إن طرحك للأسئلة وكتابتك للتغريدات الفعالة في أقل من 140 حرفا هو ما يحرص عليه الجيل في عصرنا الرقمي خاصة عندما تتوجه للمغردين المشاكسين! أقول هذا وقد قاله الكثير الكثير من حولنا، أليس لنا من الأفضل إذن أن تطرح ما في جعبتك من أسئلة وهي فرصتك للمشاركة في أي حوار بدلا من إصدارك أوامر على الآخرين وتصمهم بآرائك السلبية الحادة البعيدة عن واقع العصر الذي نعيشه اليوم؟ وفي الواقع سأسمح لنفسي اليوم أن أتمرد على واقعي عندما أكتب في صحيفة الجميع عكاظ وأسجل إعجابي بكافة السعوديين والعرب الذين يتحفوننا صباح مساء بآرائهم وتغريداتهم الإنسانية النبيلة وإيجابيتهم المطلقة وهم في الحقيقة كثيرون ومتميزون في طروحاتهم الاسلامية العلمية ومشاركتهم الاجتماعية. وعندما أتحدث في هذا الميدان الذي يتبادل فيه الناس المعلومات والآراء والخبرات ويطرحون الاسئلة فإني أقصد بالتحديد أولئك الذين يدعون أنهم رجال دين ويطلقون الآراء جزافا دون حسيب أو رقيب! فتارة نجدهم يقحمون أنفسهم في العلوم النفسية أو الاجتماعية أو الثقافية مما يؤدي إلى الإضرار بالناس والتعميم على سلوكياتهم وكأنهم من الدعاة والصالحين وتارة يتحالفون في الرأي السلبي تجاه قضية معينة أو مسألة فقهية لا أصل لها في الشرع أو الدين أو الأخلاق كأنهم يقولون إن صلاة المغرب يجوز أن تكون ركعتين في السفر!! وأتصور في مخيلتي المتواضعة إذا كنت طبيبا لابد أن ترتقي بمهنتك وتخصصك ولا تقحم نفسك في العلاج النفسي البعيد عن تخصصك ولو كنت داعيا أيضا فلابد أن تتطور علميا وشرعيا وفقهيا وتركز على آرائك الإيجابية لمعالجة السلوك السلبي وليس على الأشخاص وليكن نبراسنا جميعا رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم حينما يقول ما بال أقوام يقولون كذا أو يفعلون كذا! وفي الحقيقة صدمتنا كبيرة اليوم بالآراء الحادة وسفاسف الأمور التى لا تمت لواقعنا الحضاري وثقافتنا الخالدة ومشكلتنا الكبرى أننا كسعوديين أصبحنا أكثر شعوب العالم استخداما لشبكات التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية من الواتس آب إلى تويتر والفيس بوك والانستغرام إلى آخر مواقع التواصل الاجتماعية العالمية وذلك نتيجة للمعدل المرتفع لاستخدامنا للإعلام الرقمي والسوشل ميديا والهواتف الذكية ولكن مع الأسف الشديد لم نتفاعل وننسجم مع العالم الآخر في استخدام التواصل الاجتماعي الإيجابي والحصول على المعلومة الصحيحة والدقيقة البعيدة عن الباطل والكراهية وصب جام الغضب على الآخرين دون وجه حق! لقد أصبح العالم اليوم قرية كونية متحدة متآخية متعاونة فلم نجد نجاحا باهرا سوى للتكتلات وها هو المجتمع الأوروبي يتحد أمام العالم بأكثر من 23 دولة في الفكر والهدف والمعيشة والاقتصاد والسياسة والعملات والرأي الواحد دون الالتفات لصغائر الأمور وسلبياتها التي تؤخر الإنسان ولا تدع له أية فرصة للتطور والتقدم بل الوقوف في الصفوف الخلفية وليس الأمامية! أقولها من أسف هناك الكثير والكثير من الأسماء البراقة التي نعرفها وتعرفنا عليها ولكن كما ذكرت أن صدمتنا الحضارية الكبرى فاجأتنا بالكثير من الآراء المنحطة بل والسافلة التي لا تليق بمجتمع إسلامي أو عربي أو سعودي متحضر! إيماننا بالله يدعونا إلى الثقة بأنفسنا وعلومنا وتخصصاتنا بل ويجبرنا على الظن الحسن بالآخرين والقول الطيب والصورة الإيجابية لكل شيء والإعراض عن الجاهلين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وبالطبع فإنني أكرر ما أقصد وأعنيه من كلامي هذا هو ما يغرد به الكثير من الظلاميين الذين لا يريدون التطوير والتغيير للأفضل تصديقا لقوله تعالى إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. رفقا رفقا أيها المغردون فتويتر اليوم وكل وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة حضارية تكشف صورنا القبيحة أمام العالم، وآراؤنا المتشددة والبعيدة عن الواقع لم تكن فينا من قبل وإرثنا الحضاري اليوم لا مستقبل له إذا دفنا رؤوسنا في الرمال والعالم يتقدم حولنا! صدقوني إن الرأي المظلم محارب للتطوير والمستقبل والعالم المتقدم ويرفض كل شيء، ورفض التعايش والتحاور مع الآخرين على اختلاف مشاربهم وثقافتهم وعلومهم وتخصصاتهم هو أس البلاء وما خفي كان أعظم!! وأعلم في النهاية أن كلامي هذا لا يروق للبعض ولكن ثقتي بالمولى دفعتني للكتابة في هذا الأمر ورب العزة والجلال يعلم ما في قلبي من خير لديني وعروبتي ووطني الحبيب ورغبتي في التطوير والتغيير وما ذلك على الله بعزيز.
مشاركة :