دفعت الأوضاع الأمنية المتوترة في لبنان، بعض المهرجانات الى التقشف في برامجها والاعتماد على أمسيات ليست بمستوى ما قدّمته سابقاً، فيما لم يعرف حتى الآن مصير بعض المهرجانات السنوية، وإن كانت ستدخل الموسم الصيفي أم لا. لكن القيمين على مهرجانات بيبلوس الدولية لهم رأي مختلف، ويحاولون مقاومة التوتر والانقسام بالفن الراقي وعبر استضافة أبرز الموسيقيين العالميين والنجوم المحليين. وقد أعلنت رئيسة لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية لطيفة اللقيس البرنامج الفني للمهرجان الذي ستنطلق أمسياته في الثالث من تموز (يوليو) المقبل في مدينة جبيل البحرية. وقالت إن «المهرجانات منذ انطلاقتها تسعى الى اختيار أفضل البرامج الدولية وتقديم أهم البرامج الفنية ذات القيمة الثقافية العالية، فضلاً عن هدفها الترفيهي لتعريف الجمهور اللبناني على تطور النشاط الفني الدولي والعربي، إضافة إلى البرامج اللبنانية المتنوعة من مسرح غنائي وطرب أصيل وفولكلور». ولفتت إلى أن «مهرجانات بيبلوس مؤسسة لا تبغي الربح وهدفها ثقافي سياحي اجتماعي اقتصادي تؤمن باستمرارية وجه لبنان الحضاري مهما كانت الظروف». ويفتتح عازف البيانو الصيني الشهير لانغ لانغ الذي اعتبرته صحيفة «نيويورك تايمز» «أهم فنان في الموسيقى الكلاسيكية في العالم» ليالي المهرجان، باستعراض يجمع بين فضاء الموسيقى ومشهدية الجسد، وترافقه الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية بقيادة المايسترو داريل انج. الأمسية الثانية في الاحتفالية (17 تموز)، يحييها الفنان اللبناني مارسيل خليفة الذي سيغني مع فرقته «الميادين» المطعمة بأعضاء من دول أجنبية، إضافة إلى 60 منشداً و80 عازفاً في الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية، بقيادة هاروت فازليان. ويعود الفنان الأميركي اليوناني الأصل ياني (19 تموز) إلى مهرجانات جبيل للسنة الثانية على التوالي، بعد إلحاح من جمهوره اللبناني الذي لم يتسنَّ له حجز بطاقات لحفلتيه الحاشدتين في مهرجانات العام الماضي، وقد وعد حينها بتلبية الدعوة هذه السنة ووفى بوعده. الأمسية الرابعة (29 تموز) مع الفرقة البريطانية MASSIVE ATTACK التي أثبتت حضورها خلال 20 عاماً في مهرجانات العالم، ثم فرقة «ابيكا» (2 آب - أغسطس) التي غرقت صفحة مهرجانات بيبيلوس على «فايسبوك» بمطالبة الشباب بمشاركتها. تليها أمسية المغني البلجيكي ستروماي الذي بيع من ألبومه الثاني Racine Carree أكثر من مليونين ونصف مليون نسخة. وفي 6 آب حفلة مزدوجة يبدأها مولاتو أستاتكي، «أب الجاز الأثيوبي» الذي يعزف الموسيقى الأثيوبية التراثية ويجمع بين الموسيقى الأفريقية واللاتينية، يليه الفنان اللبناني إبراهيم معلوف (ابن شقيق الكاتب أمين معلوف) الذي بدأ تجاربه الموسيقية في باريس، مستخدماً الترومبيت للموسيقى الشرقية، وقد بات اسمه معروفاً في العالم. يليهما المؤلف وعازف البيانو الأرمني اللبناني غي مانوكيان (13 آب) الذي عمل مع عازفين عالميين. على أن تختتم الأمسيات بفرقة أميركية اسمها «بيروت»، تتمتع بشهرة كبيرة في الولايات المتحدة والعالم، وقد قال مؤسس الفرقة زاك كوندون أنه أطلق هذا الاسم على فرقته عندما تذكر أنه سمع صوت فيروز وهو صغير.
مشاركة :