جائزة الوزارة للكتاب المهذبين بقلم: زكي الصدير

  • 3/8/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الآلية التي تعتمدها الوزارة سنويا ترمي الكرة في ملعب المؤلف والمؤسسات التي تلفّ حوله ويلفّ حولها، فإن كانت دور النشر مهتمة فستكون للمؤلف حظوة من الأمر وإلا فهو وكتابه متروكان.العرب زكي الصدير [نُشر في 2017/03/08، العدد: 10565، ص(14)] مع قرب انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب أعلن السبت الماضي عن قائمة الفائزين بجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب السعوديين والتي تبلغ مليوني ريال (533 ألف دولار) يحصل كل كتاب من الكتب الفائزة على 200 ألف ريال (53 ألف دولار)، نصفها يذهب للمؤلف والنصف الآخر يذهب قيمة شراء للكتاب. وكما هو معلوم فإن هذه الجائزة تمنح لعشرة كتب مطبوعة خلال العام الماضي في المجالات المختلفة وفروعها الدينية والفكرية والفلسفية واللغة والأدب والفنون والعلوم الاجتماعية والتربوية والنفسية والعلوم البحتة والتطبيقية والعلوم الاقتصادية والإدارية. وتشترط الجائزة أن يكون المؤلف سعوديا وأن يكون الكتاب باللغة العربيّة وصادرا في 2016، وأن تكون الطبعة الأولى للكتاب، وألاّ يكون الكتاب في أصله رسالة جامعيّة أو مأخوذا منها، وأن يُوقّع المؤلّف تعهدا على التزامه بحقوق الملكيّة الفكريّة وتعهدا آخر بعدم حصول كتابه على جائزة سابقة. كل هذه الشروط معقولة ومبررة جدا، ولكن تعالوا نقرأ بقية الشروط لنقف على حقيقة هذا الترشيح الرخو. فبالإضافة إلى الشروط السابقة يشترط أن يتقدّم بالكتاب المؤلف أو الناشر أو الجهات المعنية مثل المكتبات والجامعات ومراكز الأبحاث والأندية الأدبية والجمعيات وغيرها. وهنا مربط الفرس الأول، وأن يكون مفسوحا من وزارة الثقافة والإعلام. وهنا مربط الفرس الثاني. هذه الشروط تدفعني إلى الافتراض بأن الجائزة مقسمة في حقيقتها بين أمرين؛ الترشيح والفسح. فالأول يكمن في غياب لجنة ثقافية متابعة بشكل جيد للإصدارات السعودية الحديثة دون انتظار ترشيحها من الجهات المذكورة، وهذا الغياب بطبيعة الحال سيجعل من لجنة التحكيم أمام سيناريوين؛، إما الانتظار وإما دفع المؤلفين والمؤسسات بصورة سرية للترشيح. وكلاهما مرّ، إذ يغلب على الكاتب الحقيقي المعتدّ بتجربته ألّا يسعى للجوائز وألّا يلاحقها، فإن أتته فأهلا وسهلا بمبلغ مالي سيساعد في رفع مستوى حياته “المعتّرة” قليلا، وإن لم تأته فليس مأسوفا عليها. فالأمر في النهاية لا يهمه كثيرا. الآلية التي تعتمدها الوزارة سنويا ترمي الكرة في ملعب المؤلف والمؤسسات التي تلفّ حوله ويلفّ حولها، فإن كانت دور النشر مهتمة فستكون للمؤلف حظوة من الأمر وإلا فهو وكتابه متروكان دون اهتمام، لا سيما مع أولئك المؤلفين الذين يهربون من الظهور في دوائر الإعلام بكل أشكاله. أما الأمر الثاني المتمثّل في شرط “الفسح الإعلامي السعودي” فهو أكثر ظرافة من الأمر الأول، فهو إعلان واضح بمحتوى الكتاب. ويمكننا –هنا- أن نتخيّل مقدار الكتب المرضي عنها من قبل الوزارة، وكيف هي –في الغالب- عبارة عن أفكار أو نصوص هزيلة خائفة “تمشي جنب الحيطة”دون أن تمتلك حقها في الثورة والمشاكسة والخروج من الصندوق المبارك من المؤسسة الرسمية. ربما هذان الشرطان وبقية التفاصيل المعروفة والمختبئة تبرر مقدار الاختلاف الحاصل في الوسط الثقافي إثر الإعلان عن النتائج، لا سيما ما تخص جوائز الشعر والرواية والمسرح، فهذه الاعتبارات ستدفع النصوص الحقيقية إلى خارج اللعبة وستدخل تلك النصوص المهذبة والمؤنقة والمرتبة و”الشطورة” في دائرة الضوء والترشيح والفوز. شاعر من السعوديةزكي الصدير

مشاركة :