«مهرجان أم الإمارات».. عين على الأصالة وأخرى على المستقبل

  • 4/3/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يمثل «مهرجان أم الإمارات»، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة على كورنيش أبوظبي، ويختتم فعالياته غداً، تجربة فريدة، ليس فقط لما يتضمنه من فعاليات تزيد على 100 نشاط وفاعلية مختلفة، بل لأن الفعاليات وضعت وفق استراتيجية مدروسة جيداً لتحقيق أهداف عدة، تربوية وتعليمية واجتماعية وترفيهية أيضاً، ولتغطي في الآن ذاته مساحات من التراث الأصيل وعلوم المستقبل. ويولي المهرجان اهتماماً خاصاً بزرع قيم عدة في نفوس الأطفال والنشء، وتنمية القدرة على الابتكار والإبداع، والخروج عن المألوف في التفكير والعمل من خلال أنشطة متنوعة تناسب كل الأعمار والأذواق، كما تسهم أنشطته في تقريب الأطفال إلى العلوم، وتعريفهم بالكثير من الحقائق العلمية المهمة بأسلوب مبسط يمزج المعلومة بالإبهار، وعوامل الجذب المختلفة، بهدف تنشئة جيل واع وقادر على مواكبة التطورات العلمية السريعة التي يشهدها العالم، بل والمشاركة فيها بإيجابية من خلال طرح أفكار واختراعات جديدة تزيد من تطور الحياة وتقدمها. عروض متطورة تجمع فاعلية «بيكسل بايروس»، التي يستضيفها المسرح الرئيس لـ«مهرجان أم الإمارات» بين الفن والتكنولوجيا لتقدم عرضاً مذهلاً ومشوقاً للألعاب النارية الرقمية، التي يمكن التحكم بها من الزوار. ومن خلال كل عرض يتم تصميمه من المشاهدين أنفسهم، تضفي عروض الألعاب النارية على شاشة العرض فائقة التطور أجواءً من التشويق والسعادة الغامرة.100 نشاط وفاعلية مختلفة، يضمها «مهرجان أم الإمارات» الذي يختتم فعالياته غداً. موضوع حيوي من أبرز الأجنحة التي تضمنها المهرجان جناح «مياه - عالم المياه» الذي يعد الأول من نوعه، واستطاع أن يجذب الكبار والصغار على السواء، نظراً لتناوله موضوعاً حيوياً يهم الجميع، وهو المياه، بكل ما يتعلق بها من قضايا مُلحة، وعرضها بأسلوب تفاعلي مبهر، يوظّف مختلف الفنون والتقنيات الحديثة والصور والمخططات التوضيحية، لإظهار التأثير الذي يُحدثه البشر على دورة المياه العالمية، وإيصال المعلومات الجافة في قالب جذاب. ويقدم الجناح للزوار تجربة فريدة من نوعها، يمرون خلالها بمراحل عدة، كل منها يتطرق لقضية معينة، مثل استدامة المياه والبصمة المائية العالمية، واستعراض عمليات استخراج وحفظ وتحلية المياه. ويعرض الجناح أيضاً مبادرات واختراعات عالمية للتصدي لقضية نقص موارد المياه التي تزداد مع الوقت، ومبادرات أخرى إماراتية، من بينها مبادرة «سقيا الإمارات»، التي تحولت عام 2015 إلى مؤسسة عامة غير ربحية، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. ونجحت خلال أقل من عام في توفير مياه الشرب النقية لأكثر من 3.5 ملايين نسمة في 20 دولة حول العالم. ويستعرض الجناح كذلك برامج الشراكات الإماراتية في هذا المجال، وكذلك برنامج مصدر التجريبي لتحلية المياه وغيرها. توعية إلى جانب جناح «مياه»، تأتي فاعلية «ترشيد» في «مهرجان أم الإمارات» لتطرح جانباً آخر مرتبطاً بقضايا المياه، مركزاً على التوعية بأهمية إعادة النظر في العادات المتبعة على مستوى استهلاك الطاقة والمياه، من خلال عرض تثقيفي تفاعلي تقدمه هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، بالتعاون مع شركة أبوظبي للتوزيع، وشركة العين للتوزيع. ويتيح العرض الفرصة أمام الكبار والصغار للاطلاع على المبادرات التي يمكن لها أن تساعد المجتمع على حفظ المياه وتوفير الطاقة. ولترسيخ هذه القيم والمعلومات في أذهان زوار المهرجان، صمم عدد من الأنشطة التفاعلية التي تقوم على إعادة تدوير عبوات المياه الفارغة، واستخدامها بطرق مختلفة، مثل تحويلها إلى زهور وفراشات مضيئة تصطف على جانبي منطقة التقدم في المهرجان، أو صناعة مجسمات لنباتات وحيوانات عدة. كما تم استخدام هذه الزجاجات في صنع الجدار المائي الآخذ بالاتساع في المنطقة، ليشكل تذكيراً بصرياً بأهمية إعادة التدوير. علوم حديثة ومن المياه إلى الفضاء وما يرتبط به من علوم حديثة، اعتمدت في الأصل على علم الفلك الذي برع فيه العلماء العرب، وقدموا للعالم الكثير من المساهمات الفارقة فيه، إذ يجد زوار المهرجان معلومات كافية في مجال الفضاء والفلك في القبة الفلكية في منطقة التقدم، ويتولى فريق السديم لعلوم الفلك تقديم درس سريع للكبار والصغار في علوم الفلك، يتضمن شرحاً حول الخصائص الرئيسة لكواكب مجرتنا، إضافة إلى الاطلاع على الأساليب القديمة المتبعة في دراسة الكون، واستكشاف السماء عبر المناظير المتطورة في القبة الفلكية. في حين توفر مدينة الأضواء فرصاً عدة للتفاعل مع نظريات علمية وتوظيفها في اللعب، مثل فاعلية الرسم على الجدران بالماء والضوء، إذ يمكن للزوار كتابة أو رسم ما يطرأ على بالهم من كلمات أو رسومات على جدار ضوئي صديق للبيئة. أيضاً، يكتشف الزوار أنواع المرايا، وتأثير كل منها على ما تعكسه من أشكال من خلال عدد من المرايا المحدبة والمقعرة والمستوية الموزعة في مدينة الأضواء. بينما يجد استوديو الواقع الافتراضي إقبالاً كبيراً من الزوار الذين يصطفون فترات طويلة حتى يتمكنوا من تجربة الإبحار في الواقع الافتراضي، والتعرف إلى مستقبل صناعة الترفيه في العالم عبر ارتداء نظارة متخصصة. اهتمام بالهوية لا تقتصر فعاليات «مهرجان أم الإمارات» على الاهتمام بعلوم المستقبل والتطور التكنولوجي فقط، إذ تولي كذلك الاهتمام بالتراث الإماراتي الأصيل، وتعمل على تعزيز الشعور بالهوية الوطنية لدى زوار المهرجان من خلال فعاليات عدة مستمدة من التراث، فيمكن للزوار التعرف إلى واحدة من أبرز الحرف التراثية في الإمارات، وهي تصنيع المراكب الشراعية وصيد اللؤلؤ في منطقة السعادة، إذ يقوم حرفيون بتقديم شرح واف عن فنون صناعة المعدات الخاصة بكسب العيش لمهنة صيد اللؤلؤ التراثية العريقة في دولة الإمارات. كما يعزّز حضور التراث الإماراتي في المهرجان بعرض المراكب الشراعية (الداو)، التي تقف في مياه الخليج بقرب الشاطئ في منطقة التقدم، وهو ما يعرض التراث القديم جنباً إلى جنب مع أحدث التقنيات والاختراعات العلمية والتكنولوجية.

مشاركة :