عبدالله المعلمي.. بين الدبلوماسية والأعمال الأخرى - عبده الأسمري

  • 3/27/2017
  • 00:00
  • 95
  • 0
  • 0
news-picture

عندما تكتمل مقومات المسؤولية وتتكامل عطاءات القامات تظهر القيادة بدراً ساطعاً وتتجلى الريادة علماً نافعاً.. في سيرته محفل يرتكن إليه «الباحثون عن سر الإنجاز» وفي مسيرته ترفل المحافل بعنوان فاخر متنوع العطاء. إنه مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة.. السفير والديبلوماسي والقيادي عبدالله يحيى المعلمي أحد أبرز جيل الوطن البارعين في الداخل والخارج، ومن كبار الشخصيات التي سجلت بصمات منوعة وفكر متنوع، استجمع المهارة فجمع بين مهمات الأمين والشورى ومهام الديبلوماسي والاقتصادي والخبير والمستشار في آن واحد. بوجه بشوش وشارب كساه الشيب وعينين نضاختين ببعد النظر تتحرك بنظرات عتيقة بالخبرة معتقة بالتواضع، ووجه حنطي مألوف دائري يشع بالطموح تعلوه ملامح ساحلية تشبه والده وصوت جهوري مشكل باللهجة الحجازية مجمل بالعربية الفصحى التي غرسها فيه والده الفريق المعلمي أحد رواد اللغة العربية، تتقاطع فيه عبارات الإنجليزية العميقة مع الكلمات الديبلوماسية والمفردات الاستشارية. في القنفذة الشهيرة بالنوابغ ولد المعلمي ونشأ في كنف والده الأديب الفريق يحيى بن عبدالله المعلمي - رحمه الله - مساعد مدير الأمن العام في السعودية وعضو مجمع اللغة العربية في القاهرة، ثم تلقى تعليمه في الابتدائية والمتوسطة بين مدينتي مكة والرياض متنقلاً مع والده وأتم الثانوية في معهد العاصمة النموذجي وبحثاً عن العلا، التحق المعلمي بجامعة ولاية أوريغون في أمريكا وحصل على بكالوريوس العلوم في الهندسة الكيميائية عام 1973م ثم التحق بجامعة ستانفورد وحصل على درجة ماجستير العلوم في الإدارة عام 1983م، كما التحق خلال مسيرته العلمية بالعديد من الدورات التدريبية في جامعات عالمية عدة منها جامعة هارفارد الأمريكية وجامعة جرينوبل في فرنسا، إضافة إلى جامعات ومؤسسات أخرى في المملكة العربية السعودية. عاد المعلمي إلى أرض الوطن وفي قلبه تباشير وطنية وفي عقله بشائر عملية، حيث تولى العديد من المهام والمناصب القيادية في القطاعات الدبلوماسية والعامة والخاصة على مدى ثلاث عقود مشاركاً بإسهامات وأنشطة في مختلف القطاعات الدبلوماسية والتجارية والصناعية في مؤسسات وشركات رائدة على الصعيد المحلي والدولي، كما قام بتأسيس دار المعلمي للاستشارات بمدينة جدة وشركة اتش بي جي الاستثمارية القابضة بمدينة دبي. اختير المعلمي عضواً في مجلس الشورى من 1997-2001، وتعين المعلمي أميناً لمحافظة جدة 2001 م حتى 2005 في فترة وصفت بالذهبية في تاريخ الأمانة، حيث لبست العروس في أربع سنوات حلة فاخرة من المشاريع والتطور ظهرت فيها روحه وطغت من خلالها أفكاره. وتم تعيينه سفير خادم الحرمين الشريفين في مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبروج والاتحاد الأوروبي 2007 م - 2011م، ثم نال الثقة بتولي منصب مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك منذ 2011 م وحتى الآن. للمعلمي عضويات في الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وللجنة الاستشارية لوزير التجارة بمفاوضات منظمة التجارة العالمية وعضويات في المجلس المحلي لمحافظة جدة ومجلس منطقة الرياض ومجلس إدارة المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ومجلس إدارة المؤسسة العامة للصناعات الحربية. تولى العديد من المهام في القطاع الخاص منها رئيس مجلس إدارة ومدير عام ومساعد مدير عام في شركات عدة في السعودية وخارجها. وله عضويات في مجالس إدارات نحو عشرين جهة تمثل قطاعات مهنية وجمعيات تطوعية. المعلمي مفكر بارع وصدرت له مؤلفات «تحت قبة المجلس» و«أبكيك يا أبت» و«أفكار للحوار» الجزء الأول والثاني والثالث والرابع، إضافة إلى عدد من المقالات المختلفة والمشاركات الصحفية والأدبية والاقتصادية والإدارية في الصحف والمجلات السعودية والندوات العامة، وألقى العديد من المحاضرات باللغتين العربية والإنجليزية في شتى المجالات العلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية. بين المناصب والمراتب هندس المعلمي سلم المعالي بعلمه وارتبط بكيمياء الوطنية وترابط مع استيفاء الديبلوماسية فكانت له بصماته طيلة 30 عاماً.. وسجل سماته على بوابة العالمية ناطقاً باسم الوطن معتقاً بوسم السياسة مندوباً للرؤية الخارجية السعودية أمام العالم.. يظل السفير عبدالله المعلمي علماً من أعلام التميز السعودي ومعلماً بشرياً من الإبداع والامتاع في الضياء المعرفي والقيادي والدبلوماسي.

مشاركة :