كتبت - هبة البيه : استضافت جامعة قطر الاجتماع الثالث والعشرين للجنة عمداء عمادات مراكز خدمة المجتمع والتعليم المستمر في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بمشاركة 34 جامعة خليجية، لمناقشة التقرير السنوي للأمانة العامة وعرض مقترحات الجامعات وتجاربها وخبراتها ومناقشة الهيكل التنطيمي لأمانة اللجنة. وعبر المشاركون عن أهمية تبادل أعضاء هيئة التدريس والمدربين وتنفيذ برامج مشتركة بين الجامعات الخليجية المشاركة في اللجنة، مشددين على ضرورة تنفيذ التوصيات التي ستخرج من هذا الاجتماع. وأكدوا وجود فجوة كبيرة بين التعليم وسوق العمل في العالم العربي والتي أدت إلى زيادة مستويات البطالة، حيث إنه في ضوء التطور المستمر لتخصصات العمل، أصبحت الحاجة المُلِحة هذه الأيام تتوجه إلى جذب الخريج المتميز والمتدرب بشكل جيد، ما يعكس في بعض الأحيان جمود العملية التعليمية وتدني مستويات التدريب بقطاعات العمل المختلفة. وأشاروا إلى أن بعض الشركات في الدول المتقدمة تنفق مبالغ ضخمة في عملية التدريب وقد تتخطى 50 مليار دولار بالعام الواحد أحيانًا، لكن سياسات التدريب داخل معظم مؤسساتنا ما زالت مبهمة حتى الآن، ما يسبب تدنيًا في خبرات المطلوبين لسوق العمل ومن ثم اتساع الفجوة. د. خالد الخاطر: برامج مشتركة وتبادل خبرات بين الجامعات الخليجية أكد الدكتور خالد الخاطر نائب رئيس جامعة قطر للشؤون الإدارية والمالية أن جامعة قطر تولي أهمية كبيرة للتعليم المستمر، حيث سبق أن استضافت نفس الاجتماع في العام 2003 .. لافتاً إلى أن زيادة عدد الجامعات المشاركة بالاجتماع هذا العام مؤشر هام ودليل واضح على الدور الذي تقوم به اللجنة. وطالب المشاركين بضرورة تفعيل التوصيات لأن ذلك هو المحصلة المهمة والنتيجة التي تنتظرها مجتمعاتنا، مشيراً إلى أن الكثير من الاجتماعات تتمخض عن نتائج طيبة وتوصيات عملية ولكن التطبيق يظل هو العقبة الكبرى التي تؤثر سلبا على أداء مؤسساتنا . وشدد على أهمية تبادل أعضاء هيئة التدريس والمدربين وتنفيذ برامج مشتركة بين الجامعات الخليجية المشاركة في لجنة عمداء عمادات ومراكز خدمة المجتمع والتعليم المستمر .. موضحاً أن إستراتيجية جامعة قطر تقوم على كيفية خدمة المجتمع. د. جاسم الكندري : تفعيل خدمة المجتمع مكون رئيسي للتنمية بالخليج أكد الدكتور جاسم الكندري الأمين العام للجنة أهمية هذا الاجتماع والاجتماعات المماثلة في تقوية العلاقات العلمية بين المؤسسات التعليمية الخليجية، مشيراً إلى أن لجنة عمداء عمادات ومراكز التعليم المستمر وخدمة المجتمع تلعب دوراً محورياً في هذا الإطار. وتابع : اللجنة من الأمانات النشطة التي تسعى إلى تفعيل خدمة المجتمع في المؤسسات الخليجية باعتبارها مكوناً رئيسياً من مكونات التنمية في المجتمع .. خدمة المجتمع هي أمانة كبرى نعمل على تطبيقها. وشدد على ضرورة تسليط الضوء على أهمية تنفيذ التوصيات التي ستنبثق عن هذا الاجتماع بهدف الارتقاء بالمجتمع والتعليم المستمر. د. رجب الإسماعيل: ميزانية التدريب في الدول المتقدمة بالمليارات قال الدكتور رجب الإسماعيل مدير مكتب التعليم المستمر بجامعة قطر أن مفهوم التعليم المستمر ليس جديداً بل هو مفهوم قديم قِدم الحضارات، فالتعليم عملية مستمرة لا تقتصر على مرحلة معينة من العمر، ولا تنحصر في مرحلة دراسية محددة والهدف منه هو تطوير المهارات المهنية ورفع مستوى العمل، و لقد نادت الحضارات القديمة إلى فكرة التعليم المستمر. وأوضح أن فكرة التعليم المستمر نضجت واتضحت مفاهيمه على المستوى العالمي وها هي الدول تسعى لإيجاد الإمكانات المناسبة التي تخدم هذا التعليم وتلبي متطلباته إيمانا منها بقيمته في مواجهة هذا العصر. وأشار إلى ضرورة أن يسعى كل فرد لتطوير ذاته من خلال التعليم المستمر والتثقيف الذاتي سواءً كان ذلك فردياً أو ضمن مؤسسات اجتماعية معدة لهذا الغرض وكل هذا في النهاية يولد لنا مجتمعاً متناسقاً مع عصره ومواكباً له. وأكد أن الفجوة بين التعليم وسوق العمل بالعالم العربي في اتساع مستمر، ومستويات البطالة في زيادة مستمرة، حيث إنه في ضوء التطور المستمر لتخصصات العمل، أصبحت الحاجة المُلِحة هذه الأيام تتوجه إلى جذب الخريج المتميز والمتدرب بشكل جيد، وهو ما يعاكس في بعض الأحيان جمود العملية التعليمية وتدني مستويات التدريب بقطاعات العمل المختلفة. وأشار إلى قيام بعض الشركات بصرف مبالغ ضخمة في عملية التدريب والتي قد تتخطى 50 مليار دولار بالعام الواحد أحيانًا، لكن ما يحدث هنا عكس ذلك، حيث إن سياسات التدريب داخل معظم مؤسساتنا ما زالت مبهمة حتى الآن، ويسبب ذلك تدنيًا كبيرًا في خبرات المطلوبين لسوق العمل ومن ثم اتساع الفجوة. وقال إن متطلبات سوق العمل لا تتوقف فقط على المهارات الدراسية والتعليمية بل يتطلب العمل بشكل أساسي على تنمية المهارات الشخصية الهامة مثل مهارات التواصل مع الآخرين، العمل ضمن فرق والتنظيم والتخطيط، وذلك حسبما جاء في إحدى دراسات مجموعة من أفضل الجامعات العالمية بما يتضمنها جامعة هارفارد وجامعة إكسفورد و خصوصا مع دخولنا في عصر الثورة الصناعية الرابعة التي سينتج عنها الاستغناء عن وظائف ومهارات كثيرة كانت موجودة لمئات السنين ما يعني الاستغناء عن عدد يقدر بـ 50 مليونا من الموجودين في سوق العمل الحالي ما لم يتم إعادة تهيئتهم. وأضاف: تؤكد بعض الدراسات أن الفجوة الموجودة بين الوظائف والخريجين مشكلة عالمية، فقد بلغ عدد الوظائف الشاغرة على سبيل المثال في الولايات المتحدة الأمريكية 4,8 مليون وظيفة بينما يبلغ عدد العاطلين عن العمل 9,6 مليون شخص، كما تؤكد الدراسة أن مشكلة شغل الوظائف الوسطى (الفنية والتقنية) هي مشكلة عالمية، وتمثل التحدي الأكبر مقارنة بالوظائف الأخرى. وعبر عن أمله في أن يساهم هذا الاجتماع في طرح وتبني مجموعة من المبادرات والأفكار التي يمكن أن تساهم في سد الفجوة بين العملية التعليمية وسوق العمل والحصول على خريج متميز يستطيع المنافسة عالميًا مع أقرانه في الدول المتقدمة. د. عبدالله الرزين: ضرورة تكاتف جهود الجامعات مع المؤسسات والأفراد أكد الدكتور عبدالله الرزين عميد خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالجامعات الإسلامية أن خدمة المجتمع هي العمود الفقري للربط بين المجتمعات وجامعاتها، وهي حلقة اتصال بين الجامعة ومؤسسات وأفراد المجتمع للتعرف على احتياجات المجتمع وتطلعاته المستقبلية لتترجم إلى برامج تدريبية تصاغ على أسس علمية من قبل الأقسام المتخصصة في كليات المجتمع. وشدد على ضرورة تكاتف الجهود وتعاون الجهات الممثلة للجامعات في دول مجلس التعاون، ومثل هذه الاجتماعات تهدف إلى التكامل والتعاون ودعم مسيرة العمل المشترك وتبادل الأفكار والخبرات لتحقيق الغايات المنشودة لمجتمعاتنا بشكل أفضل. وطالب بضرورة العمل على تبني التوصيات التي سيتم طرحها خلال الاجتماع ووضعها في موضع التنفيذ وإضافتها للخطط والإستراتيجيات التي تعمل عليها المؤسسات التعليمية في الخليج بهدف خدمة المجتمع وتنميته وتطوير المستوى التعليمي بما يتناسب مع سوق العمل وحاجة المجتمع.
مشاركة :