وردد عشاق الشباب: «الجوهرة» تليق بك

  • 5/3/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اختار الشبابيون الطريق الأصعب واللحظة الأهم هذا الموسم ليضعوا لأنفسهم موضع قدم في سجل شرف أبطال المسابقات السعودية، بعد فوزهم الكبير والمستحق على نظيرهم الأهلي بثلاثة أهداف دون رد مساء أول من أمس (الخميس) في ختام مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين التي اختتم معها الموسم الكروي السعودي، وضرب الشبابيون عصافير عدة بحجر واحدة، إذ تمكنوا من من تحقيق البطولة للمرة الثالثة، كأكثر الفرق السعودي حصولاً على هذا اللقب، فضلاً عن امتلاكهم الكأس مدى الحياة، والفوز في أولى اللقاءات التي تقام على ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية في جدة الذي يلقب ب(الجوهرة المشعة)، عدا عن الظروف التي واكبت اللقاء من أحداث دراماتيكية وعقوبات فرضتها لجنة الانضباط بحق رئيس الشباب خالد البلطان وهي التي صاحبها الكثير من اللغط. وعلى الرغم من الصخب الإعلامي الذي صاحب تصريحات رئيس النادي خالد البلطان بعد ذهاب وإياب نصف نهائي البطولة أمام الاتفاق، إلا أن الإدارة الشبابية لم تنس إعداد الفريق بالشكل الأمثل، إذ نجحت بعزل الفريق عن كل تبعات الصراعات الإعلامية في الأسبوع الذي سبق المواجهة الكبيرة، بل ووظفت هذه الأحداث لمصلحة الفريق، وهو ما تجلى في تصريحات مدافع الفريق ماجد المرشدي الذي استخدم لهجة مشابهة لتلك التي استخدمها البلطان، وأظهر المرشدي ثقة كبيرة بالفوز باللقب بعد دقائق من فراغ الفريق من نزال الاتفاق، وضمان التأهل. واتضح نجاح إدارة الشباب ومدرب الفريق التونسي الخبير عمار السويح في إعداد الفريق من خلال مجريات اللقاء، إذ أظهر لاعبو الشباب حضوراً طاغياً منذ ثواني اللقاء الأولى، وكانوا حاضرين نفسياً وفي قمة تركيزهم، وفي وقت كان الكل ينتظر فيه مبادرة أهلاوية بالهجوم يقابلها هدوء وتحفظ من قبل الشبابيين، إلا أن ما حدث كان مخالفاً لتوقعات الكثيرين، إذ بادر لاعبو (الليث) وهاجموا مرمى الأهلي بضراوة وبإصرار واضح، حتى تحصلوا على ركلة جزاء نفذها بنجاح لاعب الوسط البرازيلي فيرناندو مينغازو، الذي احتفل بأول الأهداف في (الجوهرة المشعة) بطريقة تعبر عن التحضير النفسي للاعبي الشباب، واتضحت معرفة لاعبي الشباب بأهمية تسجيل فوز تاريخي وأول على هذا الملعب وإحراز الأولوية في التسجيل على أرضيته، ليردد عشاق الشباب: "الجوهرة تليق بك". ضعف إعداد وتهيئة لاعبي الأهلي لا يلغي أبداً تفوق لاعبي الشباب، إذ يخطئ من يعتقد أن التفوق الشبابي النفسي، والذي عززه هدف التقدم الذي ضاعف من رغبة الشبابيين بالفوز جاء بسبب غياب لاعبي الأهلي عن أجواء اللقاء، ولا يلغي التفوق التام للتونسي عمار السويح الذي أجاد كثيراً على الجانب الفني وتفوق على نظيره الأهلاوي بيريرا، في تأكيد على أن اختيار الإدارة الشبابية للسويح كان موفقاً للغاية، إذ نجح السويح في إغلاق كل خطوط الإمداد للهجوم الأهلاوي مستغلاً حضور لاعبيه الكبير، واستطاع ضرب ملعب الأهلاويين عن طريق نجم وسط الفريق البرازيلي رافينها، ولم يعطِ السويح الأهلاويين فرصة للحصول على أي فرصة محققة بفضل التنظيم الدفاعي المميز وحضور لاعبي المحور، الذي منع الأهلاويين حتى من الحصول على أخطاء قرب منطقة الخطر والتي أجاد فيها مهاجم الأهلي البرتغالي لويس ليال في مواجهات الأهلي الأخيرة. وبالعودة إلى حديث رئيس الشباب خالد البلطان بعد نهاية اللقاء واستلام الكأس، فقد بدا لافتاً حديث البلطان عن اجتماعه إلى لاعبي فريقه، والذي حاول فيه تجهيز لاعبيه بالشكل الذي يعزز من قدرة الفريق على انتزاع اللقب، إذ تعهد البلطان للاعبيه بتحمل كل الضغط الذي سيواجهونه، وطالبهم بتقديم مستوياتهم المعهودة مراهناً على الفوز بفضل قدرات لاعبيه، وهو ماترجمه اللاعبون داخل الميدان من خلال علو كعبهم على منافسهم، وهو ما يكشف عن سر ثقة وقوة تأثير الأحاديث الإعلامية للرئيس الشبابي الذي كان خطف النجومية الإعلامية بفضل ثقته بلاعبيه وقدرتهم على ترجيح كفة (شيخ الأندية) في أي مناسبة. في مطلع الموسم تعرض الشباب لهزة فنية عنيفة أعقبت خروج الفريق من دوري أبطال آسيا الذي تزامن مع استقالة البلجيكي ميشيل برودوم، وحل مكانه مواطنه ايميليو فيريرا الذي لم يكن مقنعاً بدرجة كبيرة وتعرض هجوم الفريق لانتكاسة تمثلت بإصابة المهاجم نايف هزازي وعدم ظهور عيسى المحياني ومهند عسيري بالشكل المطلوب، وحينها استنجدت الإدارة الشبابية بالتونسي السويح والذي حضر مدرباً للفريق الأولمبي ليكون قريباً من الفريق الأول، وقبله حضر المهاجم السويدي ذو الأصول الفلسطينية عماد خليلي ومدافع الهلال ماجد المرشدي الذي تزامن مع رحيل المدافع الكوري كواك تاي، لثبت الأيام صحة هذه القرارات، إذ استلم السويح الفريق وقاده بشكل أكثر من رائع في الأدوار التمهيدية من دوري أبطال آسيا، وقدم المهاجم عماد خليلي، ومعه المدافع ماجد المرشدي مستويات لافتة، إذ تصاعد مستوى (الليث) في الثلث الأخير من الموسم، وهو ما حصده الفريق مساء أول من أمس (الخميس) بأغلى الكؤوس، ليعطي تأكيداً على أن إدارة الشباب هي الأفضل في إدارات الأزمات التي تعصف بالفرق منتصف الموسم، وهو مفهوم لم تستوعبه بعد معظم إدارات الأندية السعودية. وسيكون اللقب التاريخي الذي حققه الشباب حافزاً كبيراً سيعزز من قدرة الفريق على تجاوز منافسه الاتحاد في المواجهة السعودية - السعودية المرتقبة مساء (الثلاثاء) المقبل على ملعب مدينة الملك عبدالعزيز في الشرائع في مكة المكرمة في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال آسياً، إذ على رغم المجهود الكبير الذي بذله لاعبو الشباب والأفراح العارمة التي عاشوها، سيكون الفوز على الاتحاد مطلباً كبيراً لعشاق الفريق، وهو امتحان آخر للإدارة الشبابية لتحضير الفريق نفسياً وللمدرب التونسي عمار السويح والذي إذا ما نجح في انتزاع بطاقة التأهل، فإن حظوظه بالبقاء ستكون كبيرة للغاية ليقود الفريق في الموسم المقبل.

مشاركة :