اذا كنت راكباً فهز رجليك!! | إبراهيم معتوق عساس

  • 3/16/2014
  • 00:00
  • 26
  • 0
  • 0
news-picture

العنوان هو جزء من مثل شعبي قديم ما زال يستخدم حتى وقتنا الحاضر في أم القرى وفي بعض المدن والمحافظات القريبة منها وهو مثل ذو عدة معانٍ لأنه يستخدم في مجال المدح وفي مجال القدح ، فقد يقال لمن يتولى وظيفة ثم يلاحظ عليه التردد والتخاذل في استخدام ما أعطي له من صلاحيات ، فتسوء أحوال الإدارة التي تولاها نتيجة عدم استخدامه لصلاحياته النظامية لضعف شخصيته فعندها قد يجد من يقول له لماذا لا تستخدم صلاحياتك لهذا العمل وأنت القائد ؟! ألا تعرف المثل القائل «اذا كنت راكباً فهز رجليك» ؟! فإذا كنت على حق فهزّها ولا تبالِ !.. وقد يستخدم المثل نفسه في الدفاع عن شخص استخدم صلاحياته النظامية لمصلحة العمل ولكن ذلك لم يعجب بعض الذين لديهم مصالح غير مشروعة فيبدأون بوصفه بأوصاف ظالمة وأنه متفرد ولا يساعد الناس وان النظام «لن ينفعه» وأنه وجد نفسه راكباً «فهز رجليه» .. فإذا نزل لن يسلم أحد عليه ، ولكن الواقع .. أن الرجال الأفاضل سوف يذكرون أمثال هذا الموظف بالخير في كل المجالس ولن يمر احد ويراه الا ويسلم عليه .. أما الصورة الثالثة التي يستخدم فيها هذا المثل على نطاق واسع فهو ان ينطق بهذا المثل شخص أعطي صلاحيات محدودة فوسع دائرة استخدامها وطغى وبغى وظلم وأخضع عمله للأهواء وتعامل مع من هم أعلى منه ومن هم دونه بغرور وصلف ورأى نفسه أنه قد أصبح في غفلة من الزمن أنه الآمر الناهي ومشى في الأرض مرحاً وأصبح يردد العبارة الشعبية الأخرى « يا أرض اتهدي ما عليكي قدي» وكلما حضر اجتماعاً قال للحاضرين ممتناً على وجوده بينهم «أنتم تعلمون أن شهاداتي عالية وأن الجامعة التي تخرجت منها هي جامعة عالمية وتخصصي نادر وخبراتي اسألوا عنها القاصي والداني ، فأي عمل أعتمده سواء إداري أو هندسي أو تخطيطي سيجلب الخير كله ويبعد الكوارث كلها ، إن عشرات الشركات الكبرى في الداخل والخارج تريد أن تستفيد من علمي وأفكاري وخبرتي وقدموا لي عروضاً بأضعاف مضاعفة من راتبي الشهري ولكنني بقيت في وظيفتي» ثم يرون منه أعمالاً تدل على استغلال للسلطة وغطرسة وغرور وإنه هو قوي عزيز في الادارة وذو سطوة وسلطة يستطيع بهما أن يؤثر على أي إجراء ويجعله يجري في غير مجراه وأن هذه السطوة تصل الى باقي الإدارات فإن نصحه ابن عم أو ابن خال أو أي قريب أو ناصح محذراً اياه من خطورة تعديه لصلاحياته ومن ظلمه وبطشه وتعاليه ورفع صوته على الناس وتهديدهم بالويل والثبور وعظائم الأمور وتصفية الحسابات وأنه سوف «يجرجرهم» كما «جرجر» فلاناً وعلاناً وان لديه وسائل لمعرفة أسرارهم الخاصة والعامة... ويواصل استعراض عضلاته «إن أبو محمد أو أبو زيد ، كنت أتمنى أن يقع في مصيدتي حتى يعرف هو وغيره من أنا» فإن نصحوه قال لهم «أنا راكب ولابد أن أهز رجلي كما أشاء» ، ثم يشيح بوجهه عن الناصحين ويمضي في طغيانه المبين ولكن لأن للمَثل جزءاً آخر وهو أن من يهز رجليه بهذه الطريقة التي فيها غطرسة وقلب للحقائق وتضليل مسار العدالة والتخطيط في أمر من الأمور أو كارثة من الكوارث أو حادث من الحوادث فإنه لن يستطيع أن يهز رجليه عندما يسقط ويفقد السلطة التي كان يستعملها .. وعندها لن يجد من «يسمي» عليه . والحياة مليئة بمثل هذه الصور، ولو تأمل إنسان بما حصل لقوم ركبوا وهزوا أرجلهم بغرور واستعلاء ثم وجدوا أنفسهم ساقطين على الأرض، فإنه لا يشفق عليهم ويعتبر أن ما أصابهم من صنع أيديهم وأنهم زرعوا وحصدوا ..ولله عاقبة الأمور. assas.ibrahim@yahoo.com

مشاركة :