حركة تجارية واضحة تشهدها المطاعم في مكة المكرمة خلال ليالي شهر رمضان المبارك تزامنت مع تدفق المعتمرين والمصلين يوميا إلى قلب أم القرى فيما تعيش المنطقة المركزية ذروة الموسم حيث تفيض المطاعم الفندقية داخل الفنادق المجاورة للحرم المكي بالمترددين إضافة إلى إشغال المطاعم ذات العلامات التجارية والشهيرة داخل المراكز والمجمعات التجارية المقابلة للحرم المكي. ولا أدل على انتعاش حركة المطاعم من تخصيص مجمع تجاري طابقين كاملين للمطاعم فيما خصص الطابق العلوي منه للعائلات، وعلى الرغم من انحسار المطاعم المفتوحة على قارعة الشوارع بمركزية مكة المكرمة بسبب إزالة آلاف العقارات لصالح المشاريع الجديدة إلى أن ثمة تنامي واضح للمطاعم التجارية المغلقة داخل المجمعات التجارية. مشروع جبل عمر تحرك هذا العام لسد الثغرة من خلال توفير محلات تجارية استقطبت كبرى شركات التغذية في سوقها الجديد المقابل للحرم المكي حيث فتحت 22 شركة ومؤسسة متخصصة في التغذية والوجبات السريعة أبوابها فيما خصص الدور الرابع للمطاعم ومحلات الوجبات السريعة الأمر الذي هدد المطاعم التقليدية. وتتركز المطاعم ومحلات بيع الوجبات السريعة في 4 محلات مركزية تجارية تلتف حول الحرم المكي في الجهات الجنوبية والغربية فيما يرى يوسف عتيق مستثمر إلى أن الحاجة ملحة إلى إنشاء 1500 محل تجاري مع بدء الاستفادة من الحرم المكي الجديد نظراً لإزالة أكثر من 2500 محل تجاري لصالح التوسعات الجديدة للحرم المكي. من جهة أخرى كشفت دراسة مسحية اقتصادية أعدها متخصصون في مجال الفندقة أن 60% من الأسر المكية تحن إلى المطاعم الكلاسيكية لتناول وجبات مختارة خلال الأسبوع وأن 30% من سكان مكة من رواد المطاعم يتجهون لمدينة جدة في نهاية الأسبوع للغرض نفسه. وقادت دراسة مسحية شملت عدة أحياء مكية بعيناتٍ عشوائية نحو حقائق مفادها بأن كثير من الأسر المكية تمضي يومها الاعتيادي في العاصمة المقدسة وتحن إلى المطاعم الكلاسيكية لتناول وجبات مختارة خلال الأسبوع نظراً لانتشار ظاهرة مطاعم الوجبات السريعة بحجة غياب مطاعم متخصصة في استقبال العائلات. وأفادت الدراسة بانحسار المطاعم المختصة التي تُرضي ذائقة تلك الأسر مما دفعها بالتوجه إلى مدينة جدة في نهاية الأسبوع وبغية بقاءها بمكة المكرمة وأوضح محمد سعدي – مدير عام فندق في حي العزيزية بمكة موسم رمضان يعتبر من المواسم المنتظرة لتشغيل المطاعم الفندقية خاصة في منطقة العزيزية حيث يتركز سكن المعتمرون ورجال المال والأعمال عبر مكاتب الأعمال في الأبراج الإدارية.