نشر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني تقريراً يسلط الضوء على قيام قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بنبش قبور المقاتلين المنافسين لها، وحرق وصلب جثثهم في مدينة بنغازي، مشيراً إلى أن تقارير إعلامية وأشرطة فيديو نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي كشفت تلك العمليات، التي وُصفت بأنها «أبعد ما يكون عن الإنسانية».أشار الموقع إلى أن المقاتلين الذين ينتمون لقوات حفتر دخلوا منطقة قنفودة غربي بنغازي، يوم السبت الماضي، حيث كان يتحصن المقاتلون المنافسون لهم في آخر مواقعهم مع مدنيين عالقين، ونبشوا القبور، ومثلوا بالجثث، بحسب التقارير الإعلامية. وقال الموقع إن التقارير جاءت بعد يوم واحد من إعلان القوات استيلاءها على المعقل الأخير لمنافسيها في جنوب غربي المدنية، ووضع نهاية لأسابيع من المقاومة من قبل المقاتلين المخيمين في مجموعة من المباني السكنية. وأضاف أن أبرز حادثة شهدتها المدينة هي نبش قبر جثة جلال المخزوم، القائد العسكري بمجلس الثوار، الذي دفن منذ 6 أيام، لافتا إلى أن جثته وضعت على سيارة، وقام مسلحو قوات حفتر بالتجول والاستعراض بها في المدينة. وأشار الموقع إلى أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا وصفت أعمال قوات حفتر بأنها جريمة حرب. وقالت في بيان لها «إن هذا العمل أبعد ما يكون عن الإنسانية. إنه جريمة حرب يجب المعاقبة عليها». وكان المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، قد طالب المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن والجامعة العربية والاتحادين الأوروبي والإفريقي، بفتح تحقيق في عمليات نبش القبور والتمثيل بالجثث التي قامت بها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في بنغازي مؤخرا. ولفت الموقع إلى أن قوات حفتر قامت بنبش قبر مخزوم، الذي دفن قبل ستة أيام، واستخرجت جثمانه وصلبته، وقامت وهي تهلل بالاستعراض به في جميع أنحاء المدينة. وذكرت التقارير أيضا أن القوات التي يقودها الجنرال ونيس بو خماده قامت بعد ذلك بتعليق جثمان مخزوم عند بوابة معسكر الجيش في المدينة. ولفت الموقع إلى أن مخزوم قاد عملية ضد قوات حفتر في بنغازي عام 2014، وتمكن من السيطرة على العديد من معسكراتها، مشيراً إلى أن أعداد القبور التي نبشتها قوات حفتر غير معلومة. وأشار الموقع إلى أن جيش حفتر الذي يتخذ من الشرق مقرا له يشن حملة عسكرية في ثاني أكبر المدن الليبية منذ نحو 3 سنوات، وما زال يواجه مقاومة في منطقتين شماليتين، رغم مكاسبه منذ بداية العام الماضي. وقال ميلاد الزوي، المتحدث باسم القوات الخاصة لجيش حفتر، يوم السبت، إن الحصار المفروض على محور العمارات الـ12 انتهى عندما حاول المقاتلون الفرار عند الفجر. وقال أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي إن ما لا يقل عن 40 من المنافسين لقوا مصرعهم. وأشار الموقع إلى أن عشرات الأسر ظلوا في المباني المحاصرة، حيث أفادت الجماعات الإنسانية أنهم عانوا من نفاد الطعام والماء، بينما فشلت الجهود الرامية إلى إجلاء الأسر إلى حد كبير.;
مشاركة :