تشير نتائج دراسة حديثة نشرت في المجلة العالمية للمستحضرات الصيدلانية، إلى إمكانية علاج سرطان الثدي من خلال الاستهداف المباشر لخلاياه من خلال إيصال الدواء إليها بواسطة جسيمات متناهية في الصغر.وتوصل الباحثون من جامعة برادفورد بالمملكة المتحدة، بقيادة البروفيسور محمد التناني، إلى طريقة علاجية جديدة وهي قسم، أو شظية من البروتين (الببتيدات) تعمل على وقف البروتين المنظم الذي يطلق عليه اختصاراً RAN والذي يعزز انقسام الخلايا السرطانية وتكاثرها، وهو بروتين ارتبط ارتفاع معدلاته بنمو الأورام الخبيثة الشرسة وانتشارها، ومقاومتها للعلاج الكيماوي، وضعف نتائج العلاج في العديد من حالات السرطان، بما فيها سرطان الثدي ثلاثي السلبية. وتمكن الباحثون باستخدام بوليمر قابل للتحلل من تصنيع أجسام نانوية (متناهية في الصغر) لتعبئتها بالببتيدات، بعد أن تمت تجربة العديد من المواد الأخرى، ولكن وجد أن ذلك البوليمر يحافظ على الببتيدات بكفاءة، وعند تجربة تلك الجسيمات الحاملة للببتيدات على خلايا مختبرية لأنسجة سرطان ثدي من النوع ثلاثي السلبية، وجد أن تلك الخلايا استقبلت الدواء بنشاط، وتراجع معدل نموها نتيجة ذلك، وتوقفت عن التكاثر، وفي غضون 24 ساعة قضى الدواء على ثلثي تلك الخلايا؛ ووجد من ناحية أخرى أن إضافة الببتيد مباشرة، أو إضافة الأجسام النانوية من دون الببتيد لا يؤثران في الخلايا السرطانية، التأثير فقط للاجسام النانوية الحاملة للببتيدات؛ ووجد الباحثون تفصيلاً أن الببتيدات تقضي على الخلايا السرطانية بالطريقة ذاتها التي توقعها النموذج الحاسوبي، أي أنها تمنع نشاط RAN من خلال وقف الجين منظم تكثف الصبغيات(RCC1)؛ ولجأ الباحثون في السنوات الأخيرة إلى استخدام تلك التقنية في العلاجات المختلفة، لأنها تسمح لهم بالتحكم في الجزيئات التي تصغر حجم الخلية. وبحث العلماء في مثبط آخر للبروتين RAN ووجدوا أن دواء مستخدماً لغرض آخر يقوم بذلك، وقد تجاوز مرحلة التجارب السريرية الأولية لعلاج سرطان الثدي، والرئة، وهو الآن في مرحلة التجارب السريرية النهائية.
مشاركة :