ما أجمل أن تقضي أيام هذا الشهر الكريم بجوار الحرم المكي، أو الحرم المدني، حيث الأجواء الروحانية هنا لا تضاهيها أي أجواء في أي مكان في العالم. صلوات وخشوع وتدبُّر لآيات الذكر الحكيم، واستبشار بنفحات ربانية ورؤية الكعبة تشرح القلب الحزين، ويستشعر المؤمن عظمة هذا البيت العتيق، ويدعو الله وهو على يقين باستجابة دعوته كما أخبر الصادق الأمين. * أمّا المدينة النبوية فحدّث ولا حرج عن راحة القلب وسكينة الروح، وأنت في رحاب المسجد النبوي في كل مرة تقبل عليه، وكأنها أول مرة، وأنت متيقِّن بأن نبيّك عليه الصلاة والسلام بجوارك، تُسلِّم عليه، وروحه الطاهرة المباركة ترجع إلى جسده الشريف ليردّ عليك السلام، أي شيء أعظم من هذا الشعور؟! في مسجد قباء صلاة تعدل أجر عمرة، كم هو جميل هذا الاهتمام بتبريد ساحات المسجد الأول في الإسلام، فرحت كثيرًا عندما رأيتها، ولكن داخل أروقة المسجد مازال التكييف لا يتناسب مع الجموع الغفيرة التي ترتاده. وكم آمل من الجهات المعنية إيجاد حل سريع لوضع الأطفال؛ والافتراش الذي تمارسه بعض النساء من جنسيات مختلفة، تؤذي زوار المسجد من الرجال والنساء، كم أتمنى إيجاد حضانة للأطفال، ومنع لهذه الفئة من النساء التي تقصد المكان وكأنها في نزهة أو جلسة خاصة لا تليق بحرمة المكان والزمان. * في هذا الشهر الكريم توالت الأحداث على أمتنا، وقلوبنا تتألَّم لما يحدث لإخوتنا في كل بقاع الأرض من المستضعفين والمظلومين والمقهورين في زمن الفتن، لابد أن يعي المسلمون نهج نبيّهم عليه الصلاة والسلام، فلا يخوضوا فيما لا يعرفون عواقبه، ويلزموا ألسنتهم، ويكثروا من الدعاء واللجوء إلى الله. * كثر الحديث عن غلو الأسعار ومعاناة المواطن من ارتفاع الفواتير، وأقول نحن بحاجة إلى إعادة ترتيب أوضاعنا، فالأمر أصبح يحتاج للتدخل السريع فيما يتعلق بارتفاع الأسعار غير المقبول وتجاوز كل الحدود.. فكثير من التجار أصبحوا أنموذجًا للجشع البشري والنهم بطريقة مجنونة، وأصبح الأمر فوق طاقة الطبقة المتوسطة من المجتمع، فما بالنا بمن هم دونها. * نحن بحاجة إلى دعم قوي وتفعيل للمراقبة، وكذلك علينا التفكير في حال الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى والمتقاعدين، سأضرب مثلاً: فقط اليوم اشتريتُ من الصيدلية شرائح لقياس السكر في الدم، وأعطيت السائق مئة ريال، توقعت أنها لا تتجاوز هذه القيمة، وإذ بي أتفاجأ بأنها تجاوزت المئة بعشرين ريالاً، فوضعت يدي على رأسي مذهولة وتساءلت: كيف يمكن للفقير أن يشتري ثمن الدواء الذي غلا بشكل مجنون. * الأدوية والغذاء وكل مستلزمات الحياة اليومية أصبحت أسعارها مجنونة ولا يكفي راتب الطبقة المتوسطة لسداد قيمتها إطلاقًا. * كل ما يريده الإنسان العادي دعمًا ومحاسبة حقيقية لمن يُغالون ويُتاجرون في صحتهم وحياتهم. Majdolena90@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (65) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :