«ميتتان لرجل واحد» في ترجمة عربية

  • 4/6/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في رواية «ميتتان لرجل واحد» لجورج أمادو الصادرة أخيرا عن دار  مسكلياني بترجمة عبدالجليل العربي، تبرز جغرافيات سردية خاصة، فالعالم الأول المتمثِّل في البيت يضم بين جنباتِه زوجةً متوفيَّة، وابنة تشبه أمَّها، وصهراً يشتغل موظفاً مالياً إلى جانب أخٍ اشتهر بالبخل، وأخت متصابية تهوى الضحك بما لا يتناسب مع أجواء هذه الجغرافيا، التي تتسم بالانضباط والسعي الحثيث للحفاظ على اسم العائلة وسمعتها من التلوُّث نتيجة أفعال جواكيم بعد تحوّله إلى كينكاس. جواكيم سواريس دا كونيا، موظّفٌ إداري في دائرة الضرائب، يعيش حياةً أرستقراطية برفقة زوجته أوتاسيا، وابنته فندا في مدينة ساحلية تطل على بحر واسع اسمها «باهيا». بهذه الأجواء يبدأ أمادو التعريف ببطل الحكاية المتذمر من شكل حياتِه الرتيب، بعد أن كان حلم حياته أن يعيش خارج إطار القانون كمتسكِّع، متشرد يبحث عن قوت يومه فقط، لا يقدِّم أسباباً واضحة لقرار جواكيم المفاجئ للجميع، لكنَّهُ يشرح باستفاضة متعة الرجل الذي صار اسمه كينكاس هدير الماء، إذاً جواكيم هو ذاته كينكاس جسداً وروحاً، إلا أنه يعيش في عالمَين مُنفَصلين، الأول قضى فيه خمسين عاماً والثاني أمضى فيه ما تبقى له من سنوات، متخلِّصاً من كل تفاصيل العالم الأول. من أجواء الرواية «حين يموت الإنسان، يحظى آليا باحترام الناس، مهما كانت الحماقات التي ارتكبها في حياته، فالموت يمحو بيد الغياب شوائب الماضي، فتشرق ذكرى العزيز منزهة عن الخطأ كإشراقة ألماس»، هكذا يصف جورج أمادو في روايته الواقع بتجرد كامل، محاكمة مطلقة لعقدٍ اجتماعي بائس قرر الكاتبُ الثورة عليه، فهذه الدنيا كما يراها بطل الحكاية «عالمٌ ممتلىء بالمشكِّكين، الرافضين، مثلما هو ممتلىء بالناس البسطاء المشدودين إلى النظام وقواعد السلوك، والوثائق المختومة، كثور يقود عربة».

مشاركة :