الدراما تقدم صورة حقيقية للعنف المنتشر في المجتمع المصري بقلم: محمد الحمامصي

  • 3/24/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

كتاب يكشف الدور الذي يمكن أن تقوم به الدراما التلفزيونية والسينمائية لدعم ثقافة السلام بعد أن أثبتت دراسات أن المادة الدرامية لها تأثير على المتلقي.العرب محمد الحمامصي [نُشر في 2017/03/24، العدد: 10581، ص(12)]دعوة إلى اعتناق ثقافة جديدة مازالت الإنسانية تعاني من تبعات استفحال العنف، وما خلفته الحروب من تدمير وهلاك وضحايا في المجتمعات، ومع التقدم العلمي والتكنولوجي تزايدت بشكل هائل آثار هذه الحروب، وأصبح العالم مهددا بالمخاطر، وأصبح الإنسان يعيش حالة من الخوف والقلق نتيجة تفشي ثقافة العنف في المجتمع، وما ترتب على ذلك من بروز ثقافة الحرب بانتشار فتيل النزاع في العالم. وسلطت أستاذة الإعلام السياسي نسرين عبدالعزيز في كتابها “ثقافة السلام: الدراما وثقافة اللاعنف”، الصادر عن دار العربي للنشر، الضوء على هذه الرؤية للبحث في الدور الذي يمكن أن تقوم به الدراما التلفزيونية والسينمائية المصرية المقدمة في القنوات الفضائية العربية لدعم ثقافة السلام ونشرها لدى طلبة الجامعات، خصوصا بعد أن أثبتت دراسات عديدة في مصر وغيرها من الدول أن المادة الدرامية التي تعرض على شاشة التلفزيون لها تأثير ذو حدين؛ إيجابي وسلبي على المتلقي. وتؤكد الباحثة أن القضاء على العنف والحروب يتطلب تبني واعتناق ثقافة جديدة، هي ثقافة السلام، وهي ثقافة للسلام مع الله ومع الأفراد والجماعات ومع الذات، دون إغفال محور مهم من محاور ثقافة السلام وهو ثقافة السلام الدولي السياسي ودعمه في تحقيق الوفاق في العلاقات الدولية وإيجاد ثقافات مشتركة بين المجتمع الدولي، وتصحيح صورة العرب والمسلمين في الخارج، وتحديد مفهومي الإرهاب والمقاومة تحديدا عالميا، وليس تحديدا ذاتيا معتمدا على وجهة نظر كل دولة بما يتفق مع مصالحها الاستراتيجية. وأشارت نسرين عبدالعزيز إلى أنه نظرا إلى حداثة مفهوم ثقافة السلام واختلاف الآراء حول إيجاد تعريف محدد له، باعتباره مفهوما جدليا شاسع الاتجاهات، فقد تم سؤال طلبة الجامعة كعينة لدراسة ميدانية ترصد تعريفهم لثقافة السلام ومقترحاتهم لتوجيه الإنتاج الدرامي نحو دعم هاته الثقافة. واحتل تعريف احترام كامل لحقوق الإنسان والحريات الأساسية كمفهوم ومعنى لثقافة السلام المرتبة الأولى بنسبة 24 بالمئة، يليه في المرتبة الثانية التسامح الديني وسيادة مشاعر الحب والاحترام بين المسلمين والأقباط بنسبة 19.3 بالمئة، ثم القضاء على العنف بكل أنواعه بما يحقق أمن واستقرار المجتمع بنسبة 17.8 بالمئة، ومفهوم الحب والاحترام والتوافق بين أفراد الأسرة الواحدة بنسبة 14 بالمئة، والشعور بالرضا عن النفس وتقبل الفرد لذاته وقدراته وإمكانياته بنسبة 13.5 بالمئة، أما عن مفهوم السلام بمعنى خلو العالم من الحرب والأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل فقد احتل المرتبة الأخيرة بنسبة 11.2 بالمئة. ولفتت إلى أن احتلال مفهوم التسامح الديني وسيادة مشاعر الحب المرتبة الثانية ضمن تعريف الطلبة لثقافة السلام يدل على مدى إدراكهم لثقافة السلام الديني؛ فباحترام الديانات والتسامح الديني لن يكون هناك عنف ولن يكون هناك تطرف ولن يكون هناك إرهاب، فالإرهاب هو أساس العنف الاجتماعي والسياسي، والتطرف الديني هو أحد محاور الحرب الطائفية والمهددة للسلام، وبالقضاء على التطرف الديني سيتحقق السلام، أما عن خلو العالم من الحرب والبعد عن استخدام أسلحة الدمار الشامل وخصوصا الحد من التسليح النووي ما يرسخ لثقافة السلام الذي جاء في المرتبة الأخيرة، فيشير إلى أن طلبة الجامعة أدركوا أن هذا المعنى لثقافة السلام هو المعنى الضيق، وأن لهذا المفهوم معاني أرحب وهو ما يعد إشارة إيجابية. وفي ما يخص المقترحات التي تشمل تطوير أساليب الدراما في تدعيم ثقافة السلام بين الدول فقد احتل مقترح إنتاج أكبر عدد ممكن من الأفلام والمسلسلات التي تعنى بثقافة السلام المرتبة الأولى بنسبة 20 بالمئة، يليه في المرتبة الثانية مقترح إنتاج دراما موجهة للأطفال لغرس ثقافة السلام في نفوسهم بنسبة 15.5 بالمئة، ومقترح تقليل مساحة العنف في الأفلام العربية والأجنبية والمسلسلات جاء في المرتبة الثالثة بنسبة 15 بالمئة، ومقترح إنتاج أفلام ومسلسلات تتحدث عن حقوق الإنسان احتل المرتبة الرابعة بنسبة 12.5 بالمئة. ومقترح تقديم مواد درامية تقارن بين فترة الحروب وفترة السلام جاء في المرتبة الخامسة بنسبة 12.4 بالمئة، ومقترح إنتاج مواد درامية تحسن من صورة المسلمين في الخارج احتل المرتبة السادسة بنسبة 9.4 بالمئة، ومقترح إنتاج مواد درامية تحسن من صورة العرب في الخارج جاء في المرتبة السابعة بنسبة 8.6 بالمئة، وجاء في المرتبة الأخيرة مقترح إنتاج أفلام ومسلسلات تتحدث عن المساواة بين الرجل والمرأة بنسبة 6.6 بالمئة. وحول دور الدراما المصرية في تقديم صورة حقيقية للعنف المنتشر في المجتمع، اتضح من نتائج التحليل الإحصائي أن 57.1 بالمئة من عينة الدراسة يرون أن الدراما المصرية تقدم صورة حقيقية للعنف المنتشر في المجتمع المصري. كاتب مصري

مشاركة :