أظهر تحقيق أجرته صحيفة «تايمز» البريطانية اليوم (الخميس) أن «فايسبوك» تقاعست عن إزالة عشرات من التدوينات المتطرفة أو التي تعرض مواد إباحية تخص الأطفال حتى بعدما جرى إبلاغ المسؤولين في الشبكة الاجتماعية بشكل مباشر بالمحتوى الذي قد يكون غير مشروع. وباستخدام حساب مزيف أُنشئ الشهر الماضي عثر صحافي من «تايمز» على صور ومقاطع فيديو تمجد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وهجمات وقعت في الآونة الأخيرة في لندن ومصر بالإضافة إلى صور صادمة لانتهاكات بحق أطفال. وطلب الصحافي من المسؤولين عن الموقع إزالة هذه التدوينات. وأزال الموقع بعضاً من الصور المبلغ عنها، لكنه لم يقترب من تدوينات مؤيدة لمتشددين تشيد بهجمات وقعت أخيراً وتدعو إلى شن هجمات جديدة. وبدا أن الشركة لم تتحرك تجاه التدوينات إلا بعدما عرفت الصحيفة عن نفسها وقالت إنها تعد تقريراً عن الموضوع. والتقاعس عن إزالة المحتوى غير المشروع بموجب القانون البريطاني بعد إخطار مسؤولي الشركة بوجوده وقد يعرض «فايسبوك» إلى الملاحقة الجنائية لدورها في تشجيع نشر وتوزيع مثل هذه الصور. وتواجه الشركة العملاقة في مجال التواصل الاجتماعي قوانين جديدة في دول حول العالم لإجبارها على التحرك بشكل أسرع للتصدي للمحتوى غير المشروع وتجد صعوبة في اللحاق بالركب لأن التدوينات غير المشروعة يمكن أن تظهر مرة أخرى بمجرد رصدها وإزالتها. وقال ناطق باسم «فايسبوك» إن الشركة أزالت الآن كل الصور التي قالت «تايمز» إنها ربما تكون غير مشروعة وأقر بأن هذا المحتوى «ينتهك سياساتنا ولا مكان له في فايسبوك». وقال نائب رئيس العمليات في «فايسبوك» جاستن أوسوفسكي: «نأسف لحدوث هذا. من الواضح أن بإمكاننا أن نقوم بما هو أفضل وسنواصل العمل بجدية للالتزام بالمعايير العالية المستوى التي يتوقعها الناس من فايسبوك». وفي شأن متصل قالت الشركة اليوم (الخميس) إنها تتخذ إجراءات ضد عشرات الآلاف من الحسابات الزائفة في فرنسا مع سعي شبكة التواصل الاجتماعي إلى إظهار بذلها المزيد من الجهد لوقف انتشار الرسائل غير المرغوبة والأخبار الزائفة والمعلومات المضللة. وأضافت «فيسبوك» إنها تتخذ إجراءات ضد 30 ألف حساب في فرنسا وستحذف بعضاً منها وليس جميعها. وقالت إن الأولوية هي لحذف الحسابات الزائفة التي بها قدر كبير من التدوينات ولها عدد كبير من المتابعين. وصرحت مديرة الفريق الأمني في «فايسبوك» شابنام شايك «أجرينا تحسينات للتعرف على هذه الحسابات الزائفة بشكل أكثر سهولة عن طريق تحديد أنماط أنشطة محددة من دون تقييم المحتوى نفسه». ونشرت «فايسبوك» إعلانات على صفحات كاملة في أوسع الصحف الألمانية انتشاراً لتعريف القراء بطرق تحديد الأخبار الزائفة. وفي نيسان (أبريل) وافقت الحكومة الألمانية على مقترحات قوانين جديدة تجبر شبكات التواصل الاجتماعي على المشاركة في محاربة خطاب الكراهية على الانترنت وإلا واجهت غرامات تصل إلى 50 مليون يورو (53 مليون دولار). وتواجه «فيسبوك» ضغوطاً متزايدة من حكومات أوروبية تهدد بفرض قوانين جديدة إذا لم تتحرك الشبكة الاجتماعية سريعاً لحذف دعايا متطرفة ومحتويات أخرى غير قانونية. وتتعرض مواقع التواصل الاجتماعي ومنها «تويتر» و«يوتيوب» و«فايسبوك» للتدقيق أيضاً بشأن احتمالات استخدامها للتلاعب في الانتخابات العامة المقررة في فرنسا وألمانيا في الأشهر المقبلة.
مشاركة :