شرفنا الصديق الدكتور عبدالعزيز السبيّل، بحضور دورة سمّاها (الوقوف الجماهيري) موجهة للإعلاميين والإعلاميات، ضمن برنامج تنمية القدرات الإعلامية، الذي تُقدّمه الغرفة التجارية بجدة مع الشريك الإستراتيجي جريدة "المدينة". تضمنت الدورة شرح مهارات متنوّعة المعاني والمفردات، سبق أن خاضها الدكتور السبيّل في تجربته في التعليم، قبل أن يتدثّر بعباءة الثقافة (وكالة وزارة الثقافة والإعلام)، وكان ممّا أبهج الجميع في هذه المناسبة أن مفهوم المسؤولية الاجتماعية لم يقتصر على المنشآت، بل أصبح لمشاركة الأفراد نصيب، حيث عثرتُ في مشاركته على ضالتي بحثًا عمّن يشاطرني هاجسًا كان وما برح ينازعني قلبًا وقلمًا، يتلخص في السؤال التالي: لماذا لا يشارك الأفراد بعلمهم ومعارفهم وخبراتهم، فمن حق المجتمع عليهم أن يفيد ويستمع إلى تجاربهم وخبراتهم. أقول هذا بالرغم من أنني خضتُ التجربة ذاتها غير مرة، وكنت في كل مرة أتوجّس خيفة من أن لا يحسن المتلقّون استقبال تجربتي وفشلي وأخطائي، بحجة أنها خبرات شخصية، ومن ثمّٓ فليس فيها من جديد يشدُّ الانتباه إليها، حتى جاء العزيز عبدالعزيز السبيّل ليخرجني من أسر هذه المحنة بمشاركته الحميمة. ليس من المجاملة ولا من المغالاة إذا ما قيل إن الدكتور السبيّل قد أبدع صنعًا، وهو يلملم شتات خبراته الأكاديمية والعمليّة، ليُتحف الإعلاميين مجدّداً بما حوته ذاكرته من فكر ومعرفة ورؤى للعقل والخيال. أعود إلى ذلك اللقاء (الوقوف الجماهيري) فأقول: إنه يضمُّ باقة من المهارات تجمع بين التكنيك والتدريب بأسلوب شيق من جهة، وبين تأمّلات فكرية من جهة أخرى عميقة الأغوار والمعاني والدلالات في حقول شتى من المعرفة، طرحها الدكتور الجليل (السبيّل) في قسمين هما: الأهداف تعريفًا وممارسةً وحراكًا، ثم العناصر ممارسةً وتطبيقًا، وقد كانت المعلومات سلسة في السرد، شيّقة في الطرح، وعميقة في المحتوى. وبعد؛ فالعطاء الذي استهل به الدكتور السبيّل مشوار التوثيق لعطائه الثري، كان بمثابة حديقة غنّاء حوت كل لون وقولٍ وحروف، فوّاحة بحرفة الأدب ونضارة الفكر وصهيل الإبداع، وأتمنَّى أن نشهد مستقبلاً برنامجًا موجَّهًَِا للإعلاميين يعرج على خبراته في التعليم والإعلام المتعدد الأدوار من الإذاعة والصحافة إلى الوزارة، وما بينهما وما بعدهما، وإنني لعلى يقين أن لديه الوقت والقدرة والنفٓس الطويل للعطاء. A.natto@myi2i.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (77) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain