نعود معكم مرة أخرى؛ لنكمل ما بدأناه في الأسبوع الفائت من تناول أمثلة الكتاب المدرسي للمرحلة المتوسطة بدولة الكويت: (بل هما القوتان اللتان نعيد بهما تاريخ آبائنا الذين كافحوا وأمهاتنا اللائي حملن عبء الحياة واللائي بذلن العطف والحنان). - بل: حرف عطف للإضراب مبني على السكون الظاهر لا محل له من الإعراب، وقد يتساءل الطالب الكريم: ما معنى للإضراب؟ نقول له: إضراب عن الأول، لقد قلنا في الأول (هما الأساسان)، ثم وجدنا أن الأساسين لا تكفي في التعبير فزدنا عليهما (القوتان)، فقلنا (بل هما القوتان). - هما: ضمير منفصل للمثنى المذكر والمؤنث الغائبيْن مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. وبنيانه على السكون لأنه مد، كالليل الساكن الهادئ الطويل. - القوتان: خبر مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى. - اللتان: اسم موصول للمثنى المؤنث صفة لـ (القوتان) مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى. - نعيد: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الدال)؛ لأنه بدأ بحرف من حروف المضارعة وهي (أ، ت، ن، ي)، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (نحن)، أي: نحن نعيد. ومعنى «مستتر وجوبا» أي لا يجوز إظهاره؛ لأن الفعل (نعيد) يحتمل عدة أسماء أو مجموعة من الناس، فليس بمقدورنا ذكرها كلها. - بهما: بـ: حرف جر مبني على الكسر الظاهر لا محل له من الإعراب، ـهـ: ضمير متصل مبني على الكسرة الظاهرة في محل جر بحرف الجر (الباء)، ـما: حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب علامة المثنى. - تاريخ: مفعول به للفعل (نعيد) منصوب بالفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الخاء). - آبائنا: آبائـ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على (الهمزة) آخر الكلمة؛ لذلك كتبت الهمزة على نبرة، ولو كانت منصوبة لكتبت على السطر هكذا (آباءنا)، ولو كانت مرفوعة لكتبت على الواو هكذا (آباؤنا)، ـنا: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. - الذين: اسم موصول لجمع الذكور مبني على الفتحة الظاهرة في محل جر صفة لـ (آبائنا) لذا جاءت في محل جر. - كافحوا: كافحـ: فعل ماض مبني على الضمة الظاهرة فوق حرف (الحاء) آخر الكلمة؛ لاتصاله بواو الجماعة وهي الحالة الوحيدة التي يبنى فيها الفعل الماضي على الضم إذا اتصلت به واو الجماعة، ــوا: واو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل فالواو هنا ضمير لـ (الآباء) لأن (الآباء) هم الذين كافحوا. - و: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. - أمهاتنا: أمهـ: اسم معطوف على (آبائنا) مجرور بالكسرة الظاهرة تحت حرف (التاء) آخر الكلمة، ـنا: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. - اللائي: اسم موصول لجمع الإناث مبني على السكون في محل جر صفة لـ (أمهاتنا). - حملن: حملـ: فعل ماض مبني على السكون فوق حرف (اللام) آخر الكلمة؛ لاتصاله بنون النسوة، وهي إحدى ثلاث حالات يبنى فيها الفعل الماضي على السكون منها: إذا اتصلت به (نا) الدالة على الفاعلين (حملنا)، وإذا اتصلت به (تاء) الفاعل (حملتُ، حملتَ، حملتِ)، ـن: نون النسوة ضمير متصل مبني على الفتح الظاهر في محل رفع فاعل. - عبء: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الهمزة). - الحياة: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة تحت الحرف الأخير (التاء المربوطة). - و: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. - اللائي: اسم موصول لجمع الإناث مبني على السكون معطوف على (اللائي) في الجملة السابقة في محل جر صفة لـ (أمهاتنا). - بذلن: بذلـ: فعل ماض مبني على السكون فوق حرف (اللام) آخر الكلمة؛ لاتصاله بنون النسوة، ـن: نون النسوة ضمير متصل مبني على الفتح الظاهر في محل رفع فاعل. - العطف: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الفاء). - و: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. - الحنان: اسم معطوف على (العطف) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (النون). فائدة: لاحظنا أن الأسماء الموصولة جاءت صفات لما قبلها، ولعل الدارس يريد أن يفهم، لماذا جاءت صفات في الأمثلة السابقة؟ نقول له: إن الاسم الموصول قد بين لنا هيئة وحال وصفة الشيء الذي نتحدث عنه. وحدد لنا معالمه سواء أكان ذلك في السلب أم في الإيجاب. وبمعنى دقيق صوره لنا، فلو رجعنا إلى مثال من الأمثلة السابقة (وأمهاتنا اللائي حملن عبء الحياة)؛ فالاسم الموصول (اللائي) حدد لنا أمهات من نوع خاص، وليس أية أمهات، بل أمهات حملن عبء الحياة، وبذلن العطف والحنان، وبذلك قد صور لنا شريحة خاصة من الأمهات. * كاتب وباحث لغوي كويتي fahd61rashed@hotmail.com