خالد الحطاب وحوراء الوائلي | هل الجهات المعنية «دولة داخل الدولة»، وهل من المنطقي أن تظل كرة المسؤولية تتدحرج في كل أزمة تحدث، من دون الوقوف على المتسبب الرئيسي في الخلل؟ كل هذه الأسئلة وغيرها فرضت نفسها أمس، مع تفاقم ظاهرة نفوق الأسماك، واتساعها على مدى أكثر من منطقة، وفيما خرجت الهيئة العامة للبيئة عن صمتها مؤكدة أن «وزارات الأشغال والكهرباء والزراعة والداخلية متهمة» في تلويث جون الكويت، ومن ثم سكب مواد ضارة بالبيئة البحرية. وحذرت الهيئة من أن التلوث البحري يفوق المعدلات الطبيعية بأكثر من 23 ضعفاً، مشيرة إلى أن الفوسفات والمواد الهيدروكربوينة ومياه المجاري غير المعالجة تغرق الجون. كما أظهر التقرير البيئي الخاص بمسوحات الجون للوقوف على ملابسات النفوق، والذي حصلت القبس على نسخة منه، عودة ظاهرة «المد الأحمر» قرب مدخل ميناء الشويخ وداخله بنسب عالية، ما نتج عنه سموم عصبية تتسبب في نفوق الأسماك والكائنات الأخرى إضافة إلى أنواع أخرى من الهوائم. ومن جانبها تحركت وزارة الكهرباء أمس معلنة على لسان وكيلها م. محمد بوشهري عن تشكيل لجنة تحقيق لدراسة ما ورد في بيان الهيئة العامة للبيئة حول أسباب النفوق، أما نظيرتها «الأشغال» فأكدت أن رصد التعديات والتجاوزات والحد من الملوثات يعد مسؤولية تضامنية بين جميع مؤسسات الدولة، نافية تقصيرها في الشأن البيئي. إلى النيابة وعلمت «القبس» أن مدير عام الهيئة العامة للبيئة الشيخ عبد الله الأحمد وبعد ظهور نتائج التقرير والفحص المخبري ورصد تجاوز على مواد القانون البيئي مرتبط بمجارير مياه الأمطار، يقوم حاليا باتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن معرفة مصدر الملوثات، تمهيدا لإحالة المخالفين إلى النيابة العامة وتطبيق قانون العقوبات عليهم. وأعلن الأحمد أمس في تصريح صحافي أن «فرق الهيئة الرقابية قامت خلال الأيام الماضية بعمليه مسح شاملة لسواحل البلاد ومنطقة جون الكويت بشكل خاص ورصدها لتدفقات غير قانونية على البيئة البحرية لمخلفات سائلة لا تتوافق مع المعايير البيئية المعتمدة وأن ذلك يأتي امتدادا لتسجيل سابق لمثل هذه التعديات المسببة لتلوث مؤثر في جودة البيئة البحرية ومكوناتها المختلفة». إلى ذلك بينت تقارير الهيئة «وجود ارتفاع واضح للملوثات الصادرة عن مخارج الأمطار التي تقع تحت المسؤولية المباشرة لوزارة الأشغال العامة، ما ساهم في زيادة المغذيات في منطقة الجون،. وحملت النتائج المسحية، كذلك، الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية ووزارة الداخلية جزءا من المسؤولية نظرا لضعف الالتزام بتطبيق القانون من قبلهم وذلك لمسؤوليتهما في إحكام السيطرة على الصيادين، تطبيقا لقرار منع الصيد في جون الكويت إلى جانب انعدام المسؤولية من قبل بعض الصيادين وهواة الصيد الذي ساهم في زيادة الضغوط بتخلصهم العشوائي وغير المنظم لا سيما لأسماك «الچم». وكشفت الهيئة أن التحاليل المخبرية بينت من خلال الرصد الميداني لمياه جون الكويت والمواقع المختلفة وجود مياه غير معالجه أدت الى وجود ملوثات بيولوجية تفوق الحدود المسموحة بها بـ23 ضعفاً مصاحبة للمياه المتدفقة من المخارج المختلفة، وأدت كذلك إلى ازدياد المغذيات في البحر، وبالتالي إلى ازدهار الهوائم النباتية التي تم رصدها، وهي أضعاف النسب الطبيعة التي تكون غالبا ما تتراوح بين الآلاف من الخلايا باللتر. كما بينت النتائج ارتفاعا واضحا في معدلات كل من الفوسفات، والمواد العالقة الكلية، ، منتقدة صمت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية وتقاعسها عن دورها. طائرة «الدفاع» تستطلع يجرى التنسيق مع وزارة الدفاع لاستخدام طائرة هليكوبتر للاستطلاع اليومي على كامل المياه الإقليمية الكويتية، للمساعدة في مد مناطق الرصد وإسراع متابعة تطورات الحالة وكذلك توفير صور جوية لبيان آثار الظاهرة، إن وجدت. البكتيريا القولونية قرب ميناء الشويخ أظهر التقرير البيئي الخاص بمسوحات جون الكويت والبيئة البحرية للوقوف على ملابسات حادثة النفوق، أن هيئة البيئة كشفت عن وجود ظاهرة «المد الأحمر» المعروفة باسم «karenia» بالقرب من مدخل ميناء الشويخ وداخله بنسب عالية، مما نتجت عنه «سموم عصبية تتسبب في نفوق الأسماك والكائنات الأخرى، إضافة إلى أنواع أخرى من الهوائم». وبين التقرير العثور على عدد من الهائمات الضارة من نوع «Thalassiosira sp» شمال غرب وزارة النفط والجهة المقابلة لمجلس الامة. ولفت إلى أن وزارة الكهرباء والماء تجاوزت الحد المسموح به من «البكتيريا القولونية الكلية»، التي تم رصدها بالقرب من مخارج الكهرباء والماء في منطقة الشويخ بنسبة 3760 درجة، في حين الحد المسموح به ألف درجة. لجنة تحقيق في ملوثات محطة كهربائية محمود الزاهي | أعلن وكيل وزارة الكهرباء والماء م. محمد بوشهري، عن تشكيل لجنة تحقيق لدراسة ما ورد في بيان الهيئة العامة للبيئة حول أسباب النفوق الحاصل في الجون بالقرب من إحدى محطات الوزارة. وقال بوشهري في تصريح له أمس: إن تشكيل اللجنة جاء بناء على تعليمات من وزير الكهرباء والماء وزير النفط م. عصام المرزوق، للوقوف على ما إذا كان لتلك المياه دور في نفوق الأسماك، على أن تقوم تلك اللجنة بالانتهاء من عملها بعد أسبوعين ورفع تقريرها. وأوضح أن اللجنة ستحقق في مدى تلوث المياه الخارجة من إحدى المحطات عقب عمليات التحلية، وما أثير حول كونها جزءا من أسباب نفوق الأسماك حاليا. مياه الشرب آمنة دعت رئيسة الجمعية الكويتية لحماية البيئة وجدان العقاب الجهات الحكومية المعنية بتصريف النفايات المختلفة، إلى إضافة سجلات خاصة بها من حيث نوعها وماهيتها وكميتها للمساهمة في تحديد مصدر التلوث المحتمل وتسهيل ترتيب آلية التعامل معه في أي مؤسسة أو هيئة. وأضافت العقاب في تصريح صحافي أمس «إذا كانت بعض الجهات تعتمد على مقاولين للتخلص من نفاياتها، فعليها تقديم ما يثبت أن المقاول تخلص منها بالطرق الآمنة». وطمأنت المواطنين والمقيمين بعدم وجود أي تأثير سلبي في مياه الشرب المنتجة من محطات التحلية، مشيرة إلى أن المياه تعالج على مراحل لإنتاجها خالية من التلوث. لجنة وطنية بناء على توجيهات وزير الدولة لشؤون البلدية تم إصدار قرار بتشكيل لجنة وطنية من مختلف جهات الدولة المعنية؛ منها: الهيئة العامة للبيئة ووزارة الصحة وبلدية الكويت ومعهد الكويت للأبحاث العلمية وجامعة الكويت ومؤسسة الموانئ ووزارة الداخلية والاتحاد الكويتي لصيادي الأسماك والجمعيات المعنية، للتعاون مع الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، في رصد ومتابعة وسرعة تحديد أسباب النفوق واتخاذ الإجراءات العملية والحاسمة لمواجهة هذه الظاهرة. ختام حملة «الكويت واحة خضراء» اختتمت حملة «الكويت واحة خضراء» المرحلة الأولى من حملة حماية جون الكويت بعد عمل استمر 6 أشهر، وشمل شواطئ جون الكويت، عشيرج والدوحة والصليبخات، وبحصيلة مخلفات تجازوت مئات الأطنان، من شباك صيد وقوارب مهملة والنفايات البلاستيكية. وأكد مدير إدارة الشرطة البيئية في وزارة الداخلية العقيد حسين العجمي خلال حفل ختام الحملة، أمس الأول، ضرورة حماية جون الكويت بمشاركة كل الجهات، فضلاً عن أهمية التوعية المجتمعية لإدراك التنوع الأحيائي في الجون الذي لا يوجد في مكان آخر في العالم. بدوره، أكد عبدالعزيز الشطي استمرار الحملة في جهودها والبدء في المرحلة الثانية من الحملة لاحقاً، مبيناً أنها ستشمل تنظيف جزيرة أم المرادم، والشاطئ من الخويسات باتجاه الصبية، لا سيما في ظل موجة نفوق الأسماك التي تجتاح البلاد. من جهتها، شددت المسؤولة الإعلامية فاطمة العنزي، على أهمية جون الكويت ثاني أكبر حاضنة للأسماك في العالم، وهي ثروة طبيعية تُحسد بلادنا عليها. «الأشغال»: تحسين أداء شبكات الصرف قال المتحدث الرسمي لوزارة الأشغال م. عبد المحسن العنزي: إن الوزارة لا تألو جهداً في اتخاذ جميع الإجراءات وإعداد الدراسات اللازمه لمراقبة وصيانة كل المرافق التي تقع ضمن اختصاصها على مدار الساعة وعلى الوجه الأكمل. وأضاف العنزي في بيان له أمس أن ذلك بغرض حماية البيئة البحرية والبرية، خاصة منطقة جون الكويت التي تعتبر إحدى أهم الحواضن البحرية الطبيعية بالعالم. وأكد على أن الوزارة لا تسمح بأي تعد أو عبث بالبيئة من خلال تنفيذ مشاريع التصحيح البيئي ومشاريع تطوير وتحسين أداء ورفع كفاءة شبكات الصرف الصحي المنزلي ضمن برنامج حماية البيئة، الذي يعد أحد أهم الأهداف الاستراتجية للوزارة، علماً بأن شبكة الصرف الصحي المنزلي مستقلة تماماً عن شبكة صرف مياة الأمطار.
مشاركة :