سوريون يؤسسون أول مكتبة عربية في أمستردام بقلم: عبدالله مكسور

  • 6/16/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

سوريون يؤسسون أول مكتبة عربية في أمستردامبالقرب من قلب العاصمة الهولندية أمستردام، وعلى ضفاف قناة مائية تنتشر الحياة على أطرافها، افتتحت مكتبة “صفحات” العربية فرعها الأول في القارة الأوروبية وسط حضور جماهيري عربي وهولندي، وقف الجميع أمام شعار مكتبة “صفحات” لحظة انطلاق المشروع الأول من نوعه، حيث توزَّعت الكتبُ العربية في مختلف الاتجاهات الفكرية والأدبية متضمنة أبواب التجنيس المتنوعة، لتكون في عرضِها محط أنظار الجميع، “العرب” حضرت الافتتاح ورصدت الحدث.العرب عبدالله مكسور [نُشر في 2017/06/16، العدد: 10665، ص(14)]الكتب تقدم صورة أخرى عن العرب في أوروبا إن قصة نشوء مكتبة “صفحات” جديرة بالحكاية، فالفكرة نضجت لدى مؤسس المشروع سامر القادري في العاصمة السورية دمشق قبل أن تنتقل معه عبوراً نحو الأردن ومنه إلى تركيا حيث حطَّ رحاله مُعلِناً عن مشروع ثقافي استقطبَ الأنظار إليه، لتكون مكتبة “صفحات” العربية في العاصمة التركية إسطنبول، فسحة ومضماراً واسعاً امتد عبر ثلاثة طوابق للثقافة العربية، هناك أرسى القادري الخطوات الأولى للحلم، فانتبه الآخرون إلى أهمية وجود مكتبة عربية تتوِّجُ علاقة تاريخية بين الثقافة العربية والتركية المتلاصقتين تقريباً، ولا بد من الإشارة أيضاً إلى أن وجود مكتبة “صفحات” في اسطنبول وضعَ تركيا على خارطة التوزيع أمام دور النشر العربية. مكتبة في أمستردام الفكرة التي نضجت في جغرافيا تصل آسيا بأوروبا، وجدَت طريقاً لها نحو القارة الأوروبية، فوصول القادري إلى هولندا وتواصله مع بعض الجهات الثقافية فيها جعلَا من تأسيس هذا المشروع في أمستردام أمراً ممكناً. عن هذا تقول أنابيلا بيرني مديرة صندوق دعم الفن في أمستردام، إن وجود مكتبة عربية في أمستردام أمر مهم للغاية، مهمٌّ للتنوع الذي تُعرَف به المدينة، وقدرتها على استيعاب الثقافات جميعاً في قالب واحد يحافظ على خصوصية كل منها، تتابع بيرني حديثها بأن تجربة مكتبة “صفحات” ستساهم في رفد المجتمع ككل بالكتاب العربي. من جهته قال سامر القادري صاحب ومؤسس المشروع “إن ‘صفحات‘ فكرة تفتح آفاقاً للعمل الثقافي، هي ليست فقط مكتبة بالمعنى الحرفي للكلمة، إنها مشروع متكامل، تؤمِّن الكتاب العربي في الفضاء الأوروبي وتكون في الوقت ذاته حيِّزاً لإظهار المواهب بين الواصلين حديثاً، فالبرنامج الثقافي يتضمن بشكل دائم عروضاً سينمائية لأفلام متنوعة، وحفلات موسيقية، وقراءات أدبية سردية وشعرية، وتوقيع إصدارات جديدة، وهذا بالضبط ما يحتاجه الواصلون حديثاً أو المقيمون قديماً في القارة الأوروبية عموماً وهولندا على وجه الخصوص”.أول مكتبة عربية في هولندا تعمل على تقديم الثقافة العربية بلسان أبنائها وأقلامهم ودحض فكرة الخوف من الآخر عن اختيار أمستردام يقول القادري إن هناك الكثير من العوامل التي أدت إلى اختيار العاصمة الهولندية، أولها وجوده شخصياً في تلك الجغرافيا، وثانياً سهولة الوصول إلى هولندا من كل أنحاء الدول الأخرى، فضلاً عن وجود طاقات إبداعية شبابية تبحث عن مكان يؤمن لها التعبير عن هذه الطاقات التي تختزنها. سؤال الهوية أسأل صاحب مكتبة “صفحات” عن صعود فكرة الخوف من الآخر، ودور الثقافة في تجسير الهوَّة بين عالَمَين، ليقول إن الخوف من الآخر نابع من الابتعاد عن هذا الآخر، الثقافة هنا قادرة على خلق جسور تواصل وفتح آفاق التعارف. يتابع القادري قائلا إن السوريين وصلوا حديثاً بالمعنى الجمعي إلى أوروبا، هم بحاجة إلى أن يتعرف عليهم المجتمع، يتعرف عليهم بشكل مباشر لا أن يراهم على شاشات الأخبار كلاجئين أومشردين أوهاربين من الحرب. الفكرة هنا قائمة على أن المخزون الثقافي الذي يحمله السوريون أينما حلوا قادرون من خلاله على نشر الحياة، أسأل القادري عن العقبات التي واجهته في تأسيس المكتبة ليقول إنه لا توجد عقبات حقيقية، هي مجرد إجراءات روتينية تم تجاوزها أمام رغبة الآخرين في وجود مثل هذا المشروع. الصحافي السوري جابر بكر يؤكد أنَّ وجود مكتبة عربية أمر هام على عدة مستويات، أولها خلق هذا الفضاء العربي بالدرجة الأولى بحيث يصبح من السهولة بمكان الوصول إلى الكتاب العربي، فضلاً عن سؤال الهوية، يقارب هنا بكر بين المهاجرين القدامى إلى هولندا مثلاً والواصلين حديثاً، الفئة الأولى وصلت اليوم إلى الجيل الثالث أو الرابع، وأغلب المنتمين إلى هذين الجيلين فقدوا جزءاً من هويتهم العربية، بينما القادمون حديثاً سيكون لهم مكان لتعزيز هذه الهوية بين أبنائهم بهدف الحفاظ عليها. في أركان المكتبة الواسعة، تتوزع طاولات صغيرة منثورة، تشكِّل في مجموعها المقهى الثقافي لمكتبة “صفحات”. وقد بدأت فعاليات البرنامج الثقافي عشية الافتتاح بعرض فيلم سينمائي للمخرج السوري غطفان غنوم، ثم ستتبع ذلك في مرحلة لاحقة مجموعة من الفعاليات وورشات العمل كما أعلن القائمون على المكتبة. تنوعت الكُتُب المعروضة حاملةً أسماء دور النشر العربية العديدة من المشرق والمغرب العربي، وتعدّدت مواضيعها بين الأبحاث والرواية والشعر والتاريخ إلى جانب قسم يختص بأدب الأطفال.

مشاركة :