معرض الكتاب العربي في إسكندنافيا يتحدى الصيغ الشائعة بقلم: عبدالله مكسور

  • 4/18/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

معرض الكتاب العربي في إسكندنافيا يتحدى الصيغ الشائعةفي مدينة مالمو ثالث أكبر المدن السويدية من حيث عدد السكان، تنطلق يوم العشرين من أبريل الجاري وعلى مدار أربعة أيام، فعاليات معرض الكتاب العربي الأول في إسكندنافيا، بمشاركة متنوعة من دور نشر عربية تتخذُ من الوطن العربي أو القارة الأوروبية مقراً لها، أربعة أيام تحتضنُ خلالها المدينة التي طالما كانت حصناً منيعاً على الساحل الفاصل بين السويد والدنمارك، برنامجاً ثقافياً يقدِّم فيه مثقفون عرب خلاصة تجاربهم في الكتابة السردية والشعرية.العرب عبدالله مكسور [نُشر في 2017/04/18، العدد: 10606، ص(14)]صورة مغايرة للثقافة العربية في أوروبا جهود ذاتية فردية من قادمين جُدُد إلى مملكة السويد، تقاطعَت مع أفكارهم مجموعة من المؤسسات التي تدعم العمل الثقافي، أدَّى هذا كلّه إلى ولادة فكرة تنظيم أول معرض للكتاب العربي في السويد، من 20 إلى 23 أبريل الجاري، ليكون في نسخته الأولى متَّخذاً من مدينة مالمو مركزاً لانطلاقته وسط حضور لافت من دور النشر والكتَّاب العرب. في ظل ما يتردد دائماً عن لا جدوى المعارض الخاصة بالكتاب العربي نظراً إلى عزوف الجمهور عن القراءة، نسأل الكاتب والصحافي عبدالحاج المشرف على البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض عن الجديد الذي يقدمه معرض مالمو لجذب القراء، ليقول إن الأمر في الفضاء الثقافي الأوروبي مختلف، لهذا يحاول القائمون على المعرض التخطيط بشكل استراتيجي على المدى الطويل، من خلال إشراك العاملين في القطاع الثّقافي، ضمن نشاطات المعرض من أجل تأمين تنمية الاستدامة في محاولةً لتوجيه طاقات القادمين الجدد من الشباب عبر تزويدهم بفرصة المشاركة في تصميم دورات تدريب تكون بحسب حاجاتهم، والتفاعل مع نظرائهم العاملين في القطاع الثقافي حول مسائل يمكن أن تساهم في نموّهم على الصّعيدين المهني والشخصي. لماذا مالمو السويدية؟ وماذا يعني معرض للكتاب العربي في الدول الإسكندنافية؟ توجهنا بهذا السؤال إلى عبدالحاج فقال إنَّ هناك 99 سببا لاختيار مدينة مالمو، لكن طريقة اختيار المدينة إشكالية بعض الشيء، حيث كان السؤال عن ماهية العلاقة بين الثقافة والمدينة ومن يصنع الآخر، هل المدينة هي التي تفرز الثقافات؟ أم أنه بإمكان الثقافة أن تحوّل المدينة إلى ذاكرة لا تُنسى عند زائريها؟ بمعنى آخر إن مدينة مالمو كما يراها عبدالحاج مدينة ديناميكية متفاعلة باستمرار مع مكوناتها، وقريبة جداً من الثقافات المقيمة في المدينة كافة، وهي علاقة إيجابية تجديدية تسعى دوماً إلى نقل الثقافة بصورتها الصحيحة، وفي هذا تحدّ للأنماط التقليدية للتعبير عن الثقافة العربية في بلد تشكل هذه الثقافة بوصفها فضاءً جامعاً نسبة ضئيلة من سكانه حيث لكل مدينة زمن.في تجربته الأولى يسعى معرض الكتاب العربي في دول شمال أوروبا لتطوير وتعزيز السياسات والممارسات الثقافية يؤكد عبدالحاج أنَّ مدينة مالمو معروفة بتجربتها الهامة مع الثقافة العربية بشكل عام وهذا الكلام ينطبق على عموم السويد في كل الأحوال، فهذه الأسباب مجتمعة رجَّحَت كفَّة إقامة المعرض في قاعة Baltiska Hallen. عن البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض يقول عبدالحاج “إن معرض الكتاب العربي في دول شمال أوروبا (السويد، الدنمارك، فنلندا، النرويج) اليوم يمر بتجربته الأولى ضمن مجموعة خطوات لاحقة لتطوير وتعزيز السياسات والممارسات الثقافية المرتبطة بالقطاع الثقافي، حيث تم الاعتماد في تصميم البرنامج الثقافي المرافق للمعرض على منهج استشاري تشاركي يتم تنفيذه بالاشتراك مع جهات فاعلة في المجتمع المدني السويدي ووزارات، منها مؤسسة ابن رشد التعليمية شبه الحكومية، إذ تتولى هذه المؤسسة ترتيب الأمور اللوجستية وتحضير البنية التحتية وكل ما يلزم لتنفيذ جميع النشاطات”. من جهة ثانية يلفت عبدالحاج إلى أن المعرض يقوم بالإشراف على تصميم وتنفيذ أنشطة ثقافية مبنية على الأولويات التي تم تحديدها إثر مشاورات واسعة النطاق مع دور النشر المشاركة منها منشورات دار المتوسط، ومنشورات دار هيغاس السويدية، ومع جهات فاعلة من المجتمع المدني، ومؤسسات معنية بالثقافة في القطاعين العام والخاص وغيرهما من القطاعات ذات الصلة في السويد ودول الشمال الأوروبي. أما عن الصعوبات التي واجهت المنظمين في رحلة الترويج للمعرض، يؤكد عبدالحاج أنّ الهدف من المعرض يكمن في استحداث نماذج من التّعاون والشراكة، تعالج قضايا مثل استقطاب مشاركة أكبر في النشاطات الثقافيّة وانخراط الجمهور بشكل عام والشباب بشكل خاص، هذا الهدف واجهه ضعف البروتوكولات لدى المؤسسات العربية المعنية بالثقافة، كما يقول، وهذا الحال أدى إلى ضعف إمكانية الوصول إلى القارئ العربي في أوروبا وحتى القارئ الأوروبي. من أبرز دور النشر المشاركة في المعرض منشورات المتوسط، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر، ودار مسكلياني، والشبكة العربية للأبحاث والنشر، والدار العربية للأبحاث والنشر “ناشرون”، والمكتبة العربية في مالمو، ومناهج التربية، ودار المشرق، ومنتدى العلاقات العربية والدولية، ودار الفكر، وغيرها. ويلتقي الجمهور مع ثلة من الكتاب والشعراء العرب الذين يوقعون إصداراتهم الأدبية ويشاركون في أمسيات ثقافية حوارية متنوعة، حيث يتواجد ربعي المدهون، ومفيد نجم، ونوري الجراح، ودنى غالي، وشاكر الأنباري، وإبراهيم الجبين، وغياث المدهون، وفجر يعقوب، وزينب الكناني، وآخرون.

مشاركة :