أدهشني ما رأيته في مصر أم الدنيا وهي تسبح في بحر من الدماء، سكبته أيدٍ خبيثة تحمل أفكارا مريضة، ليس لشيء إلا لإزهاق أرواح بريئة دون وجه حق. كم من طفل أو طفلة فقد قريبه، كما فقدنا في بلدنا الحبيبة السعودية قبل فترة وجيزة، إنها يد الإرهاب، قطعها الله قطعا لا تُجبر بعده أبدا. لقد تطاول هذا الفكر في مصر وغيرها، بسبب جماعات تُدعى «داعش» وأخرى «الإخوان» قاتلهم الله أينما حلّوا، ظهر حسن البنّا فأفسد، وظهر «داعش» فقتل، وظهرت جماعة الإخوان الإرهابية فحرّشت وتآمرت. أي دين هذا؟ لقد بعث الله نبيه برسالته ليكون رحمة، والدين الإسلامي لا يُقرّ كل تلك الأعمال الإرهابية. لقد تطاول هذا الفكر الضال وأصبح ظاهرة، لا تكاد عائلة تسلم منه، لماذا؟ لأنه متستر بلباس الدين. ظهرت إيران بحلة جديدة أيّام الثورة، فأقنعت شعبها بالتلبس بثياب الدعوة الإسلامية، فخدعت كثيرا من دول الشعوب العربية والإسلامية بلبس العمامة والعباءة وإعفاء اللحى وتشمير الثياب، وذلك لدغدغة مشاعر العالم الإسلامي، لينخرط في حبالها الواهية التي لا تمت إلى الدين بصلة، سوى أن تقلب المشاعر لدى الهمج ممن رضخوا لهذا التيار الكاذب. ظهر نصر الله في حزبه ذات يوم، وكان يشار إليه بالبنان، لماذا؟ لأنه كان يقول كلاما معسولا باسم الدين، والدين منه براء، لكنّ هؤلاء السذج كانوا ينظرون إليه لأنه ملتحٍ وذو عمامة، وعلامة فارقة يحسبونها لله ودينه، ودين الله منها براء. كل من خُدع بهذا المنظر، وكنا نتشاكس معه، وننهاه عن هذه الدغدغة من المجوس، وقف ذات يوم في وجهي وأخذ يصرخ أن هذا هو الدين. كلام لا ينبع إلا من نفس مريضة تشربت أفكارا سامة، لم توجد لها أمصال علاج في وقتها، فساحت في أروقة المدارس والجامعات دون سابق إنذار، فكانت الكارثة حتما، وأساليبهم تقول: من لا يفعل كذا فليس منا، فطعنوا الإسلام في خاصرته، وهو لا يعلم أن هؤلاء أبناؤه، لكنهم رضعوا وتربوا على أفكار المجوس أذناب إيران، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. اُثبتي يا مصر الجريحة، فأنتِ بلد العلم والعلماء، وأنتِ بلد الفن والفنانين، وليبق وجهك الجميل المشرق يستبشر خيرا. ولتعلمي يا مصر، أن وجهك الجميل لن يتشوه بفعل زمرة باغية تريد أن تزرع الرعب والخوف في هذا البلد الجميل، لكن مصر ستقول لهؤلاء البغاة: هيهات، فمصر الجميلة ستبقى أرض العلم والعلماء، أرض الفن والفنانين، أرض الإبداع، لا يضرها فكر متطرف أو جماعة إرهابية. فلتنعم مصر بالأمن والأمان «استوصوا بأهل مصر خيرا فإن بيننا نسبا وصهرا».
مشاركة :