دارت معارك طاحنة، أمس، في شرق دمشق بعد هجوم جديد للفصائل المسلحة على مواقع القوات الحكومية السورية، وأعلنت الفصائل سيطرتها على نقاط كانت خسرتها في هجوم الأحد، في وقت شنت الطائرات الحربية غارات كثيف على مواقع الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية، وتحدث المرصد السوري عن سقوط قذائف على بلدة القرداحة باللاذقية، مسقط رأس الرئيس السوري. وشنت فصائل مسلحة إلى جانب جبهة «فتح الشام» فجر أمس، هجومها انطلاقاً من حي القابون في شمال شرق العاصمة، حيث تدور معارك على بعد نحو عشرة كيلومترات من وسط دمشق التي كانت في منأى نسبياً عن ويلات الحرب. وسمع دوي انفجار قوي نحو الخامسة والنصف صباحاً (3,30 ت غ)، تبعه قصف عنيف لم يتوقف مذاك الحين. ورجح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن يكون الانفجار ناجماً «عن هجوم بسيارة مفخخة على موقع لقوات النظام بين حي جوبر والقابون». وذكر المرصد أن «المعارك العنيفة تجددت فجر أمس، في محاور المعامل وكراش والكهرباء ومحيط السيرونكس بحي جوبر وأطرافه. وتترافق الاشتباكات مع تنفيذ طائرات حربية غارات على محاور القتال، إضافة إلى القصف الصاروخي المتبادل والعنيف بين الطرفين». وتحدث المرصد أيضاً عن تقدم للفصائل المسلحة في منطقة صناعية بين جوبر والقابون.ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر عسكري أن «وحدات من الجيش العربي السوري تتصدى لمحاولات تسلل مجموعات مسلحة من جبهة النصرة نحو منطقة المغازل شمال جوبر وتتمكن من تطويق المجموعات المتسللة، وتقوم بتطهير المنطقة». واشتدت المعارك قبل ظهر أمس، وارتفعت سحب الدخان الأسود فوق المنطقة. وانهمرت الصواريخ المنطلقة من المناطق التي يسيطر عليها إرهابيو «النصرة»، والفصائل المسلحة على أحياء العباسيين والتجارة القريبة من حي جوبر، ومن وسط العاصمة. وقال مصدر في قيادة شرطة دمشق إن «شخصاً قتل، وأصيب 15 آخرون في حي مساكن برزة شمال شرق العاصمة دمشق جراء سقوط سبع قذائف، كما أصيب خمسة أشخاص جراء سقوط ثلاث قذائف على حي الشاغور جنوب دمشق القديمة».وقال مصدر إعلامي مقرب من فيلق الشام فضل عدم ذكر اسمه، إن فصائل مسلحة، من أبرزها فيلق الرحمن وأحرار الشام وهيئة تحرير الشام، بدأت المرحلة الثانية من معركة ( يا عباد الله اثبتوا) واستعادت فيها السيطرة على كل النقاط التي خسرتها أمس، متمثلة بحاجز سيرونكس ومعمل كراش ومعامل النسيج ( الشركة الخماسية )، المطلة على كراجات العباسيين والكتل الصناعية في المنطقة، وشعبة التجنيد، إضافة إلى وحدة المقاييس، ومعمل سادكوب وشركة الكهرباء. وأشار إلى أن شارع فارس خوري الممتد من ساحة العباسيين إلى ساحة التحرير أصبح مسيطر عليه نارياً.إلى ذلك، أفاد المرصد السوري امس بسماع دوي انفجارات في منطقة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد بمحافظة اللاذقية. وقال المرصد، في بيان امس، إن الانفجارات ناجمة عن سقوط قذائف صاروخية على مناطق في محيط مدينة القرداحة، والأراضي المحيطة بها، كما سقطت قذائف على مناطق قريبة من المدينة. وحسب المرصد، لم ترد معلومات إلى الآن عن خسائر بشرية، في حين قصفت قوات النظام بشكل مكثف مناطق في جبل الأكراد ومحور كبانة بريف اللاذقية الشمالي. (وكالات)
مشاركة :