الاهتمام باحتياجات شباب المغرب يمنع استقطابهم نحو التطرف بقلم: محمد بن امحمد العلوي

  • 3/9/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

50 بالمئة من الشباب المغاربة يحمّلون الحكومات غير التمثيلية مسؤولية دفع أفراد من جيلهم للانضمام إلى التنظيمات المتطرفة.العرب محمد بن امحمد العلوي [نُشر في 2017/03/09، العدد: 10566، ص(4)]رحلة البحث عن الذات الرباط - يؤكد خبراء التربية أن عدم الاهتمام بالاحتياجات الفكرية والنفسية والاجتماعية والسياسية للشباب المغاربة يمنح التيارات المتطرفة فرصة أكبر لاستقطابهم. ويرى باحثون في علم الاجتماع أن من بين الأسباب التي تعجل بالتحاق الشباب المغاربة بالجماعات المتطرفة غلق الباب أمامهم من قبل التنظيمات السياسية والمجتمع المدني. ويقول محمد الغالي، أستاذ علم السياسة في جامعة القاضي عياض بمراكش، إن غياب الثقة بين الأجيال يجعل قادة الأحزاب السياسية يشككون في قدرات هذه الفئة، رغم أنها تشكل ركيزة أساسية خلال الحملات الانتخابية، والحركات الاحتجاجية. ويدفع غياب التأطير السياسي والاستقرار المادي الشباب للبحث عن منافذ لتحقيق احتياجاتهم المتنامية. وحسب الاستطلاع السنوي لرأي الشباب العرب، الذي أنجزته مؤسسة “أصداء بيرسون-مارستيلر”، فإن ندرة الوظائف والفرص المتاحة للشباب المغاربة، تعتبر السبب الأول الذي يدفعهم للانضمام إلى صفوف داعش. وكشف تقرير حديث صادر عن المركز المغربي لدراسة الإرهاب والتطرف أن عدد المقاتلين المغاربة في تنظيم داعش الذين لقوا حتفهم بين عامي 2012 و2016 بلغ 48 شخصا، وأغلبهم من الشباب. وأرجع المركز المغربي لدراسة الإرهاب والتطرف ارتفاع عدد القتلى من الشباب، إلى كون هذه الفئة هي المستهدفة من عمليات الاستقطاب والتجنيد من طرف التنظيمات المتطرفة. وجاء في استطلاع رأي، أشرف عليه معهد زغبي في العاصمة الأميركية واشنطن عام 2016، أن 50 بالمئة من الشباب المغاربة يحمّلون “الحكومات غير التمثيلية” مسؤولية دفع أفراد من جيلهم للانضمام إلى التنظيمات المتطرفة. وأرجع مراقبون وقوع الشباب المغاربة في شرك خطاب الجماعات المتطرفة والإيمان برؤيتها إلى عدم تعاملهم بذكاء وفطنة مع وسائل التواصل الاجتماعي والثورة التكنولوجية، حيث أن هذه الوسائل بكل روافدها أضحت سلاحا فعالا لتلك الجماعات في استقطاب الشباب. وأكد أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، على اتساع دائرة تعاطي الشباب مع وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرا إياها “المنصة الحقيقية التي تجتذبهم”، مشيرا إلى أن جيل العصر الحديث يقضي ما لا يقل عن أربع ساعات يوميا في التعاطي مع تلك المواقع. وكانت الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب قد أطلقت مؤخرا موقعا إلكترونيا يستهدف محاربة التطرف لدى فئة الشباب. وأكد عبادي أن من أهداف هذا المنبر الإلكتروني، وفق الرؤية الاستراتيجية للرابطة، تحصين الشباب الذين يستخدمون الإنترنت، وحمايتهم من الضياع في مسالك التطرف. وشددت مجموعة من علماء التربية، تماشيا مع البحث عن حلول فعالة لتحصين فئة الشباب المغاربة من الوقوع في شراك المجموعات الإرهابية، على ضرورة خلق القدوة الحسنة داخل المجتمع من إعلاميين وسياسيين ومثقفين ورجال دين وغيرهم من صناع الرأي، والعمل على معالجة كل مشكلات الإقصاء والتهميش التي تعانيها فئة الشباب. ويقول ملاحظون إن المغرب يشهد تحولات كبيرة يجب أن تُوَاكَب بإيجاد أماكن تستوعب الشباب في كافة المجالات، وتشجيعهم على الاجتهاد في اكتساب مهارات الانفتاح والحوار، وحثهم على المشاركة السياسية، وتوجيه طاقاتهم لخدمة بلدهم.

مشاركة :