في معنى أن تُحب

  • 4/14/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الحُبُ نِعمة تُوَّلدُ الرفقَ والمودة الحُب مُسكِّنٌ لآلامِ الإنسانية فلمَ نخجلُ من لفظِه نحن البشر كأّنه جريمة تُسجن على أثرها القلوبْ في زنزانة الشُبهات.. لأنَّ أحاسيسك لا تزالُ حيّة اخترتُ ابتِداء المقال بتلك الرُباعية من الأسطُر، ذاك بوْحٌ لخواطِر تأبى السُّكون بلا حرَكة، فقد تعلَّمت أنَّ: "الحركَة ولُود والسُّكونُ عاقِر". نعم عندما تُحبُ أمراً ما تسعى إليه جاهداً، تسهرُ الليل بطوله من أجل اجتيازِ امتحانٍ قد لا تُصيبُ فيه وتفشل، لكنّك تُعيد الكرة فقط لأنَّ ذاك الشغف يدفعُك راضياً لتكرار التجربة مراراً، وفي نفسِك أمل: "أن قد أنجح هذه المرة"، أَوَ.. لاَ تُسمي ذاك حُباً إن لم يكُن كذلك هل كُنت لتقوم به؟ هل كُنت لتتحملَ التعبْ والإجهاد لأجله؟ هل أجبتَ بنعم أظُنُ ذلك، أماَّ إن كان ردُّك بلا فأعتبره مجرَّد تسلية تقُوم بها لسدِّ فراغك، وبالتالي لن تفهم ما أرنو إليه بكلماتي. الحُب نظرة من زوجٍ لزوجته تجعلُ وجنتيها ورديتين من الحياء، نعم الحياء البريء والخجل العفوي الطفولي، تِلك البسمة مُسِّكن لذاك الشوْق الذي تتحمله المرأة طيلة النهار وزوجها يكدح بالعمل، كلما تذكرتها رفعت يديها داعية له بالتوفيق، وأن يرجِع سالماً لبيته مساءً. الحُبُ ضِمادٌ الجروح بليالي الشتاء الباردة، عندما تسهَرُ زوجتك بقُربك تضع لكَ الكمَّادات الباردة لتُخفِّف من حرارتك، لا ترمِشُ لها عين ولا يهدأ لها بال حتى تراك واقفاً على رِجليك، نعم الحب مُسكِّن لجميعِ أنواع الألم، الحبُ احتواء لمشاعرك التي قد تُشرّد إن لم تصُنها برباطٍ مُقدّس تحت سقفِ الزوجية. لستُ أدري لمَ نخجل عندما نُحب؟! بالعكس لو كانت مشاعر سلبية كنا سنُصرّح بها وكلنا ثقة وفخر وكأننا أنجزنا شيئاً.. ويا للعبث! لا أقول أحِبُّوا لتنتشر الرذيلة والصفات القبيحة، لا أقول انتشروا في الطرقات واغتصبوا مشاعر العالم بخُبث؛ لأن ذلك ما أصبح يُرى بأنّه حُب، للأسف وضعوا مفاهيم جديدة مغلوطة تتماشى وموضة الأقنعة المجردة، خانوا عهد قلوبهم لأجل مُتعة لحظية قد تكون تلاعُباً لأجل كسبٍ ما أو نتيجة دخول في رهانٍ مُعين حتَّم عليهم استنزاف كل أرضٍ يمرون بها، باسم الحُب والعشق الممحون، وكأنَّ.. بل أكيد أثّرت عليهم مسلسلات العشق المُحرَّم والقلب المفطور، والخيانة المُبررة... إلخ، وصولاً للانتحار إخلاصاً للمحبوب ودموع الحنين، وإن صُدمت وقُمت بجولة لقنوات الرسوم المُتحركة تتشنَّج عضلاتك وقد تُصاب بشلل دِماغي لثوانٍ معدودة، وأنت خارجٌ من الصدمة ترى لقطات مُخزية تنقُل للأطفال معاني مغلوطة إذ أغلب الرسوم المُتحركة لا تخلو من لقطات التودد ولمسات العيون وكأنَّهم يقولون للأطفال هذه هي الحياة وهذه هي القيم، تُريدون تعليم الأطفال الحُب وتُجردونهم من الأخلاق! لا تُعلموهم الحُب فهو فطرة، هو مشاعر صادقة مغروسة بأعماقنا منذ الثانية الأولى لنا بهذه الدنيا الفانية، عَلِّموهم الأخلاق، كونوا مِثالاً لهم في سنواتهم الأولى التي تكونون فيها بمثابة القُدوة إن رآك طفلك تبتسم وتتلفظ بالقول الحسن، تُقوم بفعل الخير وتُعامل من حولك بلُطف سيتعلّمُ منك وينقُل ما رأى، سيستنشق الحُب دون تَعبٍ مِنك، أرجوكم حافظوا على تلك البراءة فهي نسمة الحياة العطرة التي تنثُر السلام. "في الحب حياة، ومعناه عميق ينمو بداخلنا لأجل أن يُثمر ولا ينقطع ظِلُّه، لن تغرُب شمس الحُب فهذا الكون روحه حُب، وليس بإمكان سفاحي المشاعر أن يقطعوا شرايين الأحاسيس ما دام النبضُ حُباً.. ما دام الحُب حياً". ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :