تعرّف عن كثب - مها محمد الشريف

  • 5/3/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تواترت الأقوال عن النقاد، بحيث جعلت اهتمامهم بأدبية الكلام الأدبي ولم يهتموا بأدبية النص، واهتموا بالشعر ولم يهتموا بالقصيدة، لذلك كان وهن الإجراء، فغابت روح التأليف، كما حدثنا أستاذ النقد الثقافي الدكتور أحمد الودرني، في إطار جذاب. يجب أن يكون ثمة سبب بمقتضاه تسليط الضوء على بعض الشخصيات الأدبية، أو كيف يمكن استخلاص خصائص توثق العلاقة بين البيئة والشعر والأدب، لأن تاريخ العرب يزخر بهما ويمجد هذا التراث العظيم على مر العصور، فعبقرية الحضارة العربية جعلها "أوليغ غرابار " عنوان الكتاب الذي ألفة. وتعد من الحضارة العربية لما للبلاغة عند العرب من ملاحم عظيمة وكبيرة. ويجوز القول إن الأدب والشعر في الوقت الراهن، ينم عن وعي ثقافي وتأمل قائم على الفكر، ومسألة اعتراف علينا إدراجها هنا، لتكثيف الجهود في رعايتها والعناية الفائقة بها، ونجعل للأندية الأدبية شبكات وتواصلاً وفصولاً تعنى بالمواهب الأدبية والشعرية، وتؤهلهم كأدباء وشعراء للتاريخ المعاصر، وبمنأى عن المسلمات الجاهزة، التي تزج بالأسماء وتستحوذ على قدر كبير من الإعلام والشهرة ولكن دون فائدة للدور الثقافي للأمة، وبلا فاعلية تعود على المجتمع أو مساهمة يسجلها التاريخ تُذكر. إن القدرات والمقدرات تصنع تاريخاً ومراتب مختلفة في حياة الأمم، وعناصر إجابة تكشف فحوى ثقافة المجتمع والدولة، فإذا كانت النسبة العظمى من عدد السكان شباباً وعقولاً يانعة، وتتمتع بزخم ثقافي، واعتزاز بنواحي التاريخ والموروث، وضجيج إعلامي للأدب والشعر، فإننا على أبواب حضارة جديدة ونهج مبدع، وحضور داخل النظام الثقافي العربي، ومنزلة رفيعة، تحقق التخصص والاختلاف والموهبة كونها فعلية في حقل الدلالات. عسى أن يكون هذا الطلب سيرة اعتراف بالمواهب والمجتهدين، وأن تتفق الجهود حول حضارة وموروث مطور يتجلى التمرس فيه، على الأسماء والحظوظ والتجاوز والإقصاء، وكما أورد الودرني في كتابه ميزان النقد القديم وتناول فيه البحتري من عدة جوانب، مسلطاً الضوء على شعره، بأنه لم يحظ بعناية فائقة من الشّراح، فظل الاهتمام بديوانه مبُتسراً، رغم نفوذ سلطانه الشعري وغزارة إبداعه، ثم جعل أحد الأسباب، النظر إلى دواوين المشاهير كأبي تمام وأبي الطيب المتنبي على حساب شاعر كبير كالبحتري، ولعلنا نلامس الحجة الأبلغ، وهو الإنصاف في الاحتواء والرعاية والنقد، فالسيادة العقلية لا تقبل الظلم أو القسر، أو قول اقتضى الإجراء كذا وكذا، وبتر الإبداع والحماس، فالمعاصرة تفرض الوضوح والشفافية، والغرض الثقافي كونه غرضاً نبيلاً على الجميع إبعاده عن الجدل، فالمسائل الشائكة لا تصور مفاهيمها بقدر ما تظهر الأسماء التي تفرضها. إن بعض المكونات تكاد تكون متشابهة، ولا يتعلق الأمر بالاستمرار المستقبلي، أو تكافؤ الحظوظ، أو عناصر مختلفة من الانتماءات، أو البحث عن تفسير بديل، أو حالة تملك، لا تستثني أحداً، وإنما تعتمد على اللجان والكوادر المشرفة على هذه الأندية التي نطالبها بتفعيل أدوارها، والمساهمة في الحركة الثقافية بشكل أعمق، وجعلها مدرسة تدير دفة الأدب والشعر في البلاد، وعلى قدر كبير من المسؤولية، ووعي يأخذ بجوهر العلم، وليس بتبعية قديمة تعود على أعقابها كلما تقدمت للأمام.

مشاركة :