حقق «مزاد كريستيز» الذي أقيم أول من أمس في أبراج الإمارات بدبي، ما يقارب 30 مليون درهم من مبيعات اللوحات، فيما بيعت لوحات الفنان المصري محمود سعيد وحدها بمبلغ تجاوز 3.5 ملايين درهم، وكانت لوحة «أسوان» الأعلى سعراً في المزاد، اذ تجاوز سعرها المليونين ونصف المليون درهم. وكان اللافت في مزاد هذا العام تراجع بعض الأسماء التي لطالما كانت تدخل قائمة الأعمال الأغلى سعراً، ليبدو أن توجه السوق الى الاستثمار في الفن الحديث باتت توازيه رغبة في الاستثمار بالفن المعاصر والمتعدد الوسائط وليس اللوحة فحسب. لوحة «حطين» سحبت لوحة الفنان فائق حسن، التي عنونها المزاد بـ«معركة حطين»، وتعود لعام 1968 من المزاد، بعد أن أعلنت جهة رسمية في العراق عن امتلاكها للوحة، وبأنها سرقت وقدمت إلى المزاد. وأعلنت دار كريستيز عن توقيفها بيع اللوحة وسحبها من المزاد بسبب الإشكالية على ملكيتها، علماً بأن الجهة التي قدمتها للبيع تقدمت بأوراق الملكية. وأعلنت جمعية الفنون التشكيلية العراقية أن العمل سرق من النادي العسكري في بغداد عام 1991. كما أعلنت أن الاسم الحقيقي للوحة هو «معركة ذات الصواري»، وليس «معركة حطين». مسيرة شعب بعد أن أضاء مزاد كريستيز على لوحة الفنان الفلسطيني إسماعيل شموط «مسيرة شعب»، التي تعود لعام 1980، كونها اللوحة الأعلى سعراً من حيث القيمة التقديرية والتي كانت تراوح بين ثلاثة ملايين وثلاثة ملايين و300 ألف درهم، تم الإعلان عن سحب اللوحة، بسبب أن «الجهة التي تمتلك اللوحة باعتها بالاتفاق مع جهة لم يعلن عنها خارج إطار المزاد». • لوحة سعيد تعود إلى عام 1949، وبيعت بمليونين و517 ألف درهم. رست المزايدة على لوحة «أسوان» التي رسمها سعيد عام 1949، ويصور فيها مشهداً من الطبيعة في أسوان من خلال القوارب والنيل، على مبلغ مليونين و517 ألف درهم، وترأست قائمة اللوحات الأغلى سعراً، بعد أن سُحبت من المزاد اللوحات التي كانت معروضة بسعر تقديري يفوق أسعار سعيد، منها عمل الفنان الفلسطيني إسماعيل شموط «مسيرة شعب»، وعمل الفنان العراقي فائق حسن «معركة حطين». أما في المركز الثاني فجاء عمل الفنان العراقي محمود صبري، «البطل»، الذي رسمه عام 1963، وبيع بمليوني درهم، ويبرز الفنان من خلاله الكثير من المشكلات الاجتماعية والحياتية بأسلوب تعبيري بحت. وحل في المرتبة الثالثة عملان للإيرانيين تشارلز حسين زندرودي ومنير فارمانفارمانيان، اذ بيع كل منهما بمليون و436 ألف درهم، ليحتل بعدهما عمل الفنان سهراب سبهري المركز الرابع، بتحقيق عمله غير المعنون والذي يعود لعام 1960 سعراً وصل الى مليون و84 ألف درهم، تلاه عمل الفنان الإيراني علي بن صدر، بعنوان «الضوء»، الذي يعد حديثاً ويعود لعام 2010، والذي بيع بـ952 ألف درهم، ويقدم بن صدر في عمله الحركة وفق ألوان تجريدية فيها الكثير من الصخب، بحيث يصبح من الصعب التركيز على المركز في اللوحة لشدة تداخل الحركة واللون. وعاد تشارلز حسن زندرودي الى القائمة فاحتل المركز السادس من خلال عمله «صحو الفصاحة»، الذي رسمه عام 1984، وحقق 886 ألف درهم، ويقدم الفنان فيه اللغة العربية وأشكال الحروف المتداخلة وفق ألوان تكسر النمط الكلاسيكي للحروفية. في المركز السابع دخلت لوحة الفنان اللبناني شفيق عبود بعنوان «الوليمة»، والتي رسمها عام 1974، ووصل سعرها الى 710 آلاف درهم، ويقدم فيها عبود تصوره ورؤيته الفنية بألوانه التجريدية التي لطالما أتت مستوحاة من الطبيعة. أما في المركز الثامن فدخلت القائمة لوحتا الفنانين الإيرانيين كوروش شيشيغاران، وهو عمل معاصر يعود للعام 2014، وسهراب سبهري، الذي يعود لمنتصف عام 1960، وبيع كل من العملين بـ596 ألف درهم. أما عمل الفنان لؤي كيالي فقد احتل المركز التاسع بعد ان حققت لوحته غير المعنونة 550 ألف درهم، وتعود اللوحة الى عام 1956، ويبرز من خلالها امرأة بفستان أحمر، ما يجعلها من اللوحات النادرة له، كون أسلوبه يعرف برسم الورود والطبيعة، وكذلك مشاهد من الحياة اليومية. أما المركز العاشر فاحتله عمل الفنان الإيراني بارفيز تانافولي، وعنوانه «الهاء في القفص»، وهو عمل نحتي بيع بـ528 ألف درهم، ويقدم فيه الفنان الهاء بشكل نحتي وهي داخل القفص، فيما قدم الحرف ذاته بأكثر من شكل، منها التي كانت على الكرسي أو كأنها في رأس الجبل. يذكر أن المزاد قد حقق أرقاماً مميزة لمجموعة من الأعمال، منها بول غيراغوسيان، وصفوان داحول، وفرهاد مشيري، وغيرهم من الأسماء التي باتت مطلوبة في سوق الفن.
مشاركة :