حين كان العالم الصناعي وبالأخص البتروكيماوي يحتضر إبان الأزمة المالية العالمية التي فتكت باقتصاديات أقوى الدول، صمدت المصانع السعودية بقوة ولم تستكن لهذا التيار الجارف، وبدلاً من سن الخطط العاجلة للتراجع والتقهقر ووقف الانتاج والاغلاق، شرعت المصانع السعودية بشن الخطط العاجلة للتوسع وزيادة الانتاج، مما أضاف لاقتصاد المملكة قوة هائلة حين انقشاع الأزمة والتي كانت حينها الدول تعيش مرحلة التشافي والانعاش وإعادة التوازن، بينما المصانع السعودية ولا سيما التي بالجبيل الصناعية تعيش مرحلة القوة بشروعها بناء مصانع جديدة ساهمت برفع إجمالي حجم الاستثمار الصناعي إلى نحو نصف ترليون ريال. هذا ما أكده صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الذي أشار ل"الرياض" مساء الثلاثاء إلى ما تتمتع به المملكة من امن واستقرار وبيئة استثمارية خصبة الامر الذي عزز مكانة الاقتصاد السعودي ومكنه من الصمود على الرغم من الهزات الكبيرة التي تعرض لها الاقتصاد العالمي وما تحقق في مدن الهيئة الملكية من انجاز عظيم جاء نتيجة للدعم الكبير والمتابعة المستمرة من لدن القيادة وعلى رأسها خادم الحرميين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود، مشيراً إلى أن حجم الاستثمارات بالجبيل وينبع ارتفعت إلى 900 بليون ريال واغلبها تحقق اثناء الأزمة العالمية حيث وجد المستثمرون المكان الآمن في المملكة والمستقر إضافة الى الدعم الكبير الذي تقدمه حكومة المملكة ممثلة بالهيئة الملكية من خلال مشاريع البنية التحتية التي تواصل تهيئتها للمستثمرين، هذا بخلاف مشاريع مدينة راس الخير التي تحتضن أكبر مشاريع التعدين والفوسفات والألمنيوم في العالم بحجم استثمارات تقدر بنحو 100 ريال. جاء ذلك خلال استقبال سموه للوفد الدبلوماسي الذي يضم أكثر من 80 سفيراً وعدداً من رؤساء البعثات والمنظمات الدولية المعتمدين لدى المملكة، ضمن برنامج زيارتهم الشامل لمدينة الجبيل الصناعية الذي نظمته وزارة الخارجية، ونفذته الهيئة الملكية، حيث شدد سموه في لقاء معهم بما تحظى المملكة من مكانة عالمية مرموقة على مختلف الاصعدة وما تتمتع به من علاقات وطيدة مع كافة دول العالم. وعلى غرار اللقاء التقت "الرياض" بعدد من السفراء حيث قال القائم بأعمال السفارة الإيرانية لدى المملكة إبراهيم نوروزي لقد استمتعنا بالاطلاع على الصورة الجديدة المتطورة للملكة العربية السعودية وخاصة النهضة الصناعية بالجبيل الصناعية التي بهرتنا وجميعاً ونتمنى المزيد والمزيد، وحول العلاقات السعودية الإيرانية في قطاع الصناعات البتروكيماوية، قال في الحقيقة تشهد ايران تطوراً مطرداً في قطاع البتروكيماويات على غرار تطور قطاع البتروكيماويات السعودي متمنياً علاقات أرحب في هذا المضمار بين البلدين مشيراً إلى احتلال إيران مراتب متقدمة في التصنيف العالمي للصناعة البتروكيماوية ان لم تكن في المرتبة الثانية على المستوى العالمي وخاصة في صناعة الميثانول وغيرها من المنتجات. ومن جهته أبلغ "الرياض" سفير دولة الأوروجواي كارلوس مورا عن رغبة بلاده في إقامة علاقات تجارية وصناعية كبيرة بين البلدين على غرار علاقة المملكة مع بعض دول القارة الجنوب أفريقية، مشيراً إلى ان العلاقات التجارية والصناعية حالياً ليست كبيرة ملفتاً إلى محاولات تبذل حالياً من الجانبين لتحفيز النشاطات التجارية والصناعية وهمم المستثمرين والشركات الى مستويات أعلى من النمو بما يعود بالنفع والخير على الشعبين الصديقين، مؤكداً بأن المبادلات التجارية والصناعية إلى هذه اللحظة ليست قوية وهو يسعى شخصياً لتنشيطها بشتى السبل والامكانات، وقال يسعدنا كثيراً أن نرى قوة المملكة تنمو دوماً في القطاع الصناعي. ومن جهته أبدى السفير التركي يونس دميرار ارتياحه للتطورات الهائلة التي حققتها المملكة في صعيد الصناعات البتروكيماوية مشيراً الى المساعي الحثيثة بين البلدين لتصعيد حجم التعاون المشترك بين البلدين مشيراً إلى نمو حجم التبادل التجاري والصناعي بين البلدين وبزوغ علاقات قوية في صعيد الصناعات البتروكيماوية بين الصناعات السعودية والتركية التي من شأنها تصعيد التلاحم بين البلدين.
مشاركة :