«تجارة الرصيف» تنشر التلوث وتشوه المظهر الحضاري بالكورنيش

  • 4/20/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تحول الكورنيش إلى ساحة مفتوحة للباعة الجائلين في أيام العطلات والأعياد والمناسبات ظاهرة، وبات أشبه بسوق مفتوح للبضائع والمأكولات والمعلبات والفواكه التي تشوه الأرصفة وتضيق على المارة، وتخلف العديد من الظواهر السلبية أقلها ضرراً هي أكوام النفايات والحاويات التي تترك في تلك المواقع بعد انتهاء فترة البيع اليومي. وأصبح تنظيف الكورنيش من بقايا أعمال البيع والشراء عبئاً على عمال النظافة، إلى جانب الأضرار الاقتصادية الناتجة عن اتجاه كثيرين للتجارة والبيع على الأرصفة، وترك المحال التجارية الرسمية لتجنب دفع الرسوم البلدية، ورسوم إيجارات المحال التجارية وغيرها، إضافة إلى مخالفة عدد من هؤلاء لنظام الإقامة والعمل وضعف الرقابة على منتجاتهم وعدم مأمونية المواد المباعة على الرصيف. وأكد مواطنون لـ «العرب» أن الكورنيش بات هدفاً لدى الباعة الجائلين الباحثين عن تسويق ما لديهم من منتجات وسلع، محذرين من مخاطر هذه السلوكيات على سمعة ومكانة هذه البقعة الحيوية التي يقصدها معظم الزائرين للدوحة، لافتين إلى أن تجارة الرصيف باتت رائجة لدى كثيرين، كما أصبحت ظاهرة مزعجة أخذت في الانتشار والتوسع في السنوات الأخيرة. وطالبوا بضرورة تحرك الجهات المعنية لمنع تفاقم حجم الظاهرة ومن يقف وراءها، ومن يساعدها على الانتشار، أو من يقدم لها التسهيلات، وتطهير الكورنيش من هذه التجارة التي يمارسها باعة جائلون للحد من المخاطر الصحية والبيئية لهذه الظاهرة. وأكد باعة جائلون إنهم يقدمون خدمات سريعة ومباشرة للجمهور لافتين إلى أهمية تلك الخدمات لزوار الكورنيش، ولفتوا إلى أن كل المنتجات التي يبعونها منتجات تناسب نوعية الزوار. واستبعدوا أن يكونوا سبب في الاساءة إلى رواد الكورنيش أو تلويثه، وأوضحوا إن اقبال الزوار على الشراء منهم دليل على مصداقيتهم النعيمي: تلوث بيئي وتهديد للصحة قال راشد النعيمي: «إن انتشار الباعة الجائلين بكورنيش الدوحة، يعمل على تشويه الصورة الحضارية للكورنيش، وإتاحة الفرصة أمام تهديدات تتعلق بانتشار التلوث البيئي المهدد للصحة العامة نتيجة تراكم المخلفات الناجمة عن البيع والشراء والتي تسيء إلى جمال الكورنيش، موضحاً أن البعض يقومون بإلقاء المخلفات في مياه البحر، ما يسمح بامتداد رقعة التلوث بالكورنيش الذي يعد من الأماكن التي تحظى بتواجد عدد كبير من الأسر والسياح الذين يجدون فيه مكاناً لائقاً للاستمتاع بالأجواء والمناظر المميزة، منوهاً بأن هذه المخلفات تشوه المظهر العام، وتهدد البيئة». وأضاف: «أن الكورنيش يستقطب الأسر خاصة في نهاية الأسبوع، حيث يقومون بحمل طعامهم وشرابهم والجلوس أمام البحر لإراحة نفوسهم، في ساعات الصباح الأولى وبعد غروب الشمس، كما يعتبر الكورنيش مقصداً لهواة رياضة المشي والجري، ولا يصح أن يتحول إلى مكان للبيع والشراء، ونشر التلوث». وطالب بضرورة القيام بوضع أو تركيب سلال للقمامة، حتى لو كانت ذات حجم صغير، فسيكون لها مردود إيجابي، باعتبار أن الشخص المار عندما ينظر إليها نظيفة، يستحي فلا يفكر في رمي المخلفات على الأرض، بل داخل هذه السلال، موضحاً أن هذه الخطوة تدفع الآخرين إلى التعامل الإيجابي في التخلص من النفايات من أكواب وعبوات بلاستيكية، وغيرها من المخلفات البسيطة التي تنتشر على الكورنيش، داعياً إلى ضرورة رفع مستوى الوعي وتعاون الجميع، حتى تكون جميع متنزهات الكورنيش نظيفة وجميلة. العلي: ممارسات خاطئة تستدعي المساءلة أكد المواطن غانم العلي ضرورة تفعيل وتكثيف الحملات المتخصصة لمواجهة ظاهرة الباعة الجائلين من محترفي البيع بالكورنيش، لافتاً إلى ضرورة وضع لافتات تحذيرية بعدة لغات تفيد حظر ممارسة البيع والشراء بامتداد الكورنيش للوقاية من مخاطر اقتصادية وصحية وبيئية، وقال: «يجب التوعية بمنع تجارة الرصيف وتوقيع عقوبات رادعة على المخالفين، وأن تكون شاملة في جميع الوسائل الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة». ودعا إلى أهمية التنسيق بين الجهات المعنية لوقف هذه السلوكيات الخاطئة التي تشوه المظهر الحضاري للكورنيش وتحمل أضراراً صحية وبيئية واقتصادية كبيرة، لافتاً إلى أهمية تكثيف الحملات التوعوية، وردع المخالفين، وأن يعمل كل مواطن على الإبلاغ عن تجار الأرصفة ليس في الكورنيش وحده، وإنما في كافة أنحاء الدوحة وباقي المدن بالدولة. بائعون لـ «العرب»: نوفر احتياجات الزوار .. ولا ندفع إيجارات مرهقة التقت «العرب» بعدد من تجار الأرصفة للوقوف على مشكلة احتلال الأرصفة وتحويلها للاستثمار لحسابهم الخاص ومحاولة معرفة الدوافع الرئيسية وراء إصرارهم على مخالفة الأنظمة.. وأكدوا أنهم يعملون جائلين في هذه المواقع التي لا تتطلب دفع إيجارات ولا موافقة ولا تراخيص مسبقة، لافتين إلى أن البيع بالكورنيش قريب من الزبائن الذين يتوافدون بكثرة، ما يخلق فرصاً للربح السريع ودوافع للاتجاه للبيع بالرصيف، وأضافوا أنهم يقومون بتلبية طلبات رواد الكورنيش من الباحثين عن سلع متنوعة من ملابس وأطعمة وكماليات، ويجدونها على الرصيف، ما يعد سبباً رئيسياً في التمسك بهذا العمل، الذي لا يكلفهم إيجاراً شهرياً، ويدر عليهم دخلاً كبيراً. وأكدت مجموعة أخرى من الباعة الجائلين العاملين بالأرصفة أنهم يعانون في البحث عن فرص عمل مربحة، وأنهم وجدوا ضالتهم على الرصيف، وأنشؤوا مشاريعهم الخاصة التي أصبحت تدر عليهم دخلاً كبيراً دون رقيب، ودون أن يدفعوا أي مقابل، لافتين إلى أنهم يجهلون عقوبات ممارسة البيع والشراء دون ترخيص.;

مشاركة :