هل نشتري الخطر الداهم؟ - د. محمد ناهض القويز

  • 9/18/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تحدثتُ عن الطاقة البديلة وبدون مبالغة ممكن أن تكون السعودية هي بيت الطاقة العالمي المبني على الطاقة النظيفة المتجددة غير الناضبة. ونحن نملك مصدرين مهمين على الأقل من تلك المصادر: الشمس والرياح السطحية. ولعل من المبشرات أن لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية باعا في مجال أبحاث الطاقة الشمسية سيكون موضوعا مستقلا. وهذا يعني أننا لن نبدأ من الصفر بل سنبدأ من موقع متقدم في الطاقة النظيفة. ولكن قد يتبادر إلى الذهن سؤال مهم: لماذا لانستخدم المفاعلات النووية لتوليد الكهرباء؟ وبلا شك سيوجد فريق متحمس لكل اتجاه ولكن الحقائق يجب أن تكون الحكم وليس الحماس. الطاقة النووية تعتبر أنظف من البترول ولكن ضريبتها قاتلة، فتسرب البترول رغم سوئه أهون بملايين المرات من تسرب الإشعاعات النووية. كما أن التخلص من المخلفات المشعة معضلة كبيرة على مستوى العالم. وليس هناك طريقة مضمونة للحد من مخاطرها المستقبلية. تكلفة الطاقة النووية عالية جدا ما يعني انتهاء حقبة الكهرباء الرخيصة. ولعل من الملفت للنظر أن تكلفة الإنشاء لاتعادل شيئا عند تكلفة معالجة التسربات، فمثلا تكلفة مضار مفاعل فوكوشيما تعدت 250 مليار دولار ومستمرة بنفس الوتيرة ولم تحد من أضراره. هناك تحسن كبير في إجراءات السلامة للمفاعلات النووية التي تقلل من احتمالات التلوث الإشعاعي. ولكن تبقى هناك عوامل لانملك مفاتيحها منها الزلازل، والحرائق. الجنون السياسي في المنطقة لم ينته وما صواريخ صدام منا ببعيدة وهناك ألف صدام وصدام يتمنى تدمير المنطقة. كما أن المد الإرهابي في أوجه وستكون المفاعلات النووية أحد أهدافه. لم تعد المفاعلات النووية هي الأكفأ في إنتاج الطاقة إذ تمكنت ألمانيا من إنتاج طاقة كهربائية من الخلايا الشمسية تفوق إنتاج عشرين مفاعلا نوويا تعمل بطاقتها القصوى. الدول الغربية صعدت سلم الطاقة النظيفة المتجددة للتخلص من الطاقة النووية كمصدرٍ للكهرباء بينما نحاول أن نصعد السلم إلى الطاقة النووية وسيكون ثمن ذلك باهظا جدا يفوق ما مررنا به من تجارب قاسية كتجربة زراعة القمح التي يجب أن تكون درسا علينا أن نستوعبه وأن نلدغ من جحر الحماس لدغة مميتة. استخدام المفاعلات النووية ليس دليل قوة ولن يكون رادعا. وللردع طرق أخرى أقل تكلفة وأقل خطرا. هذا المقال هدية لوطني بمناسبة يومنا الوطني أحاول به أن أنقذه من مهلكة المفاعلات النووية.

مشاركة :