لقد ذكرنا في المقالة السابقة، أن خطاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب تحت قبة الكونغرس، كان بمثابة رسالة من القلب للجميع. واليوم نستكمل بقية خطابه الذي تحدث فيه عن الخطوات اللاحقة التي يريد تسليط الضوء عليها، ليعي اعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، خطورة الارث الثقيل الذي يحمله البلد.فقد تبين ان 49 مليون اميركي عاطلون عن العمل، واكثر من 43 مليوناً يعيشون على خط الفقر والجوع، ونحو 49.9 مليوناً من دون تأمين صحي، واكثر من خمس الاميركيين قضوا شبابهم من دون وظيفة. وهذا الارث جعل ترامب يقول لهم: «نحن نعيش في اسوأ فترة اقتصادية منذ 65 سنة، فالادارة السابقة قد عملت على زيادة الديون الاميركية خلال السنوات الـ 8 الماضية، وبالتالي خسرنا ربع الوظائف الصناعية بسبب اعتماد الادارة السابقة على اتفاقية النفط الاقتصادية التي ادت الى نقل 60 الف مصنع الى الصين منذ اعتماد اتفاقية التجارة العام 2001»، وهو ما جعله يؤكد وجوب اعادة قوة الدفع للاقتصاد من جديد، حتى يبث الروح في الحياة الاقتصادية ولتشجيع الشركات الاميركية على البقاء في الداخل.واعتبر ترامب ان الشركات الاميركية تعاني من ضرائب عالية جداً مقارنة ببقية دول العالم، وبالتالي فإن فريقه الاقتصادي يخطط لاصلاحات تاريخية متطورة، ما يسهل عمل الشركات والعمالة، مضيفا ان «هناك دولاً تفرض الضرائب على منتجاتنا المصدرة للخارج بنسب عالية، فلماذا لا نقوم نحن بذلك أيضاً»؟.وضرب مثالاً على ذلك، شركة «هارلي ديفيدسون» العملاقة للدراجات النارية، وكيف تعاني من صعوبة التصدير بسبب الضرائب الخارجية، لذلك تعهد العمل على تغيير أنماط الاوضاع التجارية والصناعية، عبر طموحاته بوجود تجارة حرة نزيهة، قائلاً: «لن اسمح بأن يسيء أحد معاملتنا في الخارج، وسأحمي العمال وسأوفر الملايين من فرص العمل»، حيث سيعيد النظر في المنظومة الحالية التي تعمل على تخفيض الاجور على العمال الفقراء وتضع ضغوطا على دافعي الضرائب، لمحاربة الهجرة غير الشرعية، اذ ان الدراسات اظهرت ان الهجرة الحالية، تكلف الاقتصاد الاميركي مليارات الدولارات كل عام، وبالتالي يتطلع الرئيس ترامب إلى أن يحظى بمنظومة تحمل الكثير من الاستحقاقات المالية، لجذب الكفاءات الاميركية لتتمكن العائلات الاميركية العيش بسعادة وامان. وركز الرئيس الأميركي على اصلاح قانون الهجرة، قائلاً: «اؤمن بإصلاحها ان ركزنا على الاهداف التالية: زيادة الاجور الاميركية، تعزيز امن اميركا، وزيادة احترام قوانيننا»، مضيفاً ان «الهدف هو تحقيق مبدأ الرفاهية للشعب الاميركي، وبالتالي من الممكن ان يعمل الجمهوريون والديموقراطيون معا لتحقيق هذا الهدف الذي انتظرناه طويلا من اجل الوطن». وتابع مؤكداً: «آن الوقت للشروع في برنامج جديد لاعادة بناء البنية التحتية لبلدنا ولا سيما ان الولايات المتحدة انفقت 6 تريليونات دولار في الشرق الاوسط من دون النظر الى بنيتها التحتية المنهارة»، مشدداً على ان الولايات المتحدة «كان يفترض ان يكون حالها افضل لو كان لدينا في الحكم رجال قادرون على الانجاز»، وبالتالي سيطلب ترامب من الكونغرس ان يعتمد قوانين من شأنها ان تزيد من الاستثمار الاميركي بنسبة تريليون دولار في البنية التحتية من خلال تمويل حكومي، وهذا حتما سيؤدي الى توفير الملايين من فرص العمل الجديدة القائمة على مبدأ «اشتري اميركي، وظف اميركي».وفي مفاجأة غير متوقعة، ناشد ترامب الكونغرس العمل على ابطال نظام الرعاية الصحية (اوباما كير) واستبداله بنظام اخر من خلال جملة اصلاحات توفر خيارات جديدة بتكاليف أقل تستطيع تقديم رعاية صحية افضل.وناشد الديموقراطيين والجمهوريين، بأن يعملوا معا لإنقاذ الشعب الاميركي من كارثة القضية الصحية المتفاقمة، وهذا حتما سيساهم في خفض سعر الادوية وانشاء سوق تنافسي عالمي.كما حرص على كسر حلقة الفقر والعنف، بما ان نسبة الجريمة سنة 2015 ارتفعت في شكل غير مقبول. وفي شيكاغو تحديداً، فان نحو 4 الاف شخص ذهبوا ضحايا هذا العنف، وبالتالي «كيف نستطيع ان نمنح الطفل الاميركي الامن والامان وسط هذه التجاوزات اللا انسانية امام المستقبل الذي ينتظرهم»؟، وفق تأكيد ترامب الذي امر وزارة الداخلية بإنشاء مكتب جديد يعنى بالضحايا الاميركيين ويسمى voice، لإظهار حقيقة ضحايا جرائم المهاجرين.ثم سلط الرئيس الأميركي الضوء على ميزانية القوات المسلحة، قائلاً: «اقترح على الكونغرس تقديم ميزانية تسمح بإعادة بناء قواتنا المسلحة وتلغي القيود المفروضة على الانفاق العسكري»، متمنيا زيادة الميزانية ودعم المحاربين القدامى، مؤكداً «لن ننسى المحارب رايان وباقي المحاربين».واختتم الرئيس الأميركي رؤيته الشاملة بكلمات معبرة، قائلا «خلقنا من رب واحد ولدينا الدم نفسه والعلم نفسه، فلنجعل خلافاتنا جانباً ويجب ان نتحلى جميعا بالامل والطموح والجرأة في بداية العهد الجديد امام المستقبل المقبل».alfairouz61alrai@gmail.com
مشاركة :