المجلس المكي! | إبراهيم معتوق عساس

  • 4/29/2014
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

عاد المجلس التخيلي المكي للانعقاد برئاسة «أبوأحمد» وحضور جمع من شباب وكهول وشيوخ الحارات المكية وبعد السؤال عن الصحة والأحوال قال أبوأحمد لمنسق الجلسات «عبدالشكور» عرفتم ضيفكم الليلة وهو على بعد خطوات من مجلسكم ولكن أريد منكم الترتيب لأخذ موافقة الضيف القادم وفي نهاية هذه الجلسة نعلن عنه ليكون لقاؤنا معه في الأسبوع القادم بإذن الله.. وفي هذه اللحظة وصل الضيف وقام الجميع مرحبين به قائلين: حياك الله يا معالي وزير المالية، أهلا بالرجل الذي حظي بثقة ملكنا الحبيب معالي الدكتور إبراهيم العساف، فرد عليهم التحية بأحسن منها، وأعرب عن سروره وحرصه على الحضور، والسماع لما يدور في المجتمع المكي فقال: أبوخليل يا معالي الدكتور هل تريد الأسئلة دبلوماسية أم تريد البساط بيننا وبينك أحمدي.. فرد الوزير أريده بساطاً أحمديّا كما يقول المثل المكي، لأنني لم آتي إلا لسماع الحقيقة، وعندها أشار المنسق للعم «شيبة» وقال له قل ما لديك، فأصلح العم شيبة جلسته وقال يا معالي الوزير لم يمر علينا من عشرات السنوات أن تقدر الجبال الوعرة التي يصعب الوصول إليها بأي وسيلة بأثمان تساوي أو تزيد عن التي تقع في مناطق سهلة وقريبة من المسجد الحرام وذات دخل وافر؟! فانتظر الحضور جواب الوزير ولكنه قال أكملوا أسئلتكم أجمعين. فأشار المنسق للعم المسك الذي رفع يده طالبا الإذن بطرح سؤال.. فقال المسك: هل بلغك وجود أعضاء في لجنة التقدير يخالف وجودهم المادة السابعة من النظام الخاص بنزع الملكية يا معالي الوزير؟ فأردف العم أبودرقاش وقال: يا معالي الوزير هل بلغك وجود أشخاص لهم علاقة باللجنة اشتروا قبل معرفة الناس بمسار المشاريع آلاف الأمتار وعشرات العقارات من الناس البسطاء بأثمان بخسة ولما قدرت رفعت أثمانها إلى عشرات أضعاف سعر الشراء؟ وصاح العم أبوطربوش وقال أزيدكم من الشعر بيتا أن تلك المواقع تم إفراغها وهي بالعشرات من شخص واحد إلى شخص واحد في يوم واحد وفي كتابة عدل واحد لتسهيل عملية تقديرها، فنظر الوزير إلى شخص في أقصى المجلس كان متكئا يردد عبارة «أروح لمين ينصفني منك» فتبسم الوزير وقال أريد أن أسمع رأي هذا الشيخ وناداه وقربه وقال له هات ما عندك، فقال «الطنبرة»: أقولها في أذنك ولا البساط أحمدي؟ لأنها قوية.. فرد الوزير قائلا: قلنا ورددنا إننا نريده بساطا أحمديّا فقل ما لديك بصدق.. فقال الطنبرة: ألم يصلك أن اللجنة المالية للتعويضات قد حررت محضراً موقعاً من كل الأعضاء يتهمون فيه عضوًا في اللجنة التقديرية بأنه يتحايل على النظام الخاص بنزع الملكيات؟ ألم يصلك أن شخصاً معروفاً دُفع له عربون في موقع جبلي غير استثماري فاستغرب من الثمن الذي دُفع له لكنه اكتشف بعد ذلك وقبل إمضاء البيع أن عقاره بعد العربون ثُمّن بعشرة أضعاف ما دُفع لهُ فامتنع من البيع وبعد جلسات أنصفت المحكمة هذا الرجل وألغت البيع لأنه فيه غرر أو على طريقة تلقي الرُكبان ففاز ذلك المالك بالتقدير العالي الذي خطط المشترون أن يجعلوه لأنفسهم.. ورأى الوزير في المجلس شخصاً مكتئباً يدعى «العم كبايا» فقال له هل لديك سؤال؟ فانهمرت الدموع من عين «كبايا» حتى أغمي عليه وهنا أشار أبوأحمد للجميع قائلا: خلاص! بعد كبايا يكفي ما طرحتموه ودعونا نسمع ما يقوله الوزير.. فقال الوزير: لقد استمعت إليكم، وأعدكم أنني سأبذل كل جهدي لمتابعة هذا الأمر وسيأخذ كل ذي حق حقه.. وانفض الاجتماع بالدعاء لمعالي الوزير أن يوفقه ويعينه لتحقيق تطلعات خادم الحرمين وتوجيهاته المستمرة في إحقاق العدل وإنصاف المواطنين، وعدم بخسهم وضياع حقوقهم. assas.ibrahim@yahoo.com

مشاركة :