متابعة - صفاء العبد: سيكون نهائي النسخة الرابعة لكأس قطر لكرة القدم "كأس العز والفخر" مختلفاً عن نهائي النسخ الثلاث السابقة، فبعد أن ظلّ هذا النهائي ذا صبغة عسكرية، بسبب احتكار فريقي الجيش ولخويا التواجد عنده طوال الجولات السابقة، اختلفت الصورة هذه المرّة ليكون السد هو من يواجه الجيش في القمة المرتقبة والكبيرة المقرّر أن تجمع بينهما يوم السبت المقبل على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد. وإذا ما كان فريق الجيش قد أثبت حتى الآن تخصصه بهذه البطولة التي سبق أن توّج بلقبها مرتين وحلّ وصيفاً في الأخرى فإن السد صاحب الإنجازات القياسيّة التاريخيّة في مختلف البطولات، يسجل أول حضور له فيها، وهو يطمح بكل تأكيد لإضافة اسمه إلى لوحة الشرف الذهبيّة لهذه البطولة الكبيرة التي تجمع بين فرق المربع الذهبي لدوري نجوم قطر. وعندما نقول إنه صاحب الإنجازات القياسية التاريخية فذلك لأن السد هو من ينفرد بتتويجه بأكبر عدد من الألقاب في تاريخ بطولاتنا المحلية إلى جانب ما حصده خارجياً أيضاً من خلال إحرازه للقب بطولة آسيا مرتين، فعلى المستوى المحلي كان السد قد حصل على لقب بطولة الدوري (13) مرة وهو أمر لم يحققه غيره وهو يبتعد في ذلك عن أقرب ملاحقيه وهو الريان بفارق خمسة ألقاب، وإلى جانب هذا الحصاد الكبير على مستوى الدوري كان السد قد انفرد أيضاً في كونه قد نجح في الحصول على لقب أغلى البطولات في كأس سمو الأمير (15) مرة وهو ما لم يحققه غيره أيضاً إضافة إلى فوزه بلقب بطولة كأس سمو ولي العهد خمس مرات، وها هو يضع قدمه الآن عند نهائي البطولة المستحدثة، بطولة كأس قطر التي كانت قد انطلقت لأول مرة في الموسم 2013 / 2014، أملاً في أن يتوّج بلقبها أيضاً ليكون بذلك جامعاً لكل الألقاب في مختلف البطولات. أما بالنسبة إلى الجيش، الطرف الثاني في النهائي المرتقب لهذه النسخة من البطولة، فإنه كان قد أكد تخصصه بهذه البطولة تحديداً حيث لم يسبق له الفوز بأي لقب غيره منذ تواجده بين الكبار لأول مرة في الموسم 2012 / 2013 وهو الموسم الذي حصل خلاله على لقب البطولة الملغاة التي كانت تحمل اسم بطولة كأس نجوم قطر التي كانت قد استمرّت على مدى خمسة مواسم فقط. وفي الحقيقة فإن بلوغ السد والجيش لنهائي هذه النسخة من البطولة لم يكن سهلاً أبداً، فعلى الرغم من أن السد كان قد حقق فوزين كبيرين على الريان في دوري هذا الموسم عندما تغلب عليه بخماسيّة نظيفة ذهاباً وبأربعة أهداف لهدف إياباً إلا أنه عانى كثيراً أمامه في الدور نصف النهائي لهذه البطولة قبل أن يخرج فائزاً بثلاثة أهداف لهدفين، فمع أنه كان قد أنهى الشوط الأول بثلاثيّة نظيفة وبسيطرة واضحة إلا أنه لم يكن كذلك في الشوط الثاني الذي شهد هيمنة ريانيّة شبه مطلقة سجل من خلالها هدفين وكان يمكن له أن يقلب النتيجة تماماً لولا التسرّع وضعف التركيز وتوتر الأعصاب في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، الأمر الذي حرمه من فرصة التواجد لأول مرة في نهائي هذه البطولة مثلما حرمه من فرصة التعويض لفقدانه لقب بطولة الدوري التي سبق أن توّج بطلاً لها في الموسم الماضي. أما بالنسبة إلى الجيش فإن ما قدمه في مباراة نصف النهائي يستحق عليه كل الإشادة حيث نجح في قلب كل التوقعات التي راهنت قبل كل شيء على الجانب المعنوي إذ وجد الكثيرون أن قرار دمج النادي بنادي لخويا كان لا بد أن يؤثر سلباً على الروح المعنوية للاعبي الفريق ويقلص من اندفاعهم ويحدّ من طموحاتهم وربما يجعل منهم فريسة سهلة لفريق كبير مثل لخويا الذي كان قد توّج قبل أيام قليلة فقط بطلاً لدوري نجوم قطر لهذا الموسم، غير أن الذي حدث كان مغايراً تماماً لكل تلك التوقعات إذ قدّم الجيش واحدة من أفضل وأجمل مبارياته وهو ما مكنه من التقدم بهدفين نظيفين قبل أن يدرك لخويا التعادل الذي جعل الكثيرين يذهبون إلى تلك الحقيقة التي تقول إن الفريق الذي يتأخر بهدف أو اثنين وينجح في إدراك التعادل سيكون هو الأقرب إلى الفوز في المباراة، أما الذي حدث فهو أن الحسم كان لمصلحة فريق الجيش وبهدف قاتل جاء في الرمق الأخير من عمر المباراة وتحديداً في الدقيقة التسعين منها ليخطف بذلك بطاقة التأهل المستحق إلى النهائي الكبير للمرة الرابعة على التوالي. وبعد هذا الذي حققه الجيش في مباراة يوم الجمعة الماضي يكون من الطبيعي أن يعود الجميع لإعادة حساباتهم وبالتالي الوصول إلى تلك القناعة التي تقول إن مباراة السبت المقبل لن تكون سهلة أبداً بالنسبة إلى كلا الفريقين لا سيما بالنسبة إلى السد الذي سيكون في مواجهة فريق يلعب بروح قتالية سعياً لإثبات جدارته ومن ثم ترك بصمة مهمة له في آخر موسم له بعد قرار دمجه بنادي لخويا الذي سيلعب مستقبلاً بمسماه الجديد نادي الدحيل. من هنا نقول إننا سنكون أمام مباراة من العيار الثقيل، مباراة تجمع بين فريقين يتمسكان بفرصتيهما بكل قوة، فبقدر ما يسعى السد لأن يكون له حضوره في القائمة الذهبيّة للبطولة لأول مرة بقدر ما يتطلع الجيش لمواصلة المشوار في دفاعه عن لقبه وتأكيد تخصصه باللقب الذي سبق أن توّج به مرتين في ثلاثة مواسم فقط.
مشاركة :