بغداد: «الخليج»، وكالاتواصلت القوات العراقية، أمس، خوضها حرب الشوارع في قتالها من منزل لآخر في الحي القديم بمدينة الموصل مع دخول العملية العسكرية لاستعادة السيطرة على المدينة شهرها السابع، فيما ألقت طائرات عراقية آلاف المنشورات في الجانب الأيمن من المدينة، تضمنت توصيات للأهالي لتجنيبهم أي خطر أثناء العمليات العسكرية. وقتل عدد من الإرهابيين في هجوم غامض استهدف سجناً في منزل كبير في أطراف قضاء تلعفر غربي الموصل، في وقت أكدت الأمم المتحدة نزح حوالي نصف مليون شخص جراء معارك استعادة الموصل.وشوهدت سحابة كثيفة من الدخان فوق الحي القديم قرب جامع النوري الذي أعلن منه أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «داعش» قيام «دولة الخلافة» على مناطق من العراق وسوريا. وأمكن سماع تبادل كثيف لإطلاق النار وقذائف المورتر من الأحياء المقابلة للحي القديم عبر نهر دجلة الذي يقسم الموصل. وقال مسؤول إعلامي من قوات الشرطة الاتحادية إن قوات الشرطة «تخوض معركة صعبة من منزل لآخر مع مقاتلي داعش داخل الحي القديم». وأضاف أن الطائرات من دون طيار تستخدم بشكل مكثف لتوجيه الضربات الجوية ضد المتشددين المندسين وسط المدنيين. ويضع الجنود جامع النوري بمئذنته الشهيرة المائلة نصب أعينهم منذ الشهر الماضي لأن السيطرة عليه ستمثل انتصاراً رمزياً كبيراً على المتشددين. وقال متحدث باسم الشرطة إن الجنود يضيّقون الخناق على المسجد دون تحديد المسافة المتبقية. من جهة أخرى، قال مصدر محلي في محافظة نينوى، إن «هجوماً غامضاً استهدف سجناً داخل منزل سكني كبير في أطراف قضاء تلعفر غرب الموصل يضم من 15 - 20 مسلحاً منشقين عن تنظيم داعش جرى احتجازهم خلال الأشهر الأخيرة»، لافتاً إلى أن «الهجوم استخدمت فيه أسلحة كاتمة في عملية هي الأولى من نوعها». وأضاف، أن «المهاجمين قاموا بقتل ثلاثة من حراس السجن قبل اقتحامه وإطلاق سراح 7 من السجناء»، موضحاً أن «المطلق سراحهم أغلبهم يحملون جنسيات غير عراقية». وذكر مصدر محلي في محافظة نينوى، أن «مجهولين اغتالوا حسب الله القوقازي أو ما يعرف بالأمير القوقازي قرب منزله وسط قضاء تلعفر»، لافتاً إلى أن «المنزل الذي يسكنه القوقازي عائد لضابط أمن جرى الاستيلاء عليه بعد سيطرة داعش على تلعفر 2014». وتابع المصدر أن «الاغتيالات المتكررة لقيادات بارزة في داعش بتلعفر التي تعد ثاني أهم معاقل التنظيم بعد الموصل تدلل على وجود خلافات عميقة في هيكيلية التنظيم دفعت إلى توترات عميقة بين أقطابه وسط شكوك بأن بعض الاغتيالات هي بالأساس داخلية وتأتي في إطار التصفية للاستحواذ على المناصب».في غضون ذلك، نقل بيان عن ليز غراند منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في العراق قولها إن «أعداد المدنيين الذين يواصلون الهرب من مدينة الموصل مذهل». وأضافت: إن «أسوأ فرضية عندما بدأ القتال كان احتمال فرار مليون شخص من الموصل. وحالياً يبلغ عدد النازحين نحو 493 ألفاً». وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى بقاء حوالى نصف مليون آخرين تحت سيطرة الإرهابيين في الجانب الغربي من الموصل.
مشاركة :