إسداء النصيحة من ذوي الأفعال القبيحة | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 11/1/2016
  • 00:00
  • 26
  • 0
  • 0
news-picture

المَعرفَة التي نَستمدّهَا مِن القُرآن الكَريم، تُخبرنا أنَّ الإنسَان يَجب أَن لَا يُوصي النَّاس بالتَّقوَى؛ ويَنسَى نَفسه، بَل عَليه أَنْ يَبدَأ بنَفسه، ولَيس مِن المُهم أَنْ يَنصَح الآخَرين، وفي ذَلك يَقول «أبوالأسود الدؤلي»: يَا أَيُّها الرَّجُل الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ هَلاَّ لِنَفْسِك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى كَيْمَا يَصِحَّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ ابْدَأْ بِنَفْسِك فَانْههَا عَنْ غَيِّهَا فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى بِالْقَوْلِ مِنْك وَيحصل التسليمُ لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ عَارٌ عَلَيْك إذَا فَعَلْت عَظِيمُ!! لَكن الوَاقِع يُخَالف هَذا المَفهوم، لذَلك إليكُم هَذه الأَمثِلَة، التي تَجعلنا نَطرَح الأَسئلة، ولَا نَملك الأجوبَة: لَو تَأمَّلنا عَالَم «الخَطَّابَات»، وهُنّ سيّدات يَقمن بجَمْع رَأسيْن بالحَلَال، حَيثُ تَقول إحدَى الدِّرَاسَات: إنَّ مُعظم «الخَطَّابَات» مِن العَوانِس؛ اللاتي فَاتهنّ قطَار الزَّوَاج، فتَعلَّقن بدرَّاجة جَمع الأزوَاج ببَعضهم، عَلى قَاعدة المَثَل القَائِل: «رِيحة الزَّواج ولَا عَدمه»..! مِن جِهةٍ ثَانية، لَو تَأمَّلتَ أحوَال الكَثير مِن الأطبَّاء، الذين يَمنعون المَرضَى مِن التَّدخين؛ بسَبَب عَواقبه الوخيمَة عَلى صحّة الأبدَان، لوَجدتَ أَنَّ أَكثَر الأطبَّاء يَختفون عَن الأنظَار لعِدَّة دَقَائق، حَتَّى يُدخِّنوا السَّجَائِر في مَواقف السيَّارات..! ولَو أَدرنَا البُوصلة إلَى مُدرِّبي الكُرَة، سنَجد أَنَّ أكثَرهم ممَّن يَمتلكون كرُوشَاً ضَخمة، وكَأنَّ الوَاحِد مِنهم يُخبئ في مِعدته ثَلاث أَو أَربَع كُرَات، كَمَا أَنَّ عَادَاتهم الصِّحيّة والغِذَائيّة لَا تَمتُّ لعَالَم الرِّيَاضَة بصِلَة..! وأحيَاناً وأنتَ تُشَاهد دعَايَات مُستحضرَات العِنَاية بالشَّعر، تَجد أَنَّ مَن يَقوم بتَرويجها رَجُلٌ أَصلَع.. ولَو عُدنَا إلَى عَالَم الطِّب مِن زَاوية مُختَلفة؛ سنتَذكَّر أَنَّ الأَديب «غازي القصيبي» -رَحمه الله- قَد أَشَار في كِتَابه «العصفوريّة»؛ إلَى دِرَاسَة تُؤكِّد أنَّ الأطبَّاء النَّفسيّين؛ أَكثّر فِئَات الأطبَّاء انتحَاراً..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَنْ نُشير إلَى أَنَّ بَعض العُلمَاء؛ يَجد مُبرِّراً لمَن يُوصي النَّاس بشَيءٍ وهو لَا يُطبّقه، مُعلِّلين ذَلك بأنَّ النَّاصِح قَد تَورَّط، وانتَهَى أَمره، مِثل الذي سَقَط في حُفرَة، وأَنفَق مَا تبقَّى مِن عُمره، ليَنصح النَّاس بتَجنُّب السّقُوط فِيهَا..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :