الدمام: علي القطان ارتفعت حرارة الأجواء وعادت موجات الغبار في المنطقة الشرقية بالسعودية لتتجاوز درجة الحرارة في بعض المحافظات 45 درجة، في حين تتجاوز سرعة الرياح السطحية 40 كيلومترا في الساعة، مع بدء ما يعرف بموسم «طباخ التمر»، حيث تزداد شدة الحرارة والسموم وارتفاع نسبة الرطوبة خصوصا في المناطق الساحلية. وبحسب مختصين تصل درجة الحرارة خلال هذه الفترة إلى أعلى معدلاتها السنوية على الأجزاء الشمالية من الكرة الأرضية. ويشهد هذا الموسم استمرارا لهبوب العواصف الرملية على الساحل الغربي من المملكة والرياح الشمالية أو الشمالية الغربية المشوبة بالسموم اللافح في المنطقة الشرقية والشمالية والوسطى خلال ساعات النهار، مثيرة للغبار والأتربة، وتتسم بعنصر المفاجأة، والمناخ عموما «كاتم» نتيجة تجمعات سحابية عقيمة، مما يرفع الإحساس بدرجة الحرارة المحسوسة. وينتظر أن تكون المنطقة الشرقية على موعد مع نهاية الحر اللاهب أواخر شهر أغسطس (آب) المقبل، وذلك بتوقيت معتاد في ظهور نجم سهيل. من جانبه، أكد الباحث العلمي عبد العزيز الشمري، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن موسم «طباخ التمر» في الجزيرة العربية له ارتباط مباشر بمنخفض الهند الموسمي الذي له تأثير مباشر على أجواء الجزيرة العربية خلال فصل الصيف كل عام من 21 يونيو (حزيران) إلى 22 سبتمبر (أيلول). وقال الشمري، إن تأثيره يبدأ تدريجيا من الجنوب باتجاه الشمال، وتبدأ التمور في الجزيرة العربية بالتلون والنضج عند اشتداد الحرارة، خاصة هذه الأيام التي يطلق عليها عند المزارعين موسم «طباخ اللون أو طباخ التمر أو طباخ الرطب» الذي بدأ يوم الاثنين 15 يوليو (تموز) ويستمر حتى 15 أغسطس. وعادت موجات الغبار على المنطقة الشرقية بعد أن شهدت انحسارها لأكثر من شهر، وأدت إلى انخفاض في درجات الحرارة، وأسهمت الرطوبة العالية في ذلك أيضا وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن تكون الرؤية غير جيدة بسبب الأتربة على شرق المملكة ووسطها، تشمل أجزاء من منطقة الرياض والطريق السريع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة. وشهدت المنطقة الشرقية خلال الشهر الماضي صفاء في الجو مع ارتفاع تدريجي في درجة الحرارة، في حين بلغت خلال الأيام الأخيرة نحو 45 درجة. وقد بقيت الرياح متوسطة إلى خفيفة، ما جعل الأماكن العامة والترفيهية تستقبل الأهالي والزوار الذين كانوا يقضون يومي الإجازة من كل أسبوع فيها، خاصة في المساء، إلا أن موجة الغبار، بالإضافة إلى ارتفاع في الرطوبة سيحد بشكل كبير من زيارة هذه الأماكن. وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تقريرها الأخير أن تسجل المنطقة الشرقية نسبة رطوبة عالية تصل إلى 70 في المائة لتكون من أعلى المناطق في الرطوبة وحركة نشطة في الرياح السطحية. من جانبها، أوصت وزارة الصحة ومن خلال نشرات وزعتها في المراكز الصحية بأهمية لبس الكمامات الوقائية أثناء الخروج من المنزل أثناء موجة الغبار بسبب ذرات الغبار التي تعمل على تهييج الجهاز التنفسي مما يتسبب في حساسية الأنف. كما أصدر مركز الإعلام والتوعية الصحية التابع لوزارة الصحة قائمة بالإرشادات الصحية التي تساعد في حماية وسلامة أفراد المجتمع أثناء هبوب الرياح والموجات الغبارية كتجنب التعرض المباشر للغبار والعوالق الترابية خلال هبوب العواصف الرملية ووجود العوالق الترابية، وعدم الخروج إلا للضرورة ومتابعة أخبار النشرات الجوية عبر التلفزيون أو الإذاعة أو من خلال موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، كما أكدت ضرورة إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ لمنع دخول الغبار إلى المباني والمنازل، وإعطاء مزيد من الاهتمام بالنظافة الشخصية خلال هذه الفترة من السنة التي يكثر فيها هبوب الرياح، إضافة إلى أهمية تنظيف المنازل والمباني بشكل جيد من آثار الغبار، خاصة غرف النوم والأغطية والفرش. كما نصحت باستخدام فوطة أو شاش مبلل أثناء هبوب العواصف الرملية إذا كان الفرد خارج المبنى أو عند الضرورة مع التنبيه على ضرورة استبدال تلك الكمامات باستمرار وعدم مغادرة المنزل بالنسبة لمرضى الربو والجهاز التنفسي في مثل هذه الأجواء إلا للضرورة واتباع التعليمات الطبية من أجل عدم التعرض إلى مضاعفات شديدة وخطيرة في هذه الحالات.
مشاركة :