد ازدحامًا كبيرًا كما التقينا سعيد أحمد طلحان والذي أبدى استياء شديدًا جراء ما يشاهده قبل الافطار من السائقين المتهورين والذي يصل في بعض الأحيان إلى اصطدام عربات بعضهم ببعض فلا يكلفوا انفسهم النزول لمشاهدة ما تم حدوثه وذلك كما هو معتاد في الأيام العادية ولكن يذهب كل منهم في طريقه وكأن شيئًا لم يحصل كما نلاحظ المخالفات المرورية المتمثلة في قفز بعض المتهورين للأرصفة المحاذية لإشارات المرور مما يعرض المارة للخطر الكبير وانواع الفوضى بشكل عام. عقوبة صارمة سعيد علي الدرعاني قال: إن الفوضى تؤثر تأثيرًا كبيرًا في المظهر الحضاري لهذا البلد وأهله من خلال عدم استيعاب الناس لقوانين ونظم المرور بالشكل الصحيح كما ان ما نلاحظه ونسمع به من فوضى وخروج على قانون المرور وانظمته لهو شيء محزن للاسف وذلك لما تتبوأ هذه البلاد من مكانة كبيرة فمثل هذه السلوكيات اللا مسؤولة من بعض السائقين تخالف ديننا اولا وذلك لقوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وثانيًا إساءة إلى قيمنا الأخلاقية. وعن الحلول التي يراها في سبيل درء تلك الظاهرة أكد الشهراني ضرورة التوعية الاعلامية الجادة كما حصل مع حزام الامان واخطار المخدرات وغيرها وان تتركز تلك التوعية على ايضاح عاقبة تلك الظاهرة ثم رأي الدين في مرتكبيها ونشر احصائيات عن نسب الحوادث اولًا باول بالاضافة لفرض عقوبات صارمة على مرتكبيها. الأبواق مزعجة رجال الأعمال: فلاح عوض الشهراني ابدى انزعاجه من جراء هذه الظاهرة وذلك من خلال اصوات الأبواق عند احدى الاشارات الرئيسة والتي يقطن حولها مما يحد من سماعه واسرته لصوت الأذان وكثرة الحوادث بالاضافة لسلك بعضهم الطرق الترابية الوعرة في منظر يدعو للدهشة من هول ما يحصل وهذا الشيء كما يقول (الشهراني) حتم علينا متابعة الأذان من خلال وسائل الإعلام رغم قربنا من المساجد وجعلني افكر جديًا بعدم التجديد في هذا المسكن للسنة المقبلة نظرًا للازعاج المتواصل وخصوصا في شهر رمضان على الرغم من تلقي هؤلاء السائقين لإفطارهم وهم في سياراتهم ومع ذلك لا يزال الإزعاج مستمرًا. قطع الاشارات أما الرقيب: عبدالله محمد الاسمري، وزملاؤه من رجال المرور في أبها فهم ممن يعيشون كل رمضان تجربة الإفطار خارج منازلهم، وقد التقينا بهم وهم يهمون بتناول بضع تمرات وبعض العصير على أحد أرصفة وسط خميس مشيط كيفما اتفق حيث قالوا عن هذه التجربة: إن دوامهم يبدأ من الساعة الثالثة عصرًا وحتى التاسعة مساء، الأمر الذي يترتب عليه الإفطار خارج منازلهم، بعيدا عن أهلهم من أجل القيام بواجبهم الوطني وأكدوا أن الصيام أثناء العمل لا يسبب لهم أي إرهاق أو تعب ولا يشعرون بالعطش أو الجوع. وأشاروا إلى أن قطع الإشارة المرورية وقت الإفطار قد يتسبب في كارثة للسائق وللآخرين، مؤكدين أن بعض سائقي السيارات يحتاجون إلى مزيد من الوعي المروري. مضاربات بالحلقة المواطن خالد القحطاني أكد أنه يتجنب الحضور خارج البيت قبل وقت الإفطار حيث إن المشكلات والألفاظ التي يمكن أن تؤدي إلى جرح صيامه تقع في الفترة التي تسبق الإفطار بوقت قصير. وأضاف أنه شاهد معركة قبل الإفطار كانت بين يمني وبنغالي حيث كان الأخير يبيع خضروات فاختلف معه اليمني على السعر مما أدى إلى تشاتم تطور إلى التماسك بالأيدي ومع الأسف أن الأشخاص الذين حاولوا تفريقهم تضاربوا فيما بينهم أيضا حيث كان حزب مع اليمني وحزب مع البنغالي والطريف أن طرفي الأزمة اليمني والبنغالي غادرا الموقع فيما بقي المواطنون الذين تدخلوا لفض المشاجرة يتضاربون حتى تم تفريقهم بالقوة من بعض المارة. المزيد من الصور :
مشاركة :