كورس حجري لا يكف عن الغناء في لوحات رباب نمر بقلم: ناهد خزام

  • 3/3/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

التكوينات الجماعية للعنصر البشري إحدى السمات اللافتة في أعمال الفنانة رباب نمر، حيث تبدو التكوينات ككتلة واحدة ملتصقة الجسد، لا تميز بينها سوى الرؤوس المتجاورة والأيدي وملامح الوجه ذات المسحة الحزينة في أغلب الأحيان. تشكيلات أشبه بالكورس الذي لا يكف عن ترديد الأناشيد والصلوات، تكوينات بشرية أشبه بالتماثيل الحجرية المنحوتة التي تركها المصريون القدماء في تماسكها واحتفائها بالكتلة، وغالبا ما توجد بين هذه الجموع البشرية بؤرة للتكوين تعثر عليها في تفصيلة تميز بها الفنانة أحدهم، أو إشارة لونية غائمة الحضور وسط التكتلات البشرية المتدفقة، في إشارة إلى طاقة الحكي الهاجعة بين العناصر والرمزية التي تغلف الكثير من أعمالها. وهذا التواصل المتلاحم بين الجموع البشرية في صياغات الأبيض والأسود يستدعي نوعا من التناغم بين اللونين، وهو ما تحققه الفنانة رباب نمر ببراعة في طريقة بنائها للمساحات والتجاور بين اللونين الأبيض والأسود، فاللوحة تبدو من بعيد أشبه بنقاط متجاورة من الظل والنور، تفصل بينهما مساحات وخطوط حيادية من الدرجات الرمادية، ما يؤكد هذا التناغم ويضفي المزيد من الحياة على هذا الكورس البشري الذي لا يكف عن ترديد الأغنيات.

مشاركة :