تطالعنا شاشات التلفاز عبر نشرات الأخبار بكل ما يسوء العين ويدمي القلب، لا ترى إلا دماء تُسفك على قارعة الطريق، وأشلاء مترامية هنا وهناك، ومناظر محزنة لمساجد تُحرق وبيوت تُهدم، ودور عبادة تُنتهك حرماتها. أتساءل ماذا حل بالبشر؟ أَكُلُ هذا يَتم من أجل السُّلطة والتحكُّم في البلاد والعباد، ولجمع أكبر قدر من الأموال والسيطرة على الخيرات، وتمسُّك بالدنيا بشكل عجيب ومخيف!! والله ما نراه اليوم لا يمت للإنسانية بصلة، ناهيك عن أن مَن يُمارسه ويُنفِّذه مسلمون، يقترفونه بدمٍ بارد، وحال الأمة على مرأى ومسمع من العالم بأسره، كيف لنا أن نطالب بحقوق شعب فلسطيني اغتُصبت أرضه من اليهود منذ زمنٍ طويل، أو شعب عراقي هُجِّر وضاعت هيبته ومكانته، وهذا الشعب السوري حاله لا يَخفى على أحد، ما بين تدمير وقصف وتشريد وضياع!! واليوم في مصر مأساة جديدة من نوعٍ آخر بفعل الإرهاب، أصبحت أحوالنا وهمومنا متنوعة كل قُطر يعاني معاناة مختلفة عن غيره، والنتيجة في النهاية تفكُّك ودمار وتشريد وضعف يتلوه ضعف. لا أعرف من أين نبدأ لحل مشاكلنا، وهل ما زال لدينا قدراً من الحكمة والعقل لمعالجة مشاكلنا، أم أن لغة العنف والدم هي الأقوى في هذا الزمن. الدمع في العين تحجّر في محاجرها، والقلب يدمي من الوجع من هول المصاب. إن كان للعدو علينا مدخل فبعضنا من فتح له الأبواب على مصراعيها، ليجد له بيننا مقاماً ومكاناً يرتع فيه، وهناك من يخون دينه ووطنه وأمته، لا يمكن لعدو أن ينتصر على مر التاريخ إن لم يجد من يُعاونه ويُناصره من الداخل، لنَعُد إلى قراءة التاريخ لنتعلم ونتعظ. لا نملك إلا الدعاء لكل مبتلى ولكل من شُرِّد ومن اغتُصبت أرضه وانتُهكت حرماته، وسُفك دمه، وهُدم بيته، أن يكشف الله ضرّه، وأن يصرف عنا وعنهم كل سوء في زمن الفتن العظمى التي حلت بالأمة، وإلى الله المشتكى. اللهم لا تُسلِّط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يخشاك، يا أرحم الراحمين لك العتبى حتى ترضى. Majdolena90@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (65) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :