أندية عالمية بين التهرب الضريبي وسلطان القانون بقلم: مراد بالحاج عمارة

  • 4/27/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

تسريبات جديدة حول التحايل الضريبي تمس المشاهير، تطرح التساؤل عن الجانب الخفي في عالم المال والأعمال لنجوم كرة القدم وعلاقة ذلك بالروح الرياضية. العرب مراد بالحاج عمارة [نُشر في 2017/04/27، العدد: 10615، ص(23)] مرة أخرى يضرب زلزال التهرب الضريبي بقوة داخل أوساط أندية كرة القدم العالمية، ليخلف وراءه العديد من الاعتقالات والإيقافات لنجوم الساحرة المستديرة. حيث عاد موضوع التلاعب الضريبي الذي اتهم به بعض مشاهير كرة القدم لدائرة الضوء من جديد، بعد أن نشرت مجلة وسائل إعلام عامية تفاصيل خفية حول أسرار عالم كرة القدم وتحديدا صفقات انتقالات اللاعبين. تسريبات جديدة حول التحايل الضريبي تمس المشاهير، تطرح التساؤل عن الجانب الخفي في عالم المال والأعمال لنجوم كرة القدم وعلاقة ذلك بالروح الرياضية. فعندما يمتنع هؤلاء من أصحاب الملايين من الدولارات عن دفع مساهمتهم في المجتمع فإن ذلك لا يمت بصلة إلتى الروح الرياضية وإنما هو خيانة للجماهير. وعندما نجد أن مشاهير الرياضة في العالم يجسدون احترامهم للقواعد العامة لتنظيم أداء واجباتهم الضريبية فإنهم يكرسون أخلاقا جديدة في الالتزام بالقانون بفضل تحقيقهم لرواتب ودمداخيل عالية جدا تتطلب الخضوع إلى القانون الضريبي الذي يعدّ ميثاق أخلاق وواجب لا يمكن التهرب منه. رغم تعمد العديد من النجوم التلاعب بمسألة التهرب الضريبي أظهرت تجارب سابقة أن الجماهير الرياضية سرعان ما تنسى قضايا من هذا النوع. فأولي هونيس أحد أهم شخصيات كرة القدم منذ 40 عاما كلاعب ورئيس ناد على حد سواء مثلا، الذي قضى عقوبة السجن بتهمة التهرب الضريبي هو الآن رئيس بايرن ميونيخ وليونيل ميسي يوجد حاليا في اللائحة النهائية للأسماء المرشحة للكرة الذهبية. آخر هذه التسريبات شملت إسمين من الوزن الكبير في عالم كرة القدم وهما كريستيانو رونالدو، هداف ريال مدريد ومسعود أوزيل صانع ألعاب أرسنال الإنكليزي والمنتخب الألماني. اسم الدولي الألماني ولاعب ريال مدريد سابقا مسعود أوزيل حاضرا أيضا ضمن قائمة التسريبات الأخيرة. كذلك لا ننسى أسطورة المنتخب الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا كان متهما بالتهرب الضريبي. ولم تقتصر هذه الظاهرة على عالم كرة القدم فحسب بل طالت أيضا عالم التنس حيث كان الألمانيان بوريس بيكر وشتيفي غراف أبرز المتورطين في قضايا تهرب ضريبي، لكن اللاعبة نجت من إثبات التهم بينما تورط والدها في الفضيحة وقضت المحكمة بسجنه. ومن ألمانيا إلى إيطاليا نجد رئيس الوزراء ورئيس ومالك ميلان السابق سيلفيو بيرلسكوني صانع أمجاده متورط ومازال تحت التحقيق في قضايا تهرب ضريبي. وفي إنكلترا هناك هاري ريدناب مدرب توتنهام السابق وكوينز بارك رينجرز الذي نجا في عام 2012 من تحقيق معه بالتهرب الضريبي وجد فيه غير مذنب، وهناك أسطورة البيسبول بيتي روز الذي تم سجنه 5 أشهر بسبب عدم إعلانه عن دخل كبير. وها هي الآن سلطات الضرائب في بريطانيا تشن حملة اعتقالات واسعة على أندية إنكليزية، ضمن تحقيقات موسعة، وألقت القبض على عدة أشخاص، للاشتباه في تورطهم في تزوير بيانات ضريبة الدخل والتأمين الوطني. وأكدت سلطات الضرائب في بريطانيا أنها تتلقى الدعم في التحقيقات الجارية من السلطات الفرنسية، التي ألقت القبض على بعض الأشخاص أيضا، وفتشت عدة مواقع في فرنسا. إن هذه التحقيقات الجنائية ترسل رسالة واضحة، مفادها أنه بغض النظر عمن تكون، إذا تورطت في تحايل ضريبي يتعين عليك مواجهة العواقب. وأوقفت السلطات البريطانية والفرنسية العديد من الأشخاص في البلدين، ووضعت يدها على سجلات مالية للاشتباه بالتهرب من دفع الضرائب. ومن ناحية أخرى زعزع طوفان التهرب الضريبي أركان نادي وستهام الإنكليزي الذي بات موضع تحقيق من قبل سلطات الضرائب البريطانية التي أكدت أن ما يقارب 200 من أفرادها يشاركون في هذه العملية. كذلك نادي نيوكاسل يونايتد الذي ضمن هذا الأسبوع عودته إلى الدوري الإنكليزي الممتاز هو بدوره موضع تحقيق، وأن مديره الإداري لي تشارنلي قد تم توقيفه. ويلعب وست هام في الدوري الإنكليزي الممتاز ومقره في العاصمة لندن. أما نيوكاسل فيقع مقره في شمال شرق البلاد. وفي حين أكد وست هام أنه “يتعاون بشكل كامل مع مصلحة الضرائب لمساعدتها في تحقيقاتها”، في حين لم يعلق نيوكاسل على التقارير. وأوقفت مصلحة الضرائب البريطانية العديد من الشخصيات الرياضية قامت بإجراءات واسعة النطاق وعمليات تفتيش في مواضع عدة في فرنسا وبريطانيا. كما طالت هذه العمليات أيضا شمال غرب وجنوب شرق إنكلترا. من دون أن تحدد المدن والأندية المعنية، وتم توقيف أشخاص ومصادرة سجلات تجارية ومالية وأجهزة كمبيوتر وهواتف خلوية. وتساعد السلطات الفرنسية التحقيق البريطاني، ونفذت اعتقالات وعمليات بحث في عدة أماكن في فرنسا. معادلات صعبة باتت تحيط بعالم الرياضة، فمن ناحية نجحت الرياضة في كسب رهانات اجتماعية وثقافية كبرى وتحديات صعبة في كامل أصقاع العالم، ففي عدة بلدان راقية أصبحت الرياضة وخاصة كرة القدم قطاعا أساسيا لبناء المجتمعات. ومن ناحية ثانية أضحت الرياضة منطلقا للشبهات الفساد. صحافي تونسيمراد بالحاج عمارة

مشاركة :