أنقرة - قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الجمعة إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي تقف بلاده داعمة لقطر التي تواجه عزلة شديدة بعد قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعتها دبلوماسيا واقتصاديا، ينوي زيارة المنطقة قريبا لمناقشة جهود حل الأزمة. وقال تشاووش أوغلو للصحفيين بعد محادثات في أنقرة مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني "تتركز كافة جهودنا على الوصول إلى حل يتماشى مع العلاقات الأخوية". ولم يحدد الوزير التركي محطات زيارة أردوغان، إلا أنها تأتي في اطار زخم وساطات تشهدها منطقة الخليج لحل أزمة تتجه للمزيد من التعقيد مع اصرار الدوحة على تعنتها ومكابرتها. وأصبحت تركيا في حد ذاتها جزء من الأزمة بسبب انحيازها لقطر ولأن من ضمن المطالب العربية اغلاق القاعدة العسكرية التركية في الدوحة. وأيا كانت الجهود أو الاقتراحات التي سيقدمها أردوغان، فإن المبادرات التركية محكوم عليها بالفشل. وقد انتقد الرئيس التركي قائمة المطالب التي قدمتها الدول العربية الأربع إلى الدوحة كشرط لإنهاء القطيعة وكان من المطالب إغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر. وترفض الدوحة وأنقرة تنفيذ هذا المطلب وهو كفيل لوحده بفشل أي مسعى تركي لإخراج الدوحة من ورطتها. ومن المستبعد أيضا أن يقدم أردوغان اقتراحات تتعارض مع التحالف القائم مع الدوحة، حيث أن هدفه الأساسي هو انقاذ القيادة القطرية من مأزقها. وأرسلت تركيا 200 طائرة شحن تحمل إمدادات إلى الدوحة منذ إغلاق جيرانها العرب المجال الجوي والبحري أمامها. ولا تملك قطر حدودا برية سوى مع السعودية. وغادر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون العاصمة القطرية الخميس بعد جولة في دول الخليج استهدفت تهدئة أسوأ خلاف إقليمي خلال سنوات. وقال تيلرسون إنه قدم مقترحات ستساعد في حل الأزمة. ووقع تيلرسون خلال جولته اتفاقا أميركيا قطريا لمكافحة تمويل الإرهاب وذلك في إطار المساعدة على تهدئة الهواجس العربية والخليجية، لكن الوساطة التي قادها الوزير الأميركي انتهت من حيث بدأت بالفشل بعد اصرار القيادة القطرية على تعنتها وتمسك دول المقاطعة بتنفيذ الدوحة لقائمة المطالب المشروعة. ويقول معارضو قطر إنها لم تستطع تبديد مخاوفهم، لكن تشاووش أوغلو قال إن الدوحة أظهرت حسن نيتها.
مشاركة :