هلّ هلالك يا رمضان | منى يوسف حمدان

  • 7/3/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

أجواء رمضانية تظللنا ورحمات تنتظرنا.. شوق وحنين ولهفة لأيامك ولياليك، صوم وصلاة وتلاوة قرآن آناء الليل وأطراف النهار. تراويح وتهجد، ذكر وعبادة، وخشوع وتذلل بين يدي الله، وصلة للأرحام وذوي القربى. رحم الله أصحاب البيوت العامرة بالحب والألفة والوداد، بيت العائلة الكبير الذي كنا نرتاده صغارا وكبارا، لنا موعد ليلة رمضان نذهب بمعية أمي رحمها الله لنسلم على الجد والجدة والعم والخال والعمة والخالة. رحم الله ذلك الزمان ورحم أهله وجعلهم في أعالي الجنان، مازالت العائلات في المدينة النبوية تحتفظ بعادة الإفطار الجماعي في اليوم الأول في بيت الكبير ولأنني مغتربة من عشرين عاما أشعر بحنين شديد لهذه اللمّة وهذه الصحبة، وأتذكّر كلمات أُمِّي رحمها الله التي كانت تطالبني بالعودة سريعاً لدار الأحبة، وكانت تدعو لي بدعوة جدي الذي ختم حديثه في آخر لقاء معي بقول النبي عليه الصلاة والسلام: (المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون). حافظوا على قربكم من أحبتكم، واجعلوا دياركم عامرة بكل حبيب وقريب، فالحياة قصيرة جداً وإن ذهب أحبابنا فلن يعودوا، لتبقى بيوتنا ملاذاً ومحضناً ومصدر سعادة وسكينة وطمأنينة. من أصعب الرسائل التي استقبلتها عبر الواتس تقول: عذرا رمضان فأمي ليست هنا.. أعلم أن الموت حق، ومحك الإيمان الحقيقي الرضا بالقضاء والقدر، لكن الله وحده من يعلم لوعة فراق الأم، وهو وحده مضمد الجراح ومخفف الآلام. نعلم أن أمواتنا هم في عالم البرزخ يشعرون بنا، وأرواحهم تحيطنا، ولولا أنهم في دار يعلمون ولا يعملون؛ ما كانت أطيافهم وأرواحهم تزورنا في منامنا. في أصعب مواقف حياتي أجد طيفك وأسمع صوتك، وأراك في منامي حبيبتي الغالية -أمي- إلى جنة الخلد يا أغلى الأحباب، وكل الدعوات لكِ في هذا الشهر الكريم بأن تعتلي درجات الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. في آخر رمضان قضيناه معاً تعلّمت منك كيف يكون إحسان الظن بالله، ويقينك بأنه سيُعطيكِ ما تتمنين ليريح لكِ قلبك، وكان لكِ ما طلبتِ وما تمنّيتِ قبل وفاتك. صِدق في التوكل على الله وثقة بالإجابة. حقاً أنتِ معلّمتي وملهمتي يا مدرسة كانت وما زالت تتمثل أمامي في الصبر والحلم وقوة التحمل والإيمان العميق بالله جل وعلا. ذكريات وأحزان ودموع وأفراح أعيشها في كل رمضان، مازلت أستمتع بطعم الدقّة المدنية التي لا أتذوق أطعم منها لأنها من صنع يديكِ أمي، بل مازالت رائحة المعمول الذي تخبزينه بيديك عالقة في ذاكرتي. أمّاه.. أسال الله لكِ نعيماً لا ينفد، وجنة عرضها السموات والأرض، ولولا نعمة الإيمان لتفطر قلبي كمدا على فراقك. أعلم يقينا أنك هناك تشعرين بنا، وأنك بإذن الله ورحمته تتنعمين في دار خير من دارك. أماه.. طبت حية وميتة. أماه.. رضاك عني وعن إخوتي غايتنا وهدفنا، كوني راضية عنا يا ست الحبايب. أبي يا نور حياتي وجنتي وفرحة قلبي.. كل عام وأنت بخير وصحة وعافية وأحبابك معكِ وحولك. كل عام وأهل بيتي والأحبة مجتمعون، والوطن بكل خير وأمن واستقرار، وطمأنينة ورخاء، كل عام وحبيب قلوبنا الملك عبدالله بخير وصحة وسعادة. كل عام نلتقي على مائدة الإفطار مجتمعين بقلوب عامرة بالحب تلهج ألسنتا بالدعوات الصادقة في لحظات الإجابة المباركة. كل عام وأمواتنا وأموات المسلمين تلحق بهم دعوات ورحمات وصدقات وطلب مغفرة ورحمة لهم. اللهم بارك لنا في رمضان وأعنّا على صيامه وقيامه، وتقبله منّا وأنت راضٍ عنا وعن المسلمين. Majdolena90@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (65) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :