لن أجد من يقتنع بجدوى إظهار التقارير الطبية والتعمق في خصوصية المريض وتصوير الحالة بالصور الملونة على صفحات الجرائد الورقية والإلكترونية. أقول هذا لأنه ابتداع في المهنية، بل ممنوع في بلدان كثيرة، حيث لا يرضى بهذا "الرصد" مريض" أو نقابة مهنية. نرى في الصحافة المحلية أن المحرر - ربما عن اجتهاد أو جهل - أن ذلك المريض مصاب بذلك المرض بداء (..) وبالطرف السفلي الأيسر. وأنه يعاني من تعفن الدم!!، وجيوب صديدية..! وتغيرات بالجلد وتكوّن بثور تحت الجلد..!، وحبوب عميقة وتمدد الوذمة الليمفاوية الى اسفل البطن والطرف السفلي الاخر. وعادة تأتي تلك الشروحات اللاضرورية من مركز يريد الدعاية لنفسه، أو من محرر صحفي أراد بحسن نية أن يُساعد أولي أمر المريض بمعالجة المريض بمركز طبي اكثر تجهيزا. لا بأس، والدال على الخير كفاعله، لكن فاعل الخير أو الجهة الرسمية التي يستهدفها الناشر لن تحتاج إلى نشر صورة ملونة من تجويف بطن المريض لتُفكّر في عمل الخير، فهم – أي الجهة أو فاعل الخير - سيُصدّقون ما جاء بالخبر دون إثبات فوتوغرافي. والتقارير التي نقرأ عنها في الصحف هي - عرفيا ومهنيّا - يجب أن تكون فقط بين المريض وطبيبه، لا أن تظهر الأمعاء والكلى وأشعة المسالك البولية بالصور الملونة بالجرائد اليومية، على أمل أن "يعطف" أحد على الحالة. وتقول الجمعية السعودية لطب الإسرة إن السر المهني وموضوعه يعد من الضمانات الأساسية لحقوق الإنسان حيث تضمنت المادة (12) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أحكاماً تتضمن حماية الخصوصية الشخصية للأفراد، ويأتي الالتزام بالاحتفاظ بالسر الطبي ضمن قائمة من أسرار المهن التي يتوجب على أصحابها الالتزام بهذه الأسرار مثل المحامين والوكلاء وغيرهم من أصحاب المهن الذين يتصل علمهم بهذه الأسرار بحكم عملهم. إن لم يكن الطبيب الذي اعتاد إتاحة تفاصيل علة المريض للصحافة والمحررين واعيا بآداب وأخلاق المهنة فعلى جمعيات الأطباء عندنا أن تجعل كل الأطباء يقرأون تلك الأشياء ويفهمونها؛ لأن الإعلان في الصحافة عن مرض مريض وتفاصيل ما اصاب الإنسان جراءه ممنوع دولياً.
مشاركة :