القاهرة (الاتحاد) من النادر أن ينجح أي مدير فني في حصد بطولة كبرى خلال موسمه الأول مع أي فريق، حيث يحتاج المدرب عادة إلى فترة من الوقت ليمسك بزمام الأمور تماماً. ولأن البريميرليج خلال مواسمه السبعة الأخيرة لم يقدم بطلاً لمرتين متتاليتين، في حين أن المنافسة في باقي البطولات الأوروبية تكاد تكون محسومة مثلما هو الحال بين الريال والبرسا في الليجا، وكذلك التفوق الكاسح لكل من بايرن ميونيخ في البوندسليجا وكذلك يوفنتوس في الكالتشيو، فتتجه الأنظار هذا الموسم إلى الإيطالي أنطونيو كونتي الذي يبدو قريباً للغاية من إعادة تشيلسي إلى منصات التتويج خلال موسمه الأول كمدير فني للبلوز، وإذا فعلها كونتي فلن تكون تلك هي المرة الأولى، حيث سبق له أن قاد يوفنتوس الإيطالي إلى حصد لقب الكالتشيو في موسم 2011/2012 في خطوته الأولى مع فريق السيدة العجوز ! وفي حالة فوز كونتي بلقب البريميرليج مع تشيلسي في محاولته الأولى، فلن يكون هذا الأمر غريباً على المدربين الإيطاليين، فلا تزال معجزة ليستر سيتي في الموسم الماضي حاضرة لا تغيب عن الأذهان والتي نجح فيها الثعالب في حصد لقب الدوري الإنجليزي للمرة الأولى في تاريخه، وسط عمالقة الكرة الإنجليزية تحت قيادة الإيطالي المخضرم كلاوديو رانييري في تجربته الأولى أيضاً مع ليستر ! ويذكر التاريخ الحديث عدة نجاحات كبرى لأبرز مدربي العالم الحاليين خلال موسمهم الأول مع بعض الفرق، منهم الإسباني بيب جوارديولا الذي أعاد برشلونة أيضاً إلى منصات التتويج الكبرى في خطوته الأولى مع البرسا في موسم 2008/2009 بعد غياب عامين عن الفوز بلقب الليجا، وكذلك دوري أبطال أوروبا، ومع أولى لمساته التدريبية بين جدران القلعة الكتالونية نجح بيب في قيادة البلوجرانا إلى ثلاثية تاريخية هي الأولى في تاريخ الكرة الإسبانية بعد الفوز بالدوري والكأس ودوري الأبطال الأوروبي في موسم واحد كان الأول لجوارديولا، وليصبح بعدها أصغر مدرب يفوز بلقب دوري الأبطال في التاريخ. ويعد البرتغالي جوزيه مورينيو، أحد أفضل المدربين في العالم القادرين على تحقيق الألقاب الكبرى منذ لمساته الأولى مع أي فريق، ويكفي ما فعله مع تشيلسي في موسمه التدريبي الأول 2004/2005 عندما قاد البلوز للتتويج الأول بالبريميرليج بعد غياب دام 50 عاماً، وسط تحقيق العديد من الأرقام القياسية بحصد أكبر عدد من النقاط، وبأقل عدد من الأهداف في مرماه آنذاك، ثم أتبعه بلقب الدوري الثاني في الموسم التالي له أيضاً ليضع الفريق اللندني مجدداً وبكل قوة على خريطة الكبار في الكرة الإنجليزية، ثم عاد ليسجل هذا الإنجاز مرة أخرى مع إنترناسيونالي الإيطالي في موسم 2008/2009، حيث حافظ للنيرآتزوري على لقب الكالتشيو، إضافة للفوز بكأس السوبر المحلي هناك قبل أن يسجل الثلاثية التاريخية مع الأفاعي في الموسم الثاني مباشرة. ونعود إلى إسبانيا وبرشلونة مرة أخرى ليروي التاريخ الحديث عن نجاح كبير جداً للإسباني لويس إنريكي بعد قيادته البرسا نحو الثلاثية الكبرى في موسمه الأول 2014/2015، حيث استطاع إعادة البلوجرانا مرة أخرى للفوز بلقب الليجا بعد غياب موسم واحد وكذلك الكأس الإسبانية بعد ثلاث سنوات، ونفس الأمر مع دوري الأبطال الأوروبي الذي ابتعد عن خزينة البرسا حينها طيلة ثلاثة مواسم. ولازلنا في إسبانيا لكن هذه المرة مع الغريم الملكي ريال مدريد، الذي حقق معه زين الدين زيدان فوزاً تاريخياً في دوري أبطال أوروبا في تجربة الفرنسي التدريبية الأولى في الموسم الماضي 2015/2016، قبل أن يقود الميرنجي إلى الفوز بلقبي السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية بعد شهور قليلة من توليه مهمة القيادة الفنية. أخيراً لا يمكن تجاهل ما حققه الإيطالي روبيرتو دي مايتو مع تشيلسي بعد شهرين فقط من تولي مهمة تدريب البلوز في موسم 2011/2012، حيث نجح دي مايتو في اقتناص لقب دوري أبطال أوروبا من بين براثن بايرن ميونيخ داخل عرينه في أليانز آرينا،، ويأتي أيضاً كارلو أنشيلوتي ضمن الفئة الرفيعة المستوى بعد الفوز بلقب البريميرليج مع تشيلسي في موسمه التدريبي الأول 2009/2010 وأضاف معه كأس الاتحاد والدرع الإنجليزية قبل أن يحقق نجاحاً مماثلاً مع ريال مدريد الإسباني في موسم 2013/2014 عندما قاد الملكي للفوز باللقب العاشر في دوري الأبطال، وكذلك كأس إسبانيا والسوبر الأوروبي، ولا يُنسَى التشيلي مانويل بيليجريني عندما قاد مانشستر سيتي في موسمه التدريبي الأول 2013/2014 لاستعادة لقب البريميرليج بعد غياب موسم واحد فقط، ليكون اللقب الثاني للسيتيزن خلال الحقبة الأخيرة، وسجل بيلجريني العديد من الأرقام القياسية مع البلومون على مستوى نسبة الفوز وعدد الأهداف المسجلة في هذا الموسم.
مشاركة :