الظهير البرازيلي هو اللاعب الوحيد الذي خاض نهائي كأس العالم FIFA ثلاث مراتيُلقب بـ"القطار السريع" بفضل ديناميته وعطائه الكبيرحطم الرقم القياسي السابق لدى قيادته البرازيل إلى المجد عام 2002 بعد أن استمر كافو في قطع الجهة اليمنى ذهاباً وإياباً حتى بعد بلوغه آواخر الثلاثينيات من عمره، قام السير أليكس فيرجسون بالتعليق على ذلك بعبارة شهيرة معتبراً بأن البرازيلي "يملك قلبين". وإذا كان كافو يقدّر مشاعر فيرجسون تجاهه، فإنه كان قادراً على مخالفة هذه النظرية بالذات. لكنه كان يملك شيئاً يجعله فريداً يكمن في حصوله على ميدالية من ثلاث مباريات نهائية مختلفة في نهائيات كأس العالم FIFA أعوام 1994، و1998 و2002 وهو أمر يحسده عليه جميع اللاعبين الذين شاركوا في أعظم بطولة كروية على الإطلاق. مسيرتهبدأت علاقة كافو بكأس العالم FIFA قبل فترة طويلة من خوضه هذه المباريات النهائيات. فقد وُلد في 7 يونيو/حزيران 1970 وهو التاريخ الذي تفوّق فيه منتخب بلاده بقيادة بيليه وجيرزينيو وزملاؤهم على إنجلترا حاملة اللقب في النسخة الأخيرة في طريق السيليساو لإحراز اللقب في مكسيكو. ربما قد يكون استجاب للممرضة التي كانت تتوسل إليه لرؤية نهاية المباراة، فقد جاء الطفل ماركوس إيفانجيليستا مورايش الذي عُرف لاحقاً بلقب كافو إلى هذه الحياة قبل نهاية تلك المباراة بقليل. أصبح هذا اللاعب لاحقاً أحد أعظم اللاعبين الذين شغلوا مركز الظهير الأيمن في العالم. إلى جانب رقمه القياسي في خوض ثلاث مباريات نهائية لكأس العالم FIFA، فإن كافو هو اللاعب الأكثر تمثيلاً لمنتخب بلاده على الصعيد الدولي بعد أن دافع عن ألوان السيليساو في 142 مباراة. وكونه أحرز اللقب العالمي مرتين بينها مرة كقائد لمنتخب بلاده، ولأنه قاد البرازيل إلى إحراز كوبا أمريكا مرتين وكأس القارات FIFA مرة واحدة، فإن ذلك عزّز المكانة التي يحتلها. ويُعتبر البرازيلي أسطورة في إيطاليا أيضاً حيث توّج بلقب الدوري مع فريقي روما وإي سي ميلان وساهم في صفوف الأخير في التتويج بدوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية FIFA. يتمتع كافو بمهارة عالية وهو يتمتع بقوة وتأثير هائلين في الدفاع والهجوم، كما أنه يتمتع بالطاقة والقدرة وقد لفت أنظار كثيرين إلى جانب السير أليكس حتى أن أنصار اللعبة في إيطاليا أطلقوا عليه لقب "إل بندولينو" (القطار السريع). رقمه القياسيقبل كافو، خاض عدة لاعبين المباراة النهائية لكأس العالم FIFA مرتين. العديد من هؤلاء كانوا رفعوا الكأس مرتين وتحديداً من منتخب إيطاليا في الثلاثينيات بالإضافة إلى المنتخب البرازيلي الرائع بعد الحرب العالمية الثانية. ثم جاء بيليه بطبيعة الحال. كان بيليه، نجم الفريق خلال العام الذي وُلد فيه كافو، قد لعب وفاز كأس العالم FIFA بنسختي 1958 و1962، لكنه في المقابل لم يخض المباريات النهائية الثلاث حيث أصيب خلال دور المجموعات عام 1962 وغاب عما تبقى من البطولة. لم يخطر على بال كافو على الإطلاق بأن يتفوق على الأسطورة البرازيلية عندما خاض أولى مبارياته النهائية وتحديداً في 17 يوليو/تموز عام 1994. فقد شارك الظهير الشاب في البطولة بعد أن قاد فريقه ساو باولو إلى إحراز كوبا ليبرتادوريس وكأس الإنتركونتيننتال مرتين على التوالي وأحرز جائزة لاعب العام في أمريكا الجنوبية. لكنه لم يشارك أساسياً في المباراة النهائية ضد إيطاليا على ملعب روز بول. ثم تدخّل القدر بعد إصابة جورجينيو في الدقيقة 21 وكان كافو خير بديل له لأن البرازيل حافظت على نظافة شباكها قبل أن تفوز على إيطاليا بركلات الترجيح. بيد أن الأمور كانت مختلفة بعدها بأربع سنوات عندما عاد إلى المسرح الدولي حيث شارك أساسياً في المباراة النهائية هذه المرة. وفي تلك المناسبة، خيّب المنتخب البرازيلي الآمال وخسر بسهولة أمام فرنسا الدولة المصيفة بثلاثية نظيفة. لكن اللحظة الأفضل كانت ستأتي لا محالة. ففي 30 يونيو/حزيران 2002 وبعد أسابيع قليلة من بلوغه الثانية والثلاثين حمل كافو شارة القائد ليقود فريقه إلى فوز رائع على ألمانيا 2-0 في يوكوهاما ودخل تاريخ كأس العالم FIFA من بابه الواسع. احتفل بهذه المناسبة بالصعود إلى منصة عالية ليوجّه تحية إلى أكبر حبين له في حياته. فعلى قميصه كان هناك تحية إلى منطقة جارديم إيريني الفقيرة التي ترعرع فيها، في حين صرخ عندما رفع الكأس عالياً للمرة الثانية في مسيرته موجهاً الكلام إلى زوجته بقوله "ريجينا، أنا أحبك." ذكرياته"أعتقد بأن هذا الأمر (خوض 3 مباريات نهائية) لن يتكرر على الأرجح وأنا أشعر بفخر كبير أن أكون لاعب كرة القدم الوحيد الذي حقق ذلك. لا أحد من عظماء اللعبة الآخرين نجح في خوض ثلاث مباريات نهائية متتالية في كأس العالم في السنوات الماضية." "النزول إلى أرضية الملعب (كأس العالم 1994) لم تكن صدمة لأني كنت مستعداً. عندما تشارك في كأس العالم يتعين عليك أن تكون جاهزاً للعب في أي لحظة. سنحت لي الفرصة في كأس العالم وكنت في حاجة إليها لكي أظهر للعالم بأسره القدرات التي أتمتع بها." "ركلات الترجيح لم تكن مثيرة بالنسبة إلينا. كنا نأمل بأن تنتهي بأسرع وقت ممكن لمعرفة ما إذا كنا سنتوج أبطالاً أم لا. كانت هناك ضغوطات على كاهل اللاعبين الخمسة الأوائل الذين نفذوا ركلات الترجيح أكثر من الضغوطات علينا." "في عام 1998 ولسوء حظنا واجهنا فريقاً أفضل منا. لعبت فرنسا بشكل رائع في تلك المباراة. العديد من الناس قالوا إن البرازيل لم تلعب بشكل جيد، لكن ذلك يقلل من إنجاز فرنسا. لم نلعب بطريقة جيدة لكي نتغلب عليهم." "قيادة مجموعة من اللاعبين يريدون الفوز أسهل بكثير من قيادة مجموعة لا تثق بقدراتها، ولا تتمتع بالتصميم أو منقسمة على نفسها. كان من السهل جداً قيادة منتخب البرازيل 2002 (كقائد) لأن الجميع كان يملك هدفاً واحداً وهو التتويج بلقب أبطال العالم. عندما تملك هذا التماسك ولا يوجد مكان للغرور الشخصي، فإن ذلك يجعل مهمتك أكثر سهولة كقائد للفريق." "عندما كتبت على قميصي 100 في المئة جارديم إيريني وقمت بتحية زوجتي ريجينا، لم أكن قد خططت لذلك. لم يكن لدي فكرة على الإطلاق بأن هذا الأمر سيحصل. تشكل ريجينا جزءاً من حياتي منذ أكثر من 30 عاماً وكان من المنطقي أن أقوم بتحيتها في تلك اللحظة لكل الأشياء التي قمنا بها سوياً. أما بالنسبة إلى جارديم إيريني، فإنه الحي الذي ولدت وترعرعت فيه وحيث أملك مؤسستي. أريد أن أظهر لسكان هذا الحي بأن أي شخص قادم من أحياء فقيرة من دون أي أفق يستطيع على الرغم من ذلك أن يكون رياضياً رائعاً وشخصاً جيداً." "لا شيء يضاهي أن تكون بطلاً للعالم ورفع الكأس. أعتقد بأنه حلم كل لاعب وبالتأكيد حلم كل قائد لمنتخب البرازيل. من دون أدنى شك، الفوز بكأس العالم هو أغلى جائزة في كرة القدم. إنها الذروة، أقصى ما يمكن أن تصل إليه."كافو
مشاركة :