غزة : تفصلها حماس وتركلها السلطة..!! حتى كتابة هذا المقال لم يصدر أي تصريح من أعضاء اللجنة المركزية الجدد لحركة فتح والذين تعهدوا باعادة حقوق غزة، حالة غليان حد الهذيان تجتاح موظفي السلطة في القطاع ومعظمهم من حركة فتح بعد القرار المفاجيء بخصم نسبة 30% من رواتبهم، البعض يواسي نفسه بأن هناك خطأ اداري متعلق بالاتحاد الأوروبي والآخر يناشد بوقف تغول الحكومة وكأن الحكومة ورئيسها هم أصحاب القرار.بقلم ـ أكرم عطاالله ربما أن هذا القرار هو الأكثر وضوحاً في التعامل مع قطاع غزة من قبل السلطة الفلسطينية ولكن يمكن للمتفحص أن يراجع تاريخ السنوات الماضية ليعرف كيف تعاملت السلطة مع القطاع وكيف دفعت به الى هامش الخارطة السياسية ليس فقط في حركة فتح ومؤتمرها الأخير ومجلسها الثوري الذي كاد يخلو من تمثيل غزة بل سبقه سياسة كاملة ومنظمة تعكس رغبة السلطة بالتخلي عن القطاع فلم يعد من القطاع سفراء يمثلون الفلسطينيين في العالم سوى من يعدون على أصابع اليد الواحدة وتوقفت السلطة منذ زمن عن صرف علاوات وترقيات لغزة ولم يعد موظفوه جزء من جهاز الدولة الا ما ندر. المسألة هنا ليس ادارية فنية بقدر ما أن في الأمر رائحة سياسية أبعد كثيراً من الموظفين والمال وقد ينسجم هذا مع مشروع متكامل لفصل غزة عن الضفة الغربية وهو المشروع الذي تعمل عليه دول اقليمية وأهمها دولة صغيرة من الغريب أن علاقتها مميزة جدا مع السلطة ومع حركة حماس. كيف سار أو يسير هذا المشروع ؟ الذي حدث أن حركة حماس بادرت بفصل القطاع، أخذته بعيداً عن السلطة الوطنية لكن السلطة بالمقابل لم تبذل أي جهد يعكس رغبتها بعودة أو استعادة غزة بل أن كثير من الاجراءات كما يتضح كانت تدفع بالقطاع باتجاه بعيداً عن السلطة وطوال الوقت كنا نتساءل اذا كانت حماس تدفع بغزة باتجاه معين لماذا تقوم السلطة باجراءات مساندة ؟ لماذا تتخذ قرارات تدفع بالقطاع بنفس الاتجاه؟ وما بين سحب حماس ودفع السلطة، فصل حماس وركل السلطة ، بات واضحاً أن المسألة أبعد من صراع على السلطة وعلى القطاع بل أن هناك مشروعاً متكاملاً كلٌ يقوم بدوره في هذا المشروع ولا أحد بريء. القرار اتخذ وهو ينضم الى سلسلة قرارات هادئة ذهبت أو دفعت بغزة بنفس الاتجاه والحكومة حسمت الجدل ببيانها الباهت حول ما أطلق عليه الرأي العام بمجزرة الرواتب وقالت أن القرار اتخذ لأسباب وإن بدت واهية بالنسبة للرأي العام لكنها تعكس جدية الحكومة وأصحاب القرار تلك القرارات بمجملها تفك الارتباط رويداً رويداً بين غزة والضفة مكرسة الفصل الذي حذر منه جميع الكتاب والمتابعين ولكن يبدو أن الأمور تسير كما هو مخطط لها. يندر أن تحدث مصادفات في السياسة وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بمشاريع دول تخطط بهدوء لمصالحها الاستراتيجية ولأمنها القومي ، حينها علينا أن نحسب كل حركة وفقاً لمعادلة أبعد من مصادفة عابرة وما حدث بغزة ويحدث لها وبكل التفاصيل التي قطعت وتقطع كل الحبال مع هذه المنطقة الصغيرة تجعلنا نذهب بعيداً في خشيتنا أن ليس هناك ممانعة لمشروع كيان غزة بل تعزيز لهذا المشروع كلٌ بما يستطيع وكلٌ بما لديه من امكانيات. لسنوات ظل السؤال الحائر ويزداد الحاحاً مع الزمن، فما هو واضح لدينا أن الخلاف بين السلطة وحركة حماس يطال كل شيء ولا اتفاق على أي شيء وهم في حالة من التباعد الشديد والطلاق البائن ولكن هناك توافقاً واحداً ووحيداً وغريباً وهو على العلاقة مع الدولة التي نتهمها بأنها عرابة كيان غزة ودولة غزة وفي كل زيارة يمر سفيرها عبر تل أبيب رام الله غزة وبصمت ومباركة ثلاثتهم ، فهل تلك مصادفة ؟ المصادفات عادة تحدث في الظواهر الطبيعية أما في السياسة فكل شيء يسير باتقان لأن السياسة هي اِبنة الحسابات الهادئة ووليدة حركة البشر وخطواتهم المدروسة. مع الزمن يتضح أن الانقلاب ليس صدفة ، وأن الانقسام بين الضفة وغزة ليس خطأ تلك اللحظة ، وأن فشل المصالحة ليس عجزاً فلسطينياً الى هذا الحد ، وأن عبثية الحوارات ليس لأن أطرافها كانوا من الطرشان ، وأن تبكيت غزة ووقف ترقيات موظفيها ليس ردة فعل ، وأن خصم 30% من الرواتب ليس أزمة مالية وأن الكثير من المجريات في السنوات العشر الأخيرة ليس علينا سوى أن نعيد ربطها بهدوء شديد لنعرف أين وكيف تسير الأمور، لنعرف كيف نوزع الاتهام بصناعة دولة غزة ، الحقيقة أمامنا مشروع قيد التحقق ، حماس سحبت غزة بعيدا نحو مصيرها المقرر والسلطة تدفعها ، هذه هي الحقيقة التي تتجلى أمامنا ،وهذا هو التجسيد الحقيقي لفصل غزة بتعاون الألداء. [email protected]أخبار ذات صلةأكرم عطاالله يكتب : قمة الميت لاحياء الميت….!!أكرم عطاالله يكتب: مأزق الراهن العربي…!!أكرم عطا الله يكتب: كيف فقدنا عزمي بشارة..!أكرم عطا الله يكتب: في يوم المرأة.. هكذا تكلم زاردشت…أكرم عطا الله يكتب لـ«الغد»: هذا الخراب غريب عن حضارتناشارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :