على الرغم من التعليمات المبلغة للمدارس (بنين وبنات) بمنع أخذ مبالغ من الطلاب والطالبات لأي مبرر كان، سواء للنشاط أو غيره، إلا أن تكليف الطالبات بما لا يطقن ما زال يحدث في تعليم البنات خاصة، ويكاد ينعدم في تعليم البنين، مثل التكليف بعمل مطويات أو أعمال فنية مكلفة، سواء في المدرسة أو أي أعمال وأشغال أخرى، كالحفل الختامي، وما يحدث فيه من بهرجة وتكلُّف يصل إلى أن يكون في فنادق خمس نجوم!! إضافة إلى إرهاق أولياء الأمور بكثرة طلبات المعلمات بين دفاتر معينة، كأن تكون من فئة دفاتر سلك دفتر أبو 200، لطالبة في الصف الأول المتوسط، مع أن تلك العينة من الدفاتر لم نعرفها سوى في الجامعة فقط!! وعمل مطويات عن كل مناسبة، كأسبوع الشجرة وغيره من الأسابيع المنسية في تعليم البنين!! ويجب أن تكون مكتوبة على الحاسوب، ولو تجرأت الطالبة أو أهلها بأن يكتبوها بأيديهم لكالت لها المعلمة بالويل والثبور، وعظائم الأمور!! الأمر الذي يجعل الطالبة تبكي وتلح على أهلها كي تنفذ طلبات المعلمة المصونة!! وطالبات أخريات يؤمرن بأن يعملن أشكالاً معينة كهدايا، يقمن بتوزيعها على المعلمات، بحسب عدد المعلمات اللاتي في المدرسة، فضلاً عن طلب بعض المعلمات من طالبات الابتدائية القيام بشرح الدرس!! طالبة في الابتدائي تشرح درساً!! كيف تشرح درساً وهي لم تأخذ طرق تدريس في فن التدريس؟! إذا كان بعض المعلمين والمعلمات لهم خدمة كبيرة في التدريس وبعضهم لا يحسن عرض درسه كما يجب، فهل تعجب معلمة بطالبة ابتدائية حينما تعجز عن الشرح؟! وما يحز في خاطر كثير من الطالبات وأولياء أمورهن من جميع المراحل أن تلك الطلبات التعجيزية ـ إن صح التعبير في وصفها!! ـ التي هي على مدار العام الدراسي، وليس لفصل واحد فقط، أنها لا تشمل بنات المديرات والمساعدات والمعلمات!! بل تُجبر بها بعض الطالبات اللاتي ليس لهن قريبات مسؤولات في المدرسة، ويحدث ذلك في كثير من مدارس البنات، ولا أقول بعضها!! إذ يُشركن بنات المديرة والمساعدة وبنات المعلمات في أعمالهن اللاتي تكلفنها من جيوبهن!! فضلاً عن عدم مراعاة فقر بعض الأسر السعودية، وعددهم ليس بالقليل في المجتمع!! لذا نتمنى من المسؤولين والمسؤولات في إدارات التربية والتعليم وفي مكاتب إدارات التربية أن يوقفوا ذلك العبث الحاصل في مدارس تعليم البنات في كل فصل دراسي، وخصوصاً ونحن نعلم أن هناك تعاميم بهذا الشأن، لكنها تحتاج إلى تفعيل ومتابعة دقيقة من قِبل المشرفات الإداريات، ومشرفات النشاط؛ حتى نقضي على تلك التكاليف مادية ومعنوية، المرهِقة لأولياء الأمور، التي تسبب لهم قلقاً بالغاً، وتأخذ من وقتهم الكثير، في الوقت الذي يقابل ذلك إهمالاً واضحاً من بعضهن في تحصيل الطالبات الدراسي، وهو الهدف من وجودهن معلمات، وليس بإرهاق الطالبات بتلك الأعمال المرهقة والشاقة على الطالبات وعلى أولياء أمورهن. ونتمنى من المعلمات اللاتي يصنعن ذلك أن يتقين الله، ولا يكلفن الطالبات فوق طاقتهن!! ونعلم أن منهن من لا تنتهج ذلك النهج، وقد يبذلن من جيوبهن الكثير في سبيل إيصال رسالتهن التربوية على أكمل وجه.
مشاركة :