أبوظبي: رانيا الغزاوي استضاف جناح مؤسسة بحر الثقافة في المعرض، الدكتور علي شريف المحاضر في جامعة زايد، في ندوة بعنوان «تجليات المحبة في شعر ابن الفارض»، تناول خلالها حياة وأعمال الشاعر الذي رسخ مفهوم الغزل الصوفي المتمثل في الحب الإلهي وحب البشرية، وأعماله التي لم يترك سوى ديوانٍ واحد منها.أشار شريف إلى أن ابن الفارض حموي الأصل، ولد ونشأ في القاهرة في القرن السادس الميلادي، وعرف كأحد أشهر الشعراء المتصوفين، وكانت أغلب قصائده تتناول العشق الإلهي، كما لقب ب «سلطان العاشقين»؛ كونه استطاع أن يطور مفهوم الحب الإلهي، واستوعب جميع أشكال الحب ومراحله ممن سبقوه، كشهيدة العشق الإلهي رابعة العدوية، التي حولت العشق الإلهي من مفهوم الخوف من الله إلى حب الله.وأضاف أن ابن الفارض كان قد اشتغل بفقه الشافعية، وسلك طريق الصوفية والزهد، راحلاً إلى أرض الحجاز ومكة، بحثاً عن العزلة والتقرب إلى الله، والتعمق في علوم الدين الصحيحة، متخذاً مسيرة الحلاج، والشيخ الأكبر ابن عربي في التصوف.وأوضح شريف أن ابن الفارض تميز عن غيره بخروجه عن المألوف، حيث عاش في العصر الأيوبي، الذي أجحف في الدراسات النقدية، وكان الشعراء في هذا العصر يتبارون بالمحسنات البديعية، ومما يحسب لابن الفارض أنه لم يتكلف في استخدام المحسنات، إضافة إلى أن الدراسات الأدبية لم تعطِه حقه؛ كونه لم يترك إلا ديواناً واحداً، ولولا الدراسات التي أجراها المستشرقون عن حياته، لما وصلتنا سيرة ابن الفارض وإبداعاته.