.. وهذا الإجرام ضد الإنسانية نراه في أحقر حالاته عندما يستخدمه رئيس ضد شعبه، وهذا ما حصل في العراق أيام صدَّام حسين في مجزرة حلبجة، حيث ألقى على المدنيين العزَّل غاز الأعصاب ومواد كيماوية أخرى، فقتل (5000) من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وأُصيب ما يقارب (10000) من المدنيين، وقد مات الآلاف منهم في السنين التالية، جراء المضاعفات الصحية والأمراض والتشوهات الخلقية. ولعل أقرب هذه الجرائم زمنًا وأفظعها جُرمًا، ما قام به النظام السوري الحاكم ضد شعبه المسلم الأعزل في 21 آب 2013م، من هجوم كيماوي باستخدام غاز الأعصاب على غوطة دمشق وتعداها إلى ما جاورها من مدن وقرى، فبلغ عدد القتلى ما لا يقل عن 1300 من المدنيين معظمهم أطفال وشيوخ ونساء، و(6000) مصاب، حسب إحصاءات المشافي والنقاط الطبية في المنطقة. ولمَّا لم يجد النظام رادعًا من الدول الكبرى تمادى في غِيِّه، وأعاد الكرة في تموز 2013م، باستخدام السلاح الكيماوي بإلقاء غاز السارين على غوطة دمشق، قتل بسببه ما لا يقل عن (1500) شخص، عندها تحرك الرأي العالمي وطالب بإيقاف هذا السلاح، ولكن بعد وفاة كثيرٍ من الأبرياء. وأعتقد أنَّ ما حصل في السنوات الأخيرة من انتشار انفلونزا الطيور، وانفلونزا الخنازير، ووباء سارس، والجمرة الخبيثة، والسرطان في دول الخليج في أعقاب حرب العراق والكويت، كل ذلك لا يعدو أن يكون صُورًا من صُور الحرب البيولوجية البشعة. أمَّا إن سألت عن موقف الدول الكبرى التي ترفع شعار الإنسانية، والدفاع عن حقوق الإنسان خاصة المرأة والطفل، وأنَّها تعمل على مكافحة الإرهاب، والحد من استخدام أسلحة الدمار الشامل، فإنَّها غير صادقة وغير منصفة في قولها. فقد وقَّعت الدول الكبرى في عام 1925م، على (اتفاقية جنيف)، التي تحظر وتمنع من استخدام الأسلحة البكترولوجية في الحروب، بما في ذلك الغازات السامة وغيرها، ولقد أقرَّت 29 دولة هذه الاتفاقية، غير أنَّ الولايات المتحدة كانت من أكبر الممتنعين عن الانضمام لهذه الاتفاقية، وفي ديسمبر 1966م أصدرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة قرارًا ينص على ضرورة الالتزام ببنود الاتفاقية المذكورة، وبذلت بريطانيا جهودًا كبيرة وافقها عليها الاتحاد السوفيتي، وظلت أمريكا ممتنعة عن الانضمام لهذه الاتفاقية، حتى أعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون عام 1969م، استنكار الولايات المتحدة لاستخدام الأسلحة البيولوجية، وأمر بتدمير مخزون بلاده، هذا ما يظهر لكن من يعلم ماذا يجري في الظلام؟ خاصة في ظل الاتهامات المتبادلة بين الدول الكبرى حول ما يجري من اختبارات تطويرية على الأسلحة البيولوجية. لكن داهية الدَّواهي أنَّ الصهاينة، رفضوا الدخول في هذه الاتفاقية، ويظهر الانحياز الواضح، وغير المبرر من بعض الدُّول الكبرى، وعلى رأسها أمريكا التي تُجَرِّم كل دولة تمتلك هذه الأسلحة الفتَّاكة، وتفرض عليها العقوبات الصارمة، في حين أنَّها تركت للصهيونية العالمية حُرية تطوير هذا السلاح، ما يثبت أنَّهم شركاء في الخفاء. في ظل هذه الهجمات الماكرة، والنوايا الخبيثة، علينا ألاَّ نظل نتحلَّى بحسن النيَّة مع العدو المُتَلوِّن، بل نعمل بمقولة: "لست بالخب، ولا الخب يخدعني"، فإنْ حُظر علينا استخدام هذه الأسلحة وتطويرها، فإنَّ علينا أن نتسلح بالإيمان قبل كل شيء، ثم نعمل جاهدين على تطوير الطُّرق الدفاعية والوقائية منها، وقبل ذاك تقوية أواصر التضامن والاتحاد العربي والإسلامي وإلاَّ لن تقوم لنا قائمة. d.najah-1375@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (49) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :