البخل في المديح.. سلوك قبيح ! | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 5/6/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

المتأمّل للنَّفس العَربيّة يَجد أنَّها شَحيحة في الثّناء والمدح، وكريمة في الذَّم والقَدْح، بَل إنَّها تُعاني مِن إمسَاكٍ في التَّشجيع والثَّنَاء، وإسهَالٍ في التَّحطيم والهجَاء..! ولَو فَتَحَتَ لِسَان العَرب؛ لوَجدتَ أنَّ مُفردَات الحُبّ والمَودّة؛ لا تَتجاوز عشرين كَلِمَة، في حِين أنَّ مُفردَات الكُرْه والشَّتم بالمِئات..! دَعونا نَتحدَّث عَن الفَرق بَين العَقليّة العَربيّة، والعَقليّة الغَربيّة، فمَثلاً: عِندَما كُنتُ في بريطَانيا، كَان الأصدقَاء هُنَاك لا يَتردَّدون في إبدَاء إعجَابهم بنَوعية جوّالي، أو طَريقة حِلَاقتي، أو مَاركة سَاعتي، أو حتَّى المَحفظة التي في جيبي.. يَقولون هَذا الثَّنَاء، ويُردّدونه بكُل أَريحيّة وحُب، مِن دُون عُقَد أو حِسَابَات..! هَذا مَا كَان مِن عَقليّة الغَربي، أمَّا العَربي فهو شَحيح في إبدَاء إعجَابه، بَل عِندَما يَتكلَّم بإعجَابٍ عَن شَخص، يَبدو وكَأنَّه يَقطع الكَلِمَات مِن لَحمه، وإذَا سَألته عَن بُخله بالإعجَاب قَال: حتَّى لَا يشوف نَفسه عَليَّ، أو يكبّر رَأسه عَلينا..! هَذا في الرِّجَال، أمَّا في مُجتمع النِّسَاء، فالأمر أنكَى وأمرّ، وأقوَى وأضرّ، وقَد سَمعتُ مِن إحدَى قَريبَاتي، أنَّها أُعجبت برَائحة عِطر، كَانت تَضعه إحدَى الحَاضِرَات، فطَلَبَت مِن صَديقة ثَالثة أن تَذهب وتَسأل صَاحبة العِطر عَن اسمه؟، ومِن أين اشتَرته؟، وعِندَما سَألتها الوَسيطَة: لمَاذا لَا تَذهبين إليهَا وتَسألينها بنَفسك؟ قَالت: لَا أُريدها أن تَعرف بأنَّني مُهتمّة بِهَا، فأنَا لا أُحبّ أنْ أُظهر اهتمَاماً بالنَّاس، حتَّى لا يَشوفون أنفَسهم عليَّ..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: أيُّها النَّاس، إذَا أعجبَكم شَيء فقُولوا عَنه الحَق، وأنصفُوا بنَفس القَدر؛ الذي تُبدون فيهِ سَخطكم عَلى الأشيَاءِ التي تَنفرون مِنهَا، وهَذه مِن عَادة العُقلَاءِ، المُنصفين الصَّادِقين مَع أنفسِهم ومَع الآخرين..!!!. تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :